23 ديسمبر، 2024 3:51 م

داعش واقعا مفروضا وليست ظاهرة طارئة

داعش واقعا مفروضا وليست ظاهرة طارئة

بعد دخول داعش العراق وسقوط الموصل وغيرها من مدن بيدها بحيث اصبح 31 % من العراق بيدها فاصبحت داعش واقعا مفروضا على الجميع ان يدرك ذلك ولابد من اتخاذ التدابير للحد من هذا الواقع المرير . ولابد من دراسة جدية عن هذا الواقع الجديد وكيف التعامل معه ؟ فليس الاقتتال حلا لأن الواقع العسكري والعراقي ينبأ ان الحشد الشعبي لم يستطع ان يدحر داعش تماما ويصده ويوقفه بل على العكس هناك تقدم واضح لداعش على الارض .

ورب سائل يسأل من اين اتى داعش ؟ وماذا يريد داعش ؟ وهل من نهاية لهذا التنظيم الذي يسير ويسر الرعب امامه ؟

فلابد من دراسة موضوع داعش دراسة حقيقة شاملة حتى نخرج بنتائج توقف سيل الدماء وانتهاك الاعراض والمقدسات ، ويقول في هذا الصدد المرجع العراقي العربي السيد الصرخي [لا بد من القراءة الصحيحة الموضوعية الواقعية للأحداث، فإذا أخطأنا القراءة فإننا بكل تأكيد سنخطئ في تشخيص العلاج، ومن هنا أقول إن “داعش” صارت واقعًا مفروضًا وليست ظاهرة طارئة عابرة فلا يصح المراهنة على الوقت لإزالتها، ويجب علينا ألا نجازف أكثر وأكثر بدماء وأرواح أبنائنا فنزجهم في معارك خاسرة ومهالك محققة لأننا لم نشخص الواقع بصورة صحيحة موضوعية أو لأننا نعرف الواقع لكن لا يهمنا دماء وأرواح الناس ولا نعترف بالآخرة والثواب والعقاب.

ومن هنا أدعو إلى دراسات معمقة علمية مستقلة غير متأثرة بهذا الطرف أو ذاك فتشخص لنا الواقع كما هو وبدون زيف أو انحراف فتضع لنا الحل والعلاج المناسب وبأقل الخسائر، فالضرر والهلاك والدمار كله على العراق وأهل العراق، فقللوا سفك الدماء وأوقفوه الدماء وامنعوا تدمير العراق.]

نعم، ان التشخيص مهم فلو اخطأنا لكانت الاثار جسيمة كما هو اليوم من مواكب للموتى والجثث المشوهة والمفقودين والنازحين واضطراب البلد  وزعزعة امنه من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب .

فالمراهنة على الوقت مع الاقتتال لا يجدي نفعا لأنه ما دام هناك فساد وافساد وظلم وجور يستفحل سقم داعش ويصبر خطيرا جدا اكثر مما هو خطر الان فالمرجع الصرخي يقول [الذي اوجد المسمّى (داعش) هو الفسادُ والاِفسادُ والظلمُ والاجرامُ وسوءُ التخطيطِ وسُقمُ العلاجِ ، وهذا نفسُه سيُبْقي ذلك التنظيم ودولتُه ويثبّتُه ويوسّعُه ويقوّيه.] وهذا ما اشرنا له اعلاه من استفحال آفة داعش وتعمقه فس المنطقة .

ورب متساءل يقدح في ذهنه سؤال : هل من حل او حد لهذا الواقع الداعشي وهل هناك نهاية للحرب ، والجواب يأتي بالايجاب من لدن نفس المرجع ابن العراق البار بقوله [اما نهاية الحرب فليست مستحيلةً بل وليست مستبعدةً لكن تحتاج لمقدماتٍ وظروفٍ خاصةٍ لابد من تحقيقِها وتحقّقِها وبعدها يمكن رؤيةُ وتحديدُ السقْفِ الزمني المحتمَل لنهايةِ الحرب.] على العكس من الذين يصبون الزيت على النار ونفخون فيها فماذا جلبت لنا الفتاوى الميتة غير فقدان الاحباء والاعزاء واستمرار موجة النزوح .

وتبقى مفاتيح الحل بيد المرجع الصرخي من جهة ومن جهة اخرى تبقى ابواب خلق داعش بيد السياسيين الفاسدين والرموز الدينية الانتهازية فلا خلاص للعراق والعراقيين من داعش والظلم والجور والفساد الا بازاحة جميع الاحزاب التي حكمت البلاد منذ عام 2003 وتحقيق مصالحة وطنية حقيقة لا اعلامية لتخليص العراق لأن الخاسر الوحيد هو العراق وشعبه المظلوم الجريح .