بعد ما وصلت الحضارة الانسانية الى اوجها وبعد التطور العلمي والتقني والاجتماعي والاخلاقي التربوي الهائل وبلوغه حد العظمه حيث اصبح العالم قرية صغيرة في كل شئ ، بعد مشاعر الود والمحبة التي انتشرت في المجتمع الانساني الذي بدء يرقد بسلام تحت ظل القوانين والتشرعيات التي تحفظ له حقوقه وكرامته وتامن له العيش الكريم ، بعد كل هذا ، يأبى البعض ممن تشابهوا معنا في الخلقة الا ان يحيوا حياة البهائم والوحوش ويعودون بنا الى الانسان النادرتال .. ولكي لا اظلم الانسان النادرتال فلا اعرف عنه شيئا الا بعض ما اكتشفته لنا المتحجرات … فلن ابتعد كثيرا وساقترب في الزمان والمكان واقارن بين الاحداث ….
لنرجع الى زمن الجاهلية (اي قبيل ظهور الاسلام ) في الجزيرة العربية ، حيث كانت لغة السلاح هي اللغة الرسمية والحل النافذ للمشاكل التي تقع لاتفه الاسباب وكلنا يعرف ” حرب البسوس ” او ماتسمى ” داحس والغبراء ” ، هذه الحرب التي استمرت قرابة اربعين عاما وكان سببها الظاهر هو قتل ” ناقة ” وعلى اثر قتل تلك الناقة سقط مئات او الاف الضحايا الابرياء كما هجرت الكثير من العوائل الفقيرة ، بل وحتى تغيرت خريطة الجزيرة العربية من حيث تغير القبائل لمحل سكناها هربا من الموت الذي كان يلاحقها … والصراحة ان السبب الحقيقي هو ليس ” قتل الناقة ” بل هو التعصب المقيت الذي استولى على الاحمق ” المهلهل ” او ما كان يلقب ” الزير سالم ” والذي انتهى به الامر الى اسوء ميتة ….
وهؤلاء الذين نراهم اليوم من ” داعش والصحراء ” هم امثال ذلك الفكر الجاهل الاحمق المتعصب الذي لايعرف للحوار لغة ، اجتمعو من بقاع الارض ليغيروا خريطة الجزيرة العربية ، ثم يذهبوا فاتحين الى بقية انحاء العالم ، ولينقلوا علومهم في القتل والتمثيل بالجثث واكل الاكباد وقطع الرؤوس وتحريم الكهرباء وكل سبل الراحة ، لانها لم تكن معروفة في زمانهم الاول زمان جدهم عابد الاصنام …..
نحن نقول لهؤلاء الاغبياء والحمقى ومن دفع بهم الى هذه الهاوية ، ان مصيركم مصير” المهلهل السابق ” و” المهلهل الاخير ” ، ميتة سوء وخزي وعار في الحاضر والمستقبل ، فان من صفاتكم ان تكونوا صما وبكما وعميا ولا تعقلون وهي صفات الحمق ، ذلك المرض الذي لاعلاج له . فكما قال الشاعر :
لكل داءٍ دواءٌ يستطابُ بهِ ……. الا الحماقةَ اعيت من يداويها