تشاكا، زعيم أفريقي إستطاع أن يسيطر على أغلب مناطق القارة الأفريقية، مستخدماً طريقة خاصة في إختياره لجنوده، وكذلك كيفية التعامل مع العدو.
كان تشاكا ولد زنا، منبوذاً في قبيلته، جباناً لا يرد إعتداءات الآخرين عليه، ولكنه ذو بنية قوية، عمل كراعي في مواشي والده من الزنا، حيث كان والده زعيم إحدى أكبر قبائل جنوب أفريقيا، ولكنه لم يعامل تشاكا كبقية أولاده أبداً، وبعد وفاته تزعم أحد أولاده شؤون القبيلة.
إزدادت معاناة تشاكا، فقد عمد إخوته على إذلاله وظلمهِ كثيراً، حتى أنهم كانوا يذهبون للنزهة، فيلتقون به حيث يرعى المواشي، فيقومون بضربه وأهانته والضحك عليه، كما يرمونه وأُمهُ بالشتائم النابية؛ وذات يوم إنتفض تشاكا وثار غضبه حين رآهم متجهين نحوه، فهجم عليهم بالعصا، فضربهم وأدماهم، ثم ولى هارباً.
إجتمع تشاكا بعد هربه مع بعض المتمردين، وإتفق معهم على أن يعود إلى القبيلة، ويجري نزالاً مع أخيه الزعيم ليغلبه فيتزعم القبيلة، فيكونون هم السند له في ذلك، إن حصل عليه إعتداء من الآخرين، وبالفعل تم لهُ ذلك، وتزعم القبيلة، ولكن روح الإنتقام ومحاولة نسيان ماضيه، لم تقف عند هذا الحد، فقد قرر أن يسيطر على جميع المناطق المحيطة به، ويمتد في الأراضي الأفريقية؛ أسس تشاكا جيشاً أطلق عليه أسم(الامزولا) وترجمتهُ(جند السماء).
إستغل تشاكا المنظومة الفكرية لدى شعبه، القائمة على السحر وعبادة الظواهر الطبيعية، حيث إستطاع أن يريهم بعض قدرته على تحريك الأشياء، وخصوصاً الحادثة المعروفة التي حصلت عند إختطافه من قبل تجار العبيد، عندما كان في نزهة شاطئية مع بعض أصحابه، حيث تم نقله في سفينه، حينها قال لأصحابه: لا تهتموا سأقوم بإنقاذكم؛ وبالفعل توجه بنظره إلى مشعل النار، فسقط المشعل على أرضية السفينة فحرقها، وعندما توجه طاقم السفينة لأطفاء الحريق، إستطاع أن يفك قيده وقيود أصحابه، ثم ألقوا بأنفسهم في البحر، وتمكنوا من الهرب.
حاول البعض تطبيق فكرة تشاكا، ولكن بإطار إسلامي مستغلاً فكرة الخلافة عند السُنة، والإمامة عند الشيعة، في المنظومة الفكرية والعقائدية الإسلامية العامة، في نظرية الحُكم، فظهر لدينا في العراق، أبو بكر البغدادي(أتصور أن هناك من هو أعلى منه وما البغدادي سوى دميه يحركها ذلك المجهول)، متبنياً نظرية الخلافة، وأحمد الحسن متبنياً نظرية الإمامة، وكانت حركتهم الأولى تحمل نفس الأسم الذي أطلقه تشاكا على جيشه(جُند السماء)، والذي تم القضاء عليه تقريباً في حادثة(الزركَة)؛ لكنهم عادوا من جديد هذه المرة ولكن بشكل منفصل، حيث داعش تتبنى الخلافة، وأصحاب اليماني يتبنون الإمامة.
يتحدث الناس عن موضوع سقوط بغداد، ليشغلوا الحكومة وجيشها نحو العاصمة، لكني أرى أنهم يريدون إسقاط البصرة، من خلال جماعة اليماني، فحذارِ أيها الوزيرين الجديدين.