تنويه :
سأوجه بعض الرسائل – ذو الطابع الأسلامي أو السياسي أو الفكري .. ، وهي رسائل محددة موجهة مختصرة ، سأنشرها بين فينة و أخرى كسلسلة ، وكل رسالة ستنهج موضوعا ليس له علاقة بالأخر ، أملا منها تفريغ مادة أو فكرة للقارئ ، وستكون الرسائل غير مترابطة بالمضمون ، ولكن تجمعها مظلة واحدة وهي حرية الفكر و الرأي .. لأجله أقتضى التنويه .
الموضوع :
شغل موضوع فيديوهات الأعدامات التي تقوم بها داعش ، حيزا كبيرا في الميديا ، لأنه ليس عملا عابرا ، كما انه ليس عملية تنفيذ أعدام وحسب ، بل أنه يؤشر الى عمل حرفي مهني ، على أعلى قدر من التقنية و الدقة ، والذي أقرأه من كل عملية أعدام ، أن خليفة داعش ، أو الطاقم المشرف على هذا المفصل من العمليات لهم ولع وشغف كبيرين بالتصوير والأخراج السينمائي ، ليس لأنهم ذوو ثقافة فنية ، ولكن لما تقدمه هذه الأفلام من رسائل مروعة الى العالم ، حيث أنها تؤرشف العمليات من أجل أن تقدم وتوضح للجهات ذات العلاقة / دولا ومنظمات ، أنها تنفذ ما تقول ، وتفعل ما توعد ، وبطرق فنية . أن داعش تصور أدق التفاصيل ، كأن الجهة المشرفة لديها نصا دراميا مع مخرج وطاقم عمل سينمائي تترجم عملية الاعدام بمشاهد تمثيلية حية ، هذا النوع من النهج في القتل و الأشرفة ينم عن حالة نفسية يعانيها كادر داعش القيادي / الخليفة و الصف الاول من التنظيم ، أنهم يترجمون وضعهم النفسي ويفرغونه في القتل الوحشي مع تصويره ، أضافة الى كل ذلك ، القيام بعملياتهم الأساسية في تدمير وتخريب سوريا و العراق ثم ليبيا ومصر .. ، وبين هذا وذاك يقضون وطرا من وقتهم في جهاد النكاح وبيع السبايا وتجارة النفط و الأثار !
أضاءات :
* عرض تفاصيل القتل المتوحش لداعش أمتد الى تفاصيل متناهية الدقة ، في عمليات الأعدام ، حيث أشارت صحيفة ” ديلي ميل ” البريطانية الى (( عمل جديد يرتكبه تنظيم “داعش”، يدل على مدى بشاعته ، مشيرة إلى أن التنظيم يعلق كاميرات عالية الجودة عند فوهة بنادقهم ، من أجل تصوير عمليات الإعدام الوحشية بالتفصيل الشنيع . وقالت الصحيفة ، إنه تم الاستحواذ على مجموعة من الصور المروعة مع جماعة إرهابية تابعة للتنظيم ، تشارك حاليًا في معارك ضارية مع الجيش العراقي في مدينة تكريت بشمال البلاد ، موضحة أن الصور تظهر لقطات عمليات الإعدام كأنها ” لعبة فيديو ” ، وأوضحت الصحيفة أن العرض بالكاميرا غير تقليدي ، كما أن التنظيم استخدم تقنية أجهزة “HD” لتعطي لقطات مثل التي تظهر في ألعاب “الفيديو جيم” .. )) نقل بتصرف من
موقع الدستور الورقي ، بقلم / غادة خيري .
* من ضمن ما يهدف أليه التسجيل السينمائي لداعش هو نشر الرعب و الخوف في المنطقة التي تتواجد بها داعش بشكل مكثف / سوريا و العراق وليبيا .. ، وتصدير هذا الرعب الى المناطق المجاورة ، من أجل الأنهزام قبل التقدم .
* تشكل أفلام الأعدام مادة دسمة للباحثين و الدارسين في مجالات المنظمات الأرهابية ، حيث أن تصوير عمليات الأعدام من قبل داعش مكلف ، و (( قام المعهد المتخصص بقضايا الإرهاب ، ( TRAC معهد بحث وتحليل الإرهاب ) ومؤسسة الأبحاث البريطانية ضد الأصولية Quilliam ، بتحليل فيديو قطع رؤوس 22 أسيرًا سوريًا دفعةً واحدة ، صورة بعد صورة ، لتعلم تقنية تصوير فيديوهات داعش ، وهويات الرهائن والقتلة ، وماهية تلك المشاهد البصرية المتوحشة التي تتقصدها داعش ، هنا بعض النتائج التي توصلوا إليها : تكلفة إنتاج الفيديو الواحد هي 200.000 دولار ، وفق TARC. على شاكلة فيديو الأفلام الوثائقية ، يتكون مقطع الفيديو من العديد من صور الـ HD التي تهدف للحصول على صورة عالية الجودة . الحقيقة المُخيفة هي أن مُنفذي عمليات الإعدام والأسرى أيضًا اضطروا لتكرار “أدوارهم” أكثر من مرة . يظهر معظم القتلة دون أقنعة ويمكن التعرّف على هوياتهم . يظهر في الفيديو 22 مُقاتلاً من داعش من أصول مختلفة وقوميات متنوعة بما فيها إندونيسيا ، فرنسا ، سويسرا ، ألمانيا وغيرها . ويرتدي جميعهم أزياء التمويه ذاتها . قائدهم هو الشخص الذي تم تعريفه على أنه “جون الجهادي”، شخص يتحدث بلهجة بريطانية وهو المسؤول عن قتل كل الرهائن الغربيين لدى داعش . تم التعرف على واحد من القتلة فقط : ماكسيم هاوتشارد ، مواطن فرنسي أعلن إسلامه . تتحقق بعض الدول الأُخرى إن كان هناك مواطنون لديها شاركوا بعملية القتل التي تم توثيقها بالفيديو . يتضح حسب أماكن الضوء والظل في الفيديو ، أن تصوير الفيديو استغرق من 4 حتى 6 ساعات . رغم عملية الإنتاج “المهنية” ، تظهر بعض التباينات في الفيديو . يتغير ترتيب وقوف الأسرى والقتلة في عدة أماكن . في بعض اللقطات ، يبدو القتلة وهم يتحدثون فيما بينهم ، على ما يبدو أنهم يمررون الوقت بين اللقطات . يعلق اثنان من مقاتلي داعش ميكروفونات “كليب أون” على ملابسهما ، رغم أنه لم يتم تسجيل صوتيهما . لعله تم اقتطاع الصوت من الفيديو أو تم الاحتفاظ به لنشره مُستقبلا . تم إخراج ثلاثة من القتلة خارج الفيديو ، ويظهرون فقط في لقطات انتقالية (Intercut). أحدهم هو مقاتل يضع قناعًا ، وهو الشخص الوحيد ما عدا “جون الجهادي” الذي يكون وجهه مخفيًّا. يعتقدون في منظمة TRAC أن الرجل الثاني المُقنع قد يكون بديل “جون الجهادي” أو يتم استخدامه كتمويه في حالات الغارات الجوية .)) نقل بتصرف من / موقع المصدر الألكتروني .
* وبخصوص الدقة والحرفية في تصوير أفلام داعش لعمليات الأعدام ، بين المخرج المصري خالد يوسف ( .. أنه لم يستطع مشاهدة فيديوهات القتل التي يبثها تنظيم الدولة الإرهابية “داعش” ، لما تحمله من بشاعة ، مشيرًا إلى أن تقنيات التصوير التي تستخدمها تلك العناصر عالية الجودة ، ولديهم أفراد مدربون وذات خبرة لعمل تلك المشاهد بهذه التقنيات الحديثة ، وأضاف يوسف خلال مداخلة هاتفية لقناة “أون تي في لايف” ، أنه أصبح واضحًا وجود قوة دولية وراء هذا التنظيم ككل .. ) ، / نقل بتصرف من موقع الحق و الظلال . * وحول عمليات الميديا لداعش فأنه من المؤكد وجود عناصر مهنية تقوم بهذه المهمة ، وهي تشمل مهام ، الأنتاج والمونتاج و النشر والتوزيع وكتابة التغريدات .. ، و ( تشتبه أجهزة الأمن الغربية بنيرو سارايفا ، 28 عاماً ، وهو أب لأربعة أولاد من شرق لندن يُعتقَد أنه الذراع اليمنى للمقاتل البريطاني في صفوف “داعش” المعروف بـ”الجهادي جون” ، وأنه ترقّى داخل تنظيم ” الدولة الإسلامية ” ليصبح من كبار مقاتليه . يعمد سارايفا إلى نشر صور عبر مواقع التواصل الاجتماعي تظهر فيها أسلحة نارية شبيهة بتلك التي يستعملها ” الجهادي جون ” ، ووصل المسؤولين الاستخباريين إلى الاستنتاج بأن سارايفا ونحو أربعة جهاديين برتغاليين آخرين من شرق لندن قد يكونون ضالعين في إنتاج وتوزيع أشرطة الفيديو التي يبثها تنظيم “داعش” عن قطع رؤوس الرهائن الغربيين في سوريا ، قال مصدر أمني : ” يشغل منصباً مهماً ، إنه يتمتع بالنفوذ داخل التنظيم ، وليس مجرد جندي / أي بنيرو سارايفا ، ذهب للقتال والموت في سوريا .. ) / نقل بتصرف من موقع النهار . * وحول الأساليب التي يتبعها داعش لمنع أية ردود الأفعال لدى الضحايا أثناء ذبحهم ، من أجل أن يتم تنفيذ تصوير الفيديو ، بكل هدوء وطمأنينة ، وكأن السائرون الى الأعدام مجرد ممثلين في فرقة تمثيلية ، يحدثنا أحد المنشقين عن داعش ، والذي وصل أليه مراسل قناة “سكاي نيوز” في بريطانيا ( .. والذي شهد عملية نحر الرهينة الياباني ، كانجي غوتو. ويلفت تقرير القناة إلى أن المنشق “صالح” ، الذي فضل إخفاء ملامحه الشخصية ، كان يعمل مترجماً ، والتقى بالفعل بـ “سفاح داعش” محمد إموازي ، الذي أصبح من أبرز وجوه التنظيم الإرهابي وعن عملية تصوير فيديو النحر ، أفصح صالح بأن هناك رجلا تركيا يحدد مكان وضع الكاميرات وزوايا التصوير ، “ولكن جون كان المدير / بيغ بوس ، كان دائماً يقول بسرعة بسرعة ، يجب أن ننتهي ، ولذلك نحترمه ، هو كان يطلق الأوامر والآخرين ينفذون”.احترام إموازي وكان لصالح وجهة نظر فيما يخص الاحترام الذي يناله إموازي من مقاتلي التنظيم ، موضحاً أن الأمر يتعلق بإرادته وقدرته على قتل الرهائن الأجانب ، إضافة إلى استعماله السكين، “يمكن لأي أحد قتل مواطن سوري ، أما الأجانب فهم من اختصاص جون فقط”. ويدعي صالح بأن الرهائن يتعرضون للعديد من عمليات “الإعدام الوهمية”، وعندما تصبح ردود فعلهم بسيطة وشبه غائبة ، تتم عملية الإعدام الحقيقية ، ولذلك يبدو الرهائن هادئين في فيديوهات النحر.ويقول “كنت أقول دائماً للرهائن ، لا مشكلة ، هذا مجرد فيديو ، لن نقوم بقتلكم ، لا نريد سوى أن تتوقف حكوماتكم عن ضرب سوريا ، لا مشكلات معكم أنتم ، أنتم مجرد زوار لنا ، ليس هناك من خطر عليكم ، لا تقلقوا” وهذا ما كان يساعد على طمأنة الرهائن للحصول على الهدوء المرجو لدى تصوير الفيلم .. ) نقل بتصرف من موقع ولاتي نت.
* المنظمات الأرهابية الاخرى أخذت تنهج نهج داعش في تصوير عمليات الأعدام ف ( بوكو حرام تنحر وتسبي وتحترف التصوير السينمائي أيضا ، حيث ظهر شريط فيديو تم تداوله على “تويتر” إعدام شخصين ذبحا ينتميان لجماعة “بوكو حرام” بعد اتهامهما بالتجسس ، في استنساخ لطريقة تنظيم “داعش” في الدعاية عبر شبكات التواصل الاجتماعية . وذكر الموقع المتخصص في تتبع فيديوهات الجماعات المتطرفة “سايت” أن الفيديو الذي أطلق عليه اسم “حصاد الجواسيس” تم نشره يوم الاثنين 2 مارس/اذار2015 بواسطة خلية إعلامية تابعة لجماعة “بوكو حرام”، وهي خلية جديدة أنشأتها الجماعة للتواجد بشكل أكبر على موقع “تويتر”. وذكر موقع “سايت” أن الفيديو الجديد تم تصويره باحترافية أكبر من الفيديوهات السابقة للجماعة ، ويشبه إلى حد كبير الفيديوهات التي يقوم بتصويرها تنظيم “داعش”. .. ) / نقل بتصرف من موقع روسيا اليوم .
رسالة :
من الممكن أن تستقبل داعش متطوعين للجهاد من كل دول العالم ، ولكن ليس من المنطق و اليسير أن يكون هناك فنانين / مخرجين ومصورين وخبراء صوت وطاقم عمل فني متكامل .. ، في صفوف داعش ! ، وهذا هو المستغرب في الأمر ، وذلك لأن الفنان يعتبر أضافة ثقافية وليس عامل مساعد لنشر وترويج القتل و التوحش ، وهذا تمثل خاصة بأخراج فيديو حرق الطيار معاذ الكساسبة ، وبفيديو قتل الأقباط المسيحيين في ليبيا ، ( علما أن وكالة أبحاث روسية بينت أن اعدام المصريين تم في قطر وليس في ليبيا 20/02/2015 704.. اقرأ المزيد من موقع جنوب لبنان : www.southlebanon.org/archives/141097 ) ، هذا التساؤل يدفعنا الى المزيد من علامات الأستفهام ، على من يقف وراء أنتاج و ترويج هذا النوع من الافلام الترويعية في القتل المتوحش ، ومن يمول و يسند ويجهز ويمد هذا التنظيم بالكوادر ، وأيضا من يقوم بتوصيل هذه الكفاءات الفنية والمعدات و الاجهزة الى مناطق غير أمنة ، وهذا الأمر يجعلنا أن نتساءل أيضا هل من الممكن أن تكون عمليات تمثيل فيديو الأعدامات في مناطق بديلة خارج مناطق الحدث ! أرى أن ولع التصوير أصبح ملفتا للنظر ، حيث وضع منظمة داعش التي تدعي بالخلافة الأسلامية من جانب ، ومن جانب أخر تخرج أفلام قتل ضحاياها على الطريقة الهوليودية / المنفذة من قبل الكفار! ، وضع كهذا يجعل من داعش محل تساؤل ! ..
أن وضع التنظيم الأن هو في موضع الريبة والشك من قواعده الى كوادره القيادية الى خليفته أبوبكر البغدادي ، فمن يقود من ، ومن يخطط ومن ينفذ ، وما هو الهدف المراد من كل هذا الجحيم .. هذا هو السؤال أما الجواب فأراه رماديا في الوقت الحاضر ، والمستقبل المنظور أو البعيد سيجيبنا على الكثير من هذه التساؤلات المحيرة !!