لقد اهتم الإعلام العالمي والعربي والمحلي بما يقوم به تنظيم داعش الإرهابي يوم في العراق من قتل للشباب والأطفال وكبار السن وكذلك سبي النساء وبحجج عديدة منها رفض مبايعته والتعاون معه وغيرها من الحجج حتى وصل الأمر الى المطالبة باعتبار هذه الجرائم جرائم حرب وكذلك جرائم ضد الإنسانية
ولكن لو تم تتبع الأمر لكان الأجدر بهذا الإعلام وكذلك جميع المنظمات التي تدعي أنها منظمات إنسانية باعتبار جريمة داعش التي حدثت في كربلاء هي الجريمة الأولى عالميا ضد الإنسانية وجرائم حرب هذه الجريمة التي تم تنفيذها بدم بارد وبدعم ومساندة من قبل من يدعي التدين والتعمم وكذلك يعتبر نفسه ناطق باسم الإسلام والمسلمين
ففي صحراء كربلاء حدثت أبشع وأضخم جريمة حدثت في تاريخ الإنسانية بكل ما يحمل هذا المعنى من تفاصيل ومفردات
الجريمة التي كان إبطالها من يتم وصفهم بأنهم مسلمين وخلفاء للمسلمين ورجال دين تفنن بطرق القتل فيها كل من لديه موهبة بالقتل والتمثيل والسرقة والحقد والكذب
جريمة كربلاء تحتاج الى وقفة وتمعن صادق للوقوف على إبعادها سواء الدينية او الإنسانية بل وتحتاج الى تفسير لكل لحظة وخطوة فيها حتى يتم تحليلها بصدق بعيدا عن اي ميول طائفية او مذهبية او دينية
جريمة قتل بها الأطفال بعد منعهم من شرب الماء لمدة ثلاثة ايام متتالية وتم قطع رؤوسهم وقتل بها الشباب ومثل بهم وقتل بها الرجال وتم سحق أجسادهم وبعد ذلك تم سبي النساء ومنعت الأجساد من الدفن وتم تركها في العراء لحرارة الشمس ورمال الصحراء
اي كلام يمكن له ان يوصف قتل طفل رضيع وحز رأسه وهو ابن أشهر فقط وبأي ذنب يقتل وبأي ذنب يتم قطع رأس ابن ويقدم لطفلته ام الأربع او الخمس سنين ليتم قتلها بالصدمة لهذا المنظر
هل هناك جريمة في التاريخ منذ ادم ولحد ألان تصل الى جريمة يتم فيها تقطيع أذان أطفال من اجل سرقة حليهن او قتل أطفال من اجل حرق قلب أهلهم عليهم او تقطيع أوصال شخص ميت من اجل نزع خاتمه او ملابسه لسرقتها
هذا جزء بسيط مما حدث في هذه الجريمة وهو امر فضيع ومهول فكيف اذا كان كل هذا وأكثر قد حدث لابن رسول الله محمد صلى الله عليه واله وسلم وريحانته الحسين ابن علي بن ابي طالب ابن بنت رسول الله فاطمة الزهراء الذي قال عنه رسول الله (ص) “الحسن والحسين اماما قاما او قعدا” وقال “الحسين سيد شباب اهل الجنة “
هذه الجريمة التي حدثت في صحراء كربلاء في واقعة معركة الطف والتي قتل فيها الحسين عليه السلام وأهل بيته وإخوته وأطفاله وثلة طاهرة من صحبة بعد قطع الماء عنهم لمدة ثلاثة ايام حتى أنهكهم العطش والجوع
كل هذا حدث لأنه رفض ان يبايع خليفة داعش الأموي شارب الخمر سابي النساء صاحب الليالي الحمراء والفسق والفجور تارك العمل بالقران وسنة رسل الله
رفض مبايعته حتى لا يشارك بجريمته التي يرتكبها بحق ملايين المسلمين وبحق المساكين والفقراء والمظلومين
رفض حتى لا يكون ممن ساندة ودعمه في تماديه بغية وعبثه بما انزل من كتاب الله وتعاليمه وبما يحمل الدين الإسلامي من رحمة وعدل وتكاتف ومساواة
واليوم نشاهد هذه الجريمة تتكرر في العراق وسوريا وأفغانستان وغيرها من بقاع العالم لأننا لم نقطع في ذلك الوقت راس الأفعى وهم العلماء العملاء او المدعين بالدين والتدين والعابثين بالكتب والأحاديث والمفسرين القران والسنة كيفما يشاء ولاتهم وأمرائهم ومازلنا نصدق بكل ما يقال بدون الرجوع لكتاب الله تعالى القرءان المجيد وسن نبيه وأحاديث اهل البيت والعلماء المخلصون العاملون
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وعظم الله لنا ولكم الاجر بذكرى استشهاد الامام الحسين ابن ابي طالب سبط رسول الله في فاجعة كربلاء ومعركة الطف هو أهل بيته وصحبة