باتت الانتخابات البرلمانية المقبلة بيضة القبان التي يكيل بها السياسيون تهمهم لبعض فأي عمل يصدر اليوم من الحكومة (رئاسة ووزراء ) محكوما عليه بالدعاية الانتخابية وهي الورقة التسقيطية الرابحة .
لست مالكيا ولا ارغب بعودة المالكي لولاية ثالثة وأتمنى أن تكون هناك جهة جديدة تتولى رئاسة الوزراء لغرض التغيير الذي قد يدفع عجلة التطور في هذا البلد المظلوم نحو الأمام والذي ما زلنا نحلم بتحقق ذلك التطور الموعود فيه.
كانت وما زالت القاعدة تمثل الخطر الأكبر الذي يهدد امن العراق والعراقيين وكنا نرى كثيرا من السياسيين الذين يعتلون منابر القنوات الفضائية وهم ينتقدون التفجيرات ويتهمون القاعدة (السنة) وفلول البعث (الشيعة) ويتظلمون للضحايا ويواسون ذويهم بل وقد يذهب الكثير منهم لمجالس العزاء .
بعد انطلاق عملية ثأر الشهداء التي انطلقت للقضاء على ميليشيات داعش التي انتشرت في صحاري الانبار والتي أخذت تسيطر على العديد من المدن في المحافظة بمساعدة بعض من أهلها على خلفية مذهبية أو بعثية أو بدون مساعدتهم إلا أن الخوف منعهم من المجابهة , فلم نر الكثير من الأبواق التي تتهم القاعدة بنفس نشاطها ولم نر منهم موقفا داعما لعمليات القوات المسلحة العراقية في تطهيرهم لتلك المناطق بل والأدهى هو أن نسمع الأصوات النشاز التي بدأت تصور القضية بصورة الطائفية محاولة إحباط العملية وهم على علم يقين بان الميليشيات التي ملأت صحراء الانبار بأنهم أساس خراب هذا البلد ويديهم الملطخة بدماء الأبرياء من أبناء العراق.
حمى الانتخابات مرض أصاب الكثير من السياسيين والذين لم يفقروا بين الأحداث إلا على أساس المردود الانتخابي ومنها عمليات الجيش في الانبار فان اغلب الكتل التي تختلف مع المالكي أخذت تصور أن القضية قضية انتخابات وان توقيت العملية كان من اجل التحشيد الانتخابي وقد لا يخلو هذا الأمر من صحة إلا إن السياسيين نظروا إلى هذا الجانب أما عامة أبناء الشعب (وأنا منهم) فانظر إلى أن القاعدة خطر ويجب أن يقضى عليه ولا انظر إلى الغاية مادام هذا الأمر يجب أن يتحقق اليوم أو غد وان دعم القوات المسلحة بأبسط الأشياء وهو الدعم المعنوي واجب على كل العراقيين وان رفع شعبية المالكي الذي تختلفون معه وان القضاء منبع التفجيرات التي طالت المساجد والحسينيات والمواكب والمدارس وإننا اليوم لنقف بكل قوة مع العمليات التي تقوم بها قواتنا المسلحة الباسلة لأنها ستسهم بالتخفيف من ضربات القاعدة للشعب العراقي .
فإلى جميع الأخوة السياسيين من خصوم المالكي والذين اتخذوا من التشكيك بجميع خطوات الحكومة بأنها دعاية انتخابية أوصيكم أن تبحثوا عن التحشيد الانتخابي بعيدا عن أرواح الناس وبعيدا عن التشكيك بتحركات الجيش والتي انتظرناها طويلا لتخليصنا من هؤلاء الذين احتلوا أرضنا وعاثوا بها فسادا وأوصيكم أن تقفوا موقفا مشرفا وقويا تجاه داعش والداعمين لها من بعض الذين هم داخل البرلمان وأوصيكم بان لا تقفوا مع المارقين بدعوى نبذ الطائفية الذين لم نسمع لهم صوتا تجاه ما يعانيه الشيعة وما يتعرضون له من قتل وتفجير..