عراق العاشر من حزيزان 2014
تطور المشهد السياسي بعد سقوط الموصل
احداث كبيرة غيرت المشهد السياسي. بعد اجتياح تنظيم الدولة الاسلامية ( داعش )لمدينة الموصل، وتمدد عصاباتها الارهابية الى محافظات اخرى في العراق ترافق مع تشكيل الحكومة الجديدة رغم ان البرلمان والحكومة الجديدة لم يرفع شعار التغيير الديمقراطي بما يلبي طموحات الشعب العراقي ،حتى عدنا الى مربع المحاصصة الطائفية التي ضربت عرض الجدار النتائج والاستحقاقات الانتخابية. وما التغيير الجزئي الذي عكسته تشكيلة الحكومة الحالية الا تغييرا صوريا جاء نتيجة الخضوع للإرادات الدولية الإقليمية المتصارعة. مما يجعل الامل في تحقيق تغيير جذري امر مبالغا فيه. لعدم توفر إرادة تغيير حقيقي وظروف موضوعية لنجاح أي تغيير ،بل حتى نمط تفكير جدي في التغيير يكاد يكون نادرا ان لم نقل انه منعدم.
وشكّل احتلال داعش على الموصل في 10 حزيران 2014 قشة قصمت ظهر البعير لتكشف عن مدى انهيار الجهاز الحكومي والنظام السياسي وتداعى المؤسسة العسكرية والأمنية حين انسحبت القوات العسكرية والأمنية دون قتال رغم تفوقهم في العدة والعدد خاصة مع تخلى القوات المسلحة عن مختلف الأسلحة والاعتدة المتنوعة ومنها الثقيلة من دبابات ومدرعات ومدفعية لتصبح غنائم لداعش من دون أي قتال . مما أدى الى انهيار الوضع السياسي العام للعراق وتعرض وجود العراق كوطن لخطر الزوال خاصة مع الانهيار السياسي والأمني والعسكري والاجتماعي والنفسي للشعب العراقي .
هزيمة العاشر من حزيران
عراق ما بعد العاشر من حزيران ليس هو عراق ما قبل العاشر من حزيران ولا يمكن للتاريخ ان يرجع الى الوراء ليكرر احداثه .
لا يمكن للعراق ان يعود إلى ما كان عليه قبل ذلك التاريخ، لكن لا يمكن تحقيق الانتصار الحقيقي الكامل ضد الإرهاب والعمل على حيلولة إعادة انتاج سيناريو هزيمة جديدة امام من دون حدوث تغييرات حقيقية في الاداء السياسي خاصة في علاقات القوى السياسية العراقية وفي عملية بناء مؤسسات الدولة الوطنية المدنية والعسكرية تساهم في تعزيز الوحدة الوطنية بعيدا عن خطاب التجزئة الطائفي والاثني الانفصالي وبعيدا محاولات البعث للانفراد بالسلطة من جديد وبعيدا عن سياسية التمييز على أساس عرقي او طائفي او فئوي او حزبي او مناطقي او ولاء شخصي من تهميش واقصاء والعداء للغير و للأخر .
ان سقوط الموصل وما تلاه من سقوط مدن أخرى ومن جريمة إرهابية مجزرة سبايكر ومن اضطهاد عرقي وابادة جماعية للايزيدين والمسيحين والشيعة ونطهير عرقي وتهجير جماعي قسري تحت ظروف غير إنسانية في جرائم قتل وسلب ونهب وخطف ضد وسبيء واستعباد وتجارة للرقيق الإنسانية وما حصل للنازحين من مأسى جماعية واخفاق حكومي في معالجة ملف النازحين جراء الفساد الإداري .لقد كان سقوط الموصل دليلا كاشفا عن فشل المؤسسة العسكرية في الأداء ومدى الفشل في تجفيف الحواضن وعمق الفجوة بين الحكومة وسكان المناطق الحاضنة للارهاب. بسبب من الفساد الإداري وسوء إدارة العملية السياسية في الدولة العراقية.. ولقد ساهمت حكومة الإقليم بشكل فعال في انتصار داعش من خلال خذلانها الميكافيلي الانتهازي لحكومة المركز واستغلالها الهزيمة من اجل تمدد الإقليم في احتلاله لكركوك ،لكن سرعان ما انقلب السحر على الساحر عندما أخفقت البشمركة في دفع خطر داعش عن أربيل بعد سقوط الموصل واحتلال سنجار ومخمور بسبب من الصراع الحزبي بين الأحزاب الكردية والاعتماد على الزلاءات الخاصة لقيادات البيشمركة وضعف الأداء العسكرية والوعي السياسي لخطورة الموقف والبيرقراطية في الهيكل التنظيمي للبيشمركة. مما دفعها للاستنجاد بالقوى الدولية خاصة أمريكا وبحكومة بغداد وبحزب العمال الكردستاني للدفاع عن الإقليم .