في تطور لافت أعلنت الولايات المتحدة عن انشاء تحالف إقليمي وربما دولي لمحاربة داعش في العراق والشام ،جاء ذلك على اثر ذبح صحفيين أمريكيين .
الإعلان الدولي سبق هذا الحدث والتطور في واقع الحال ، وبالفعل بدأت الضربات الامريكية للتنظيم الإرهابي في شمال العراق الامر الذي سيتطور تدريجياً نحو مناطق اخرى .
المهم في هذا الامر هو التطور الحقيقي على الارض في البلاد ، والاهم من ذلك هو امتداد داعش كثيراً في داخل الاراضي العراقية مما اكسبها القوة ومسك الارض وان دولتها المزعومة ربما قد أصبحت واقعا ملموساً في العراق او سوريا ولم يغير فيها اي موقف من الدول الكبرى فضلاً عن الدول الإقليمية .
هذا التنظيم ليس فصائل مسلحة او مجموعات ارهابية او عصابات يمكن لأي جهة سياسية او حزبية تأسيسها او تمويلها ، مع توفير الحاضنة والبيئة المناسبة لها مع توفر الدعم الخارجي لهذا التنظيم .
نشأ هذا التنظيم بعد احداث سوريا وما تلاها من تشكيل مجاميع ارهابية بحجة القتال ضد النظام السوري ، فظهر تنظيم تحت اسم “الدولة الاسلامية في العراق والشام “ليعلن عن خارطة نفوذه المقبلة والممتدة من الشام الى العراق ، وفعلا بدا هذا التنظيم يقاتل بتنسيق وتنظيم عالي في سوريا مع الدعم الملفت المقدم من تركيا والسعودية وقطر ، وبكافة الإمكانات من أعداد المقاتلين في الأردن الى تقديم الدعم اللوجستي في تركيا الى الدعم المالي في السعودية وقطر .
بدا هذا التنظيم بقتال الجيش السوري ، وما ان لبث في مسك الارض حتى بدا بالامتداد في الارض وقتال التنظيمات الإرهابية الاخرى ، فبدؤا بقتل اي شخص يختلف معهم فكرا او منهجا .
تحرك هذا التنظيم بشكل سريع ومكثف نحو الاراضي العراقية بدءً من الموصل ومتداداً نحو صلاح الدين وبعض نواحي ديالى الأمرالذي كشف خللا كبيرا في المنظومة الأمنية الحكومية ، وعجزاً واضحا في الوقوف بوجه الارهاب بكل أشكاله وأنواعه .
من الصعب وربما من المبكر او التكهن بطبيعة المواجهة القادمة مع داعش او محاولة تحجيمه او إنهاء وجوده في بلاد الشام والعراق ، اذ ان ثمة أشياء كثيرة تتوقف على ذلك .
فمن غير الواضح المضامين والأهداف الحقيقية لأجندة الادارة الامريكية ازاء المنطقة او تحديد ما الذي تريده حقاً من تشكيل هذا الائتلاف ، او حدود التدخل الذي تعتزم القيام به في المنطقة ، كما انها تتعلق عن طبيعة التدخل الامريكي العسكري في المنطقة وبشكل مباشر ، واذا ماكان الامر يتعلق بتوازنات معينة تريدها في العراق خصوصاً والمنطقة عموماً، او انها تشير الى النهاية نحو حسم هذا الامر بكل قوة لتغير الواقع السياسي في المنطقة .
داعش استطاع القيام بما لم يستطع بما لم تستطع القيام به الكثير من الاجندات الداخلية للدول او الخارجية او الجماعات الانفصالية في مختلف دول العالم المتنازع حولها ، ولم تستطع حتى الثورات الشعبية في الدول العربية التي أسقطت الكثير من الأنظمة ان تقوم بمثل ما قامت به هذه العصابات المتطرفة الإجرامية .
صعود داعش ربما هو أيذان وتشجيع دول الغرب والأمريكان على مراجعة سياساتها تجاه المنطقة عموماً الامر الذي وصل الى حد تشكيل ائتلاف يضم ٢٢ دولة لطرد هذا التنظيم من المنطقة لو ترحيله الى دول اخرى .