23 نوفمبر، 2024 6:20 ص
Search
Close this search box.

داعش … وفشل صنيعتها اسرائيل

داعش … وفشل صنيعتها اسرائيل

ان اسرائيل تمتلك اجندة معينة في المنطقة ، تستخدمها لاثارة الوضع الامني والسياسي و المخطط الصهيوني – الامريكي اصبح معلوماً لدى شعوبها والتي تبغي من خلاله تقطيع اوصال مكوناتها وتقسيم دولها و باتت واضحة وخاصة الواقفة مع المقاومة والسعي من اجل اخضاعها لهذا المخطط المشؤوم في سبيل السيطرة على اراضيها وخيراتها ولجعلها بعيدة عن محور الصمود واشغالها بالفتن والحروب الداخلية معتمدة على عوامل داخلية باعت ضمائرها واصبحت حاضنة لها وعصابات ارهابية من دول مختلفة اجيرة تمدها بالاموال و بالسلاح وما تحتاجها حروبهم وهذه العصابات مستمرة في جرائمها البشعة التي يندى لها جبين الانسانية وحسب ماهو مفروض عليهم انجازه على الارض …

ولكن فشل هذا المحور في  سوريا وعدم قدرته على قلب الطاولة في العراق وعجزه عن إستفزاز وتطويق دوله مثل الجمهورية الاسلامية الايرانية  فضلاً عن إحباط محاولته في خلط الأوراق على محور المقاومة في لبنان مما حدى به ان يتوجه الى غزة ومحاولة ضرب مقاومتها اولاً واستغلال الظروف العصيبة التي تمر ببلدان المنطقة في الانشغال في مشاكلها الداخلية وعدم قدرتها حتى على الاجتماع وكتابة مقررات مثل سابقاتها حتى على مستوى الجامعة العربية رغم مرور عدة ايام على عدوان الكيان الاسرائيلي هذه الغدة السرطانية على غزة واوقعت المئات من القتلى واكثر من الف جريح ولم تكف عن شرورها وهي مستمرة في غيها وغطرستها والسكوت المميت لحكامها دون ان تحرك ساكناً …

عجيب أمر محور المقاومة هذه كلما شنوا عليها الحروب تخرج أكثر قدرة وقوة وكلما حاكوا في ساحاتها المؤمرات و الفتن عليها تبدو أكثر تماسكاً ووحدة وكلما أثاروا في وجهها الغبار بدت صورتها اكثر نقاءً ومصداقية ليتضح أن التعويل على تكتيك حروب الوكالة بعد فشل تكتيكات الحروب المباشرة التي شنها المحور الصهيوني – الأميركي لفرض هيمنته الكاملة على المنطقة ومصادرة قرارها السياسي اتضح أنه اعجز من أن يجد له طريقاً الى النجاح في خطواته للوعي الذي يتميز به ابناؤها وافشلت كل ما حيك عليها من مؤمرات والتي تستهدف مقومات الشعوب الاسلامية والعربية بتاريخها وحضاراتها..

كذلك ان الشعوب ليست في حاجة إلى التمزيق ولا ترغب في السير في هذا الاتجاه لانها تعني انهيارها وزوالها، وعلى كل القوى السياسية السائرة في ركابها ومن يسير في اتجاه الطائفية تحمُّل المسؤولية في هذه الظروف التاريخية، لأن السير في هذا الاتجاه من شأنه المس بأسس الاستقرار في المنطقة والمس بمقومات شعوبها وهي غير عاجزة للدفاع عن مصالحها كما تفعل اليوم القوات المسلحة العراقية بالتعاون مع ابنائها الشرفاء في طرد هذه العصابات الارهابية من المدن التي دخلت اليها …

“والحقيقة انكشفت اكثر” من ان داعش هي الدمية التي صنعتها الصهيونية العالمية ومن معها من خلال الاعلام الموجه لصالح هذه الجرثومة من قبل المؤسسات التابعة لها واعطائها زخماً عددياً كما في الدراسة التي اعدتها مؤسسة الامن القومي الاسرائيلي في تقرير حول جماعة داعش (يقدر عدد عناصر داعش بأكثر من 10 آلاف مقاتل و هذا العدد لا يكفي لفتح بغداد و السيطرة عليها) وفيما ان الاستخبارات الامريكية تقدرب6600 معتوه في كل من سورية والعراق . إن الفشل الكبير الذي جنته اسرائيل في إدارة الجماعات الجهادية التكفيرية رغم التهويل الاعلامي دفع رئيس الدولة الصهيونية اللقيطة الى المطالبة بوجوب تواجدها عسكرياً على الحدود العراقية الاردنية لادارة الصراع عن قريب والدفاع عن عملائها والمتشدقين حولها…

ان القوى الإرهابية تجد فرصة ذهبية في الصراعات الراهنة للولوج من خلالها إلى مواقع المعلومات والحصول عليها وإنزال الضربات بالمجتمع وبالمسؤولين لتأكيد عجز قوى الأمن والحكومة عن مواجهتها خاصة وان الوضع الاقتصادي يسهم في توفير أرضية صالحة للعمليات الإرهابية عبر عناصر بائسة وخبيثة ومستعدة لبيع نفسها للمجرمين القتلة بأبخس الأثمان…

 وبات واضحاً ان خروج العراق في مواجهة عصابات داعش  منتصراً يمكن أن يحوله الى مارد مع محور دول الممانعة ويكون ثقلاً  سياسياً وعسكرياً وأمنياً وإقتصادياً كبير لن يقبل مطلقاً اللعب في ساحاته والعبث في المجال الحيوي لأمنه ووجوده في وقت تبدو فيه مسارات موازين القوى ومعادلاتها الإقليمية تسير بإتجاه الإستقرار في مساحات اخرى تدخل معها مرحلة جديدة…

 لقد تحولت التهديدات والمخاطر التي لحقت بالعراق وشعبه ونظامه السياسي وجيشه وإستقلاله ووحدة أراضيه وما حاق ببعض دول المنطقة الى اكثر احساساً بالمسؤولية  وجعلت منهم متمسكين لصنع غدهم والدفاع عن اراضيهم  وتحولت الى فرص كبيرة فتحت آفاقاً واسعة وحملت معها آمالاً عريضة لوضع الحلول لمشاكل العراق وأزماته السياسية وإنعكاساتها الأمنية عليه وعلى جيرانه وتركت الباب مفتوحاً لبلورة صيغة تفاهم عميقة ودائمة وعمل مشترك بين دول المنطقة (محور المقاومة ) قد تُزال معه الحدود الدولية المشتركة لتصبح وحدة واحدة سياسياً واقتصاديا  لايمكن الوقوف بوجهها مستقبلاً  ولها  وزنها المؤثرة في الساحة الدولية وفي كل القرارات التي تهمها بدلاً من تتحكم بمصائرها الدول الاخرى وهذا ما تتخوف منه الدول الاستكبارية وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية وعميلتها الصهيونية العالمية ومن سار في ركابهم …

أحدث المقالات

أحدث المقالات