23 ديسمبر، 2024 10:08 ص

داعش … وجدلية المواجهة

داعش … وجدلية المواجهة

في بعض الاحيان نتصور حقيقة ان الحكومة غير جادة في القضاء على ما يسمى داعش من خلال ممارساتها العلنية والتصريحات التي تظهر بين الفينة والاخرى، لعل من اهمها ما يطالعنا به حاكم الزاملي رئيس لجنة الامن والدفاع النيابية من خلال مناشداته رئيس الوزراء اكثر من مرة في ايقاف شحنة السلاح الروسي او الروماني او غيرهما من الوصول الى داعش.

 

وتصريح الزاملي له ما بعده وهو يطلق تحذيراته المتكررة ، وهنا اسأل: هل الحكومة جادة في القضاء على داعش؟

 

الاجابة: ليست جادة من خلال عدة معطيات بعضها ظاهر وآخر باطن، لعل حادث شروين وبروانة وتصفية اكثر من ٧٠ شخصاً شاهدوا طيران التحالف وهو يلقي مساعداته من المعدات العسكرية والسلاح الى تنظيم داعش هناك، وايضاً هدوء مقصود لذاته في ساحات المواجهة بالقرب من سامراء امتداداً الى بغداد، والضغط الحاصل من الجهة الاخرى اعني البغدادي وهو نوع من انواع التوازن يطالعنا به داعش، وعدم الحديث عن التقدم الى بغداد لانها خط احمر من قبل داعش والايرانيين على حد سواء.

 

اتوقع ان الحل لقصة داعش الطويلة يمر بثلاث مراحل: الاولى: المواجهة المسلحة وينبغي ان تكون متكافئة. وهذا جهد حكومي بالدرجة الاولى زائدا التحالف الدولي وثالثاً تزويد العشائر بما يمكنها من مواجهة الدبابة بالدبابة والمدفع بالمدفع.

 

والثانية: معركة فكرية، فان بذور الفكر الداعشي يتمثل في أشكال عديدة من التعصب الأعمى والتشويه للفكر السياسي الاسلامي واعتقاد مجموعة سياسية بأنها اكثر ايمانا من مجتمعها او اعتقادها بأنها تمتلك الوصاية على تفسير النصوص الدينية.

 

وهذا يشكل مساحة مهمة وعدم اغفالها يؤدي نتائج جيدة، فداعش لازالت تقوم بغسيل دماغ للشباب من الطلبة وغيرهم في المدارس والمواقع العامة بغية كسبهم فكرياً ومن ثم الزج بهم في معارك الخلاص منهم، وهما يبرز دور المرجعية الدينية الشيعية وكذا المجمع الفقهي العراقي.

 

الثالثة: احتواء تنظيم داعش ربما يكون استراتيجية أكثر واقعية من هزيمته بالاضافة الى لعب دور أكبر في القتال ضدهم في العراق وسوريا.

 

وهذه نقطة غاية في الاهمية وقد تكون من الجرأة اثارتها الان في ظل وضع مضطرب لكنها قد تكون جزءا من الحل وهذا ما صرحت به بريطانيا على سبيل المثال.

 

اعود لاقول: الحكومة بحاجة الى جدية لا يخالطها شك، وعندما يرى ابناء المناطق المحتلة من داعش جدية الحكومة لن يتراجعوا شبراً واحداً بل سيكونوا يداً واحدة مع الحكومة للقضاء على داعش.