كشفت الأيام الماضية عن جملة من المعطيات الحقيقية الغير منظورة بما يتعلق بالحرب ضد الإرهاب وبما يتعلق بتحالفات الجماعات الارهابية فيما بينها.
ومن بين اهم المعطيات التي يمكن التاسيس عليها في توتر التنظيم الارهابي وتاشير حالة التخبط والانكسار التي تعيشها تشكيلات تنظيم داعش الوهابي هو استنجاده بقادة التنظيم الذين فقدوا تاثيرهم المباشر في ساحة المعركة والتعويل على ثقلهم في تحقيق الاستمرارية المطلوبة وفي ادامة زخم الصراع ،وهذا الاستجداء يؤشر حالة حقيقية لعجز التنظيم في حشد الاعداد المطلوبة للوقوف بوجه التقدم الكبير الذي تحققه القوات الامنية وابطال الحشد الشعبي وابناء العشائر الاشاوس.
ومع ان الكثير من الاعلاميين والسياسيين والخبراء ووسائل الاعلام المجندة والتابعة كانوا يصنفون الدواعش ضمن التنظيمات الارهابية ذات الامكانيات والقدرات الفائقة في الحركة والمناورة والتاثير المباشر على المتلقي الا ان الرجوع الى المشلول البغدادي من قبل التنظيم في محاولة لتحشيد الانصار اعطى مؤشرا واقعيا على انكسار التنظيم وغياب القدرة الكاملة لديه على الاستمرارية والمواجهة.
الامر الاخر الذي افرزته وقائع الايام الماضية والذي لا يبتعد كثيرا عن المعطى الاول هو محاولة بعث الموتى من قبل ايتام النظام المقبور عندما بثوا تسجيلا مفبركا للكسيح عزة الدوري وهو يتحدث عن الفرس المجوس وهم يلتهمون العراق في محاولة لتاجيج الاحقاد القومية وفي محاولة لرفع الروح المعنوية للتنظيمات الارهابية وزقها بافيون الحقد الوهابي الطائفي.
ان بث تسجيل صوتي للمشلول البغدادي والمقبور المثلج عزة الدوري ينطلق من مصدر واحد ومن مشروع تدميري ومن فكر وهابي منحرف هدفه اعادة الروح الى التنظيم الارهابي الداعشي واعادة تجميع فلوله المنهارة واعدادة المتناقصة والمقبورة ومحاولة يائسة اخيرة للوقوف بوجه الانتصارات المتلاحقة التي يحققها ابطال الحشد الشعبي في صلاح الدين وفي الانبار وفي مناطق متفرقة من البلاد.
ان معارك الرمادي ستكون الحلقة ما قبل الاخيرة في اندحار داعش في العراق والى الابد بعد ان توصل ابناء الانبار الى حقيقة واحدة مفادها ان الطرف الوحيد القادر على لجم جنون الارهاب واستهتاره هم ابناء الحشد الشعبي لهذا اعلنوا عن ترحيبهم الكامل والمطلق بقدومهم ومن هنا فان الايام المقبلة ستكون محملة بعبق الانتصارات واريج لون الشهادة.
ان موافقة ابناء الانبار على الدخول الى الرمادي يمثل صدمة قاتلة للتنظيم الارهابي وللبعث الصدامي ولكل الاطراف المحلية والاقليمية والدولية التي تحالفت مع الدواعش ضد العراقيين لان هذه الموافقة تعني ان تلك الاطراف قد فقدت حليفا مهما وطرفا كانت تعتقد بولائه ورفضه المطلق لدخول الحشد وبالتالي توفير بيئة ملائمة لاستمرار التنظيم الداعشي المجرم.
ان كل ما تبقى للدواعش القتلة للاستنجاد بهم هم الموتى والمشلولين ومؤكد ان من يراهن على هذه النماذج قد فقد كل مبادراته ولم يعد لديه شيء يدافع به .