18 ديسمبر، 2024 4:13 م

داعش لا تأكل النساتل والبيتزا

داعش لا تأكل النساتل والبيتزا

التفكير بداعش كمن يفكر بالموت الهمجي في زمن الحضارة التي تسعى  فيه إلى فض الاشتباك وتنسى دروس حروب التاريخ منذ الاسكندر وكورش ومرورا بمؤته وحطين وفتح  القسطنطينية ، وهو فكر طوباوي ، هجين ، وممارسة تبتعد عن الحضارة بعد هولاكو عن أوبرا كارمن ، أنهم شواذ مخدرة بصورة لا تفضي سوى الى السكين والرقبة ، لقد حصلوا على فرصتهم التاريخية في واقعة نينوى ، وتحولوا من مهربين مازوت في آبار الرقة ودير الزور الى تفكير متسارع لصناعة وهم اعادة التأريخ الى الوراء ( دولة الخلافة ) وفي منطق الاعتدال المسلم أن دولة الخلافة هي قانون الله والعدل والسلام والمسامحة والحرية.

ومن يقرأ القرآن والسنة النبوية سيرى في  داعش فكراً مغايراً وغريباً لكل الفرق الاسلامية والمذاهب ، ففي هذا النهج القائم على الذبح والسبي والإكراه نكون قد عدنا الى أزمنة الفترة الظلامية ولكن بمشهد حضاري جديد ، حيث يتواجد السيف والدبابة والمدفع والحزام الناسف وتفجير الجسد من اجل غرض واحد.

التفكير بالنسبة لداعش بالنسبة لي هو التفكير بغرابة المنهج في التطبيق والسلوك والممارسة ، أنهم يؤسسون لتتر وبرابرة وهولاكوية عولمية ، فإذا كان المغول قد مارسوا قسوة الذبح والحرق من خلال أمية معرفية تسكن معظم النوايا التي يحملها القادة والملوك في امبراطورية جنكيز خان فأن ثقافة داعش ممثلة بأبي بكر البغدادي الذي يقال انه يحمل الدكتوراه في التشريع الاسلامي تمارس منهجا قصديا في تفسير ما تقوله السنة النبوية في جانب المغاير الحضاري ، أي أنهم يحاولون تطبيق ما كان يطبعه العسس والخليفة والوزير في العهود الاسلامية الاولى ولكن بتطرف أكبر وأكثر واشد غلوا.

داعش البعيدة عن السلوك الحضاري ، ظاهرة مزعجة وستمتلك ديمومة طويلة ، فهي نتاج ردة فعل للعلاقة الحذرة بين الشرق والغرب وبين الاسلام والمسيحية ، وهذا ما يفسره لنا من ينتمون الى داعش من الصين وسنغافورة والفلبين والشيشان وافغانستان والسعودية واليمن وسوريا والعراق والأردن ودول الخليج ومصر وبلدان المغرب العربي قاطبة ودول الاتحاد السوفيتي السابق وتركيا ومسلمين من اوربا وكندا وامريكا واستراليا واغلبهم من جنسيات مغاربية .

هذا التوسع الجغرافي والبشري في صورته الأممية يؤشر الى عصر جديد من الصراع الحضاري ويضع مفهوم الرؤيا في كتاب صدام  الحضارات ل ( صومائيل هنتجون ) في طور التطبيق بعد أن تم تطبيق مراحله الاولى في افغانستان والعراق وسوريا.

داعش في قراءة قدرية للكتاب تبدو نتاجا طبيعيا للسلوك المحسوب في محاولة خلق منطقة النار والثأر من أجل الهيمنة وإبقاء الذات الامبريالية العليا هي صبغة العصر والمهيمن على روح النفط والمال والتصدير.

لهذا كان هذا الفعل وردته المعادل الضد لتلك المتغيرات والخطوات التي ابتدأت بكتاب ورؤية ونصيحة من صقور البنتاجون وانتهت بمجيء البارجات وافواج المارينز والجيوش الحليفة الى الشرق الاوسط .

داعش شعار ضد اوربا والغرب والنصرانية ، والغريب انها نست هاجس التطرف في معاداة اليهودية ، وهذا ما تشاغل داعش نفسها عن تفسيره وتبتعد عنه في حرج أو صمت أو قصد لتعلن عداها الايدلوجي لمطاعم البيتزا ومحلات الهمبرجر والنساتل والبيرة.