حتى الآن يطلق أهل الحل والربط أهل الدين والدنيا الإدانات والبيانات بأن ما تفعله تلك الجماعات الإسلامية وعلى رأسها داعش هو إرهاب، لكن هل هم كفرة أم تكفيريين لقد أنتهى مفعول كلمة إرهاب لأنها أصلاً من كلمات الإله الذى يأمر كل مسلم بإعداد العدة لإرهاب الأعداء، وهذا يعنى أن كلمة إرهابيين لا تنطبق على تلك الجماعات لأن الدين الإسلامى يأمره بذلك، والمطلوب من فقهاء الإسلام إيجاد الوصف المناسب حسب العقيدة الذين يؤمنون بها دون خداع أو نفاق أو تقية، لقد أيقن الجميع أن ما تفعله تلك الجماعات حرام شرعاً، وماذا بعد؟ ما هو الحل الإسلامى حسب الشريعة؟
لكن مفتى الجمهورية الدكتور شوقى علام أدان الحادث الإرهابى الذى أستهدف مدرعة شرطة فى مدينة الشيخ زويد بسيناء، مما أسفر عن مقتل 13 من رجال الشرطة وأعتبرهم شهداء قدموا أرواحهم دفاعاً وحماية لأمن الوطن المصرى، وأكد المفتى أن التستر على هؤلاء ” الإرهابيين” أو دعمهم بأى وسيلة هو حرام شرعاً، هنا نحن أمام مصطلح إسلامى لا علاقة له بالغرب وأمريكا ألا وهو الأرهاب لأن نصوص القرآن تدعو المسلم أن يعدة كل ما يستطيع من عدة وعتاد لإرهاب عدو الله وعدوهم، وما قام به هؤلاء الإرهابيين المسلمين هو حلال شرعاً حسب عقيدتهم التى يمارسون فيها نحر الأبرياء حتى يرهبوا أعدائهم سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، فكيف يمكننا الحكم على أعمال تلك التنظيمات الإجرامية المسماة إسلامية : هل هم إرهابيين بمنطق مفتى الجمهورية أم أنهم مسلمين مجاهدين إرهابيين حسب منطق نص القرآن؟
وهذا ينقلنا إلى نقطة أخرى وهى هل هؤلاء الإرهابيين حسب منطق مفتى الجمهورية مجرمين يحق أعتبارهم كفروا بالإسلام؟
إذن لماذا لا يقود الأزهر وبقية المؤسسات الإسلامية فى الدول العربية الإسلامية دفاعاً وحماية للإسلام الصحيح، حملة جهادية ضد أعداء الإسلام الذين ينالون منه يومياً تشويهاً ووصموه بالإسلام الدموى؟
وإذا كان أعضاء تلك التنظيمات أخرجوا غيرهم من الإسلام وأعتبروهم كفار مهدر دمهم، وأنهم الوحيدين الذين يملكون الحق بأعتبارهم من الفرقة الناجية، هل ما زالوا مسلمين رغم إرتكابهم المذابح والمجازر مثلما أرتكبها النازيين؟
الوحيد الذى أجاب على هذا السؤال بصراحة وواقعية هو رئيس لجنة الفتوى السابق في الأزهر الشريف الشيخ علي أبو الحسن، عندما صرح علانية بأنهم مرتدين ويجب قتلهم وقال: “إن التنظيم المعروف إعلاميًا ﺑ”الدولة الإسلامية” إرهابي، يجب قتل أعضائه ومحاربتهم من قبل الدول الإسلامية والمجتمع الدولي، فهم فئة مرتدة عن الإسلام نظرًا إلى ارتكابهم أعمالًا تخالف صحيح الدين من قتل للنساء والأطفال والأقباط”. !!
وإذا كانت كلمة القادة الروحيين والفقهاء والمشايخ والعلماء لا يتفقون على كلمة أو رأى واحد، فكيف سيصدقهم المسلمين وأى رأى سيصدقوه؟ لقد خرج علينا الشيخ القطرى القرضاوى بالأمس فى حسابه على تويتر يعلن : «أنا أختلف مع داعش تماما في الفكر والوسيلة لكني لا أقبل أبدا أن تكون من تحاربهم أمريكا التي لا تحركها قيم الإسلام بل مصالحها وإن سفكت الدماء». وأضاف: «من الخيبة أن يعادي الإنسان صديقه ويصادق عدوه».
إذا كان هذا الكلام يقوله عالم كبير من الإخوان المسلمين التى تحوذ رضى الولايات المتحدة الأمريكية، بل سمحت لرجال الإخوان بأختراق البيت الأبيض حتى يتبادلوا مخططاتهم الإرهابية وسياساتهم المعتدلة وقت الحاجة، كيف يمكن للمسلمين مواجهة تنظيم بعض المشايخ يقول إرهابى والبعض الآخر يقول أن أعضاء تنظيم داعش أصدقاء؟
وللأسف عندما يقول الشيخ القطرى القطراوى أنه من الخيبة أن يعادى الإنسان” المسلم” صديقه ويصادق عدوه، فهذه الرؤية وهذا العقيدة هى عقيدة كل المسلمين لكن الغالبية يخفونها تقية ويعلنون غيرها خدمةً لمصالحهم، من فضلكم أيها القادة الروحيين هل لكم أن تفسروا وتوضحوا وتقولوا للبسطاء من المسلمين ما هو عقاب شريعة الإسلام لهؤلاء الإرهابيين نظير قتلهم أفراد الشعب المسلم والمختلفين معهم؟ هل كل مشايخ وقادة الفكر والإسلام يتفقون فى وجوب قتل هؤلاء الإرهابيين؟ فإذا كان الأمر كذلك لماذا لا تعلنون مجاهرة برأى واضح صريح
بوجوب قتل هؤلاء؟ إن الحلول الحقيقية لا بد أن تكون إسلامية صرفة لأن ما نشاهده من وقوف المسلمين مكتوفى الأيدى، وكأن القتل الذى يحدث فى العراق وسوريا ومصر وغيرها من البلاد أموراً لا تعنيهم حتى يأتى ويدق القتل والإرهاب أبوابهم!!
الإدانات والأستنكارات والتناقضات كثيرة من الدول والعلماء والمشايخ المسلمين الذين يتبرئون من تنظيم داعش وأعماله التى بها يكفر الجميع، لكن الأفعال الواقعية ضده غير موجودة وتوحيد الكلمة والصف لإيقاف أعماله لا وجود لها، إذن لتقولوها بصراحة: يا رجال الدين وشيوخ المسلمين هل أنتم فكراً وعقلاً وقلباً ضد داعش، أم أنكم بالإدانات ضدهم لكن ما فى قلوبكم يعلمه من تعبدون؟؟!!!