17 نوفمبر، 2024 8:34 م
Search
Close this search box.

داعش وليدة ذلك اليوم

داعش وليدة ذلك اليوم

حياة مليئة بالإنحطاط والتخلف، الغلبة فيها للقوي، الذي يبطش بالآخرين، وقيم إجتماعية منحلة، تعبر عن تخلف وجهل كبير، كل هذه السمات كانت الصورة الأبرز، للحياة في جزيرة العرب كما تسمى.

الرسالة الإسلامية، وقائدها العظيم محمد (صلوات ربي وسلامه عليه)، كانت الطفرة والنقلة الكبيرة، التي جاءت ثائرة على كل تلك القيم المتخلفة.

تكذيب ومؤامرات، وعدوان ومكيدة، قام بها أسياد مكة، في سبيل محاربة هذا النبي الهمام، ورسالته الجديدة، كان أبو سفيان وأبو جهل وأبو لهب، عرّابي هذه المؤامرات، وصار بيت أبي سفيان مقرا ومرتعا لكل حثالات الظالمين والطغاة، يحوكوا ويرسموا الخطط لوئد الرسالة في مهدها.

رغم كل هذه المؤامرات، وحياكة خيوطها بعناية، وبناء تحالفات مع رموز الكفر، والدعم والتمويل

الكبير من ما يسمى بأسياد قريش، رغم هذا كله، إلا إن النبي الخاتم محمد صلوات ربي عليه، بلغ الرسالة، وبذل جهده ومجهوده، في سبيل إنتصار قيم السماء المُثلى، على قيم التخلف والظلم، التي كانت ممثلة بابي سفيان ورفاقه.

إصرار المصطفى الخاتم صلوات ربي عليه، وهمته العالية في التبليغ، مسددا بتوفيقات الباري عز وجل، مكنته من بناء دولة، والإنتصار على ذوي الأحقاد والمطامع، فوضع في يثرب اللبنات الأساسية لهذه الدولة، والتي مكنته والمسلمين معه، من فتح مكة بذلك الفتح العظيم، الذي شهد القرآن الكريم.

أمام هذا النصر العظيم، لم يكن لقادة الشرك والنفاق، إلا إعلان الإسلام ظاهرا، خشية من الدولة الإسلامية، هذا الإسلام الظاهري، جعل أولئك المنافقين أن يحيكوا المؤامرات، والدسائس لضرب الإسلام من داخله، في أقرب فرصة تسنح لهم.

مؤامراتهم هذه؛ إستهدفت هرم الرسالة، من خلال محاولتهم الفتك بالنبي الخاتم وإغتياله، الأمر الذي نجحوا فيه في نهاية المطاف، ليقضوا على حياة ذاك النبي، الذي ضحى بالغالي والنفس، لأجل رفعة الناس وسعادتهم، فإغتالوه بسم ظل يسري في جسده الشريف.

خلال مدة معاناة المصطفى صلوات ربي عليه من اثار السم، وفي أيامه الأخيرة، كان كل همه هو تثبيت دعائم الإسلام، من خلال تاكيده، على تسمية الوصي من بعده، والذي يحمل نفس صفات النبي صلوات ربي عليه.

وفي لحظاته الاخيرة، وهو ينازع الموت، طلب ممن حوله، وفيهم الخليفة الإول والثاني، طلب قرطاس وقلم، ليكتب للمسلمين ما إن تمسكوا فيه لن يضلوا بعده، عندها قال عمر بن الخطاب، حسبنا كتاب الله، ورفض أن يكتب النبي ما يصلح حال الأمة بعده.

من هذه النقطة! حدث الإنقلاب الذي كان يخطط له المنافقون، وأصبح الإسلام معسكرين، الإول هو

المعسكر الأصيل، الذي إخذ بوصية النبي، بالتمسك بعترته، والمعسكر الآخر، هو معسكر الذين رفضوا أن يكتب النبي وصيته.

إستحوذ المعسكر الثاني على مقدرات الأمة، ولكونه يمثل خط الإنحراف، فأخذ هذا المعسكر إسلوب التكفير والقتل والتهجير، للقضاء على أنصار معسكر الحق، وما داعش والتنظيمات التكفيرية، إلا إمتداد لذلك المعسكر، وهي وليدة يوم منع كتابة الوصية

أحدث المقالات