9 أبريل، 2024 1:44 ص
Search
Close this search box.

داعش صنيعة ايرانية انقلبت عليها

Facebook
Twitter
LinkedIn

البعض سيقول هذا الكلام  غير عقلاني فالمليشيات العراقية التي يديرها الامام الخامنئي قدس سره الشريف في العراق وسوريا هي من تحارب داعش, والحرس الثوري الايراني قاتل داعش بصورة مباشرة في بعض احيان وقتل قادة كبار من قادته..كل هذا كلام صحيح ولكنه حدث في وقت متاخر جدا عندما خرجت داعش عن بيت الطاعة الاسدي -الخميني ..النظامان السوري والايراني صنعا الكثير من المنظمات والمليشيات الشيعية المتطرفة و لهما علاقات عميقة مع المنظمات الاسلامية السنية المتطرفة ومنها القاعدة , خاصة بعد الاحتلال الامريكي للعراق حبث اصبح التعامل معها شبه علني. كلنا يتذكر مئات الانفجارات في بغداد وخارجها التي قامت بها عناصر القاعدة القادمة من سوريا وفي الانفجارات الاكثر وحشية مثل الاربعاء الدامي والاحد الدامي اتهم مختارالعصر نوري المالكي سوريا الصمود والتصدي بالاسم وهددها بالشكوى لمجلس الامن الدولي لولا الامام الخامنئي قدس سره الشريف الذي وبخ المالكي وامره بالتوقف عن هذا الهذيان وان يعرف حجمه ولاينسى نفسه . ان سيرة الخاصة الامام الخامنئي قدس سره الشريف تبين انه مستعد ان يتعاون مع الشيطان لتحقيق غاياته وليس مع تنظيم القاعدة فقط . فهو من كان يشرف مع حجة الاسلام والمسلمين هاشمي الرفسنجاني على العمليات السرية لتوريد الاسلحة الاسلحة الاسرائيلية الى ايران خلال فترة الحرب العراقية( 1980-1988) بالعملية المسماة (ايران –كونترا ) وبعلم الامام الخميني رضوان الله عليه وعندما اعترض المرحوم ايه الله منتظري خليفة الامام انذاك فعلوا به مثلما فعل اصحاب السقيفة بالامام علي ابن ابي طالب بالتراث الشيعي حيث تم مهاجمة بيته ووضعه تحت الاقامة الجبرية حتى وفاته بعد اقصائه وتعيين الامام الخامني بدل عنه وتم تصفية حتى اقاربه الذين كشفوا هذه العملية لمجلة الشراع البنانية. في منطقة الشرق الاوسط يوجد الكثير من حكام الدول وزعماء المنظمات المتطرفة الارهابية من الذين انقلبوا على اسيادهم عندما شعروا ان بامكانهم الاعتماد على قواهم الذاتية اوعلى اسياد جدد بشروط ميسرة . ومن امثال حكام الدول الذين انقلبوا على اسيادهم وكانت نهايتهم وخيمة شاه ايران وصدام العراق وقذافي ليبيا, ففي عام 1953 عاد شاه ايران بطائرته الخاصة الى ايران قادما من المنفى بعد نجاح المخابرات الامريكية وبعض المتعاونين معها من ايات الله بافشال ثورة 1951 والقبض على زعيمها الدكتور محمد مصدق بالعملية المسماة (اجاكس )
وفي عام 1979 عاد الشاه الى المنفى بلا عودة على نفس الطائرة بعد تخلي الجيش المخترق من المخابرات الامريكية عنه وحينها صرح مسؤؤول امريكي بشماته قائلا (( لقد رمينا الشاه خارج ايران مثلما يرمى الفأر الميت )) ولهذا السبب نرى الان الحرس الثوري والباسيج في ايران الملالي اقوى من الجبش بكثير وللسبب ذاته نرى اليوم مليشيات الولي الفقيه في العراق اقوى من الجيش العراقي باضعاف مضاعفة  ..  لقد كانت رمزية القيض على صدام في حفرة وبهيئة رثة من قبل القوات الامريكية عام 2003 مفادها بانهم هم من جاؤوا به من حفر العوجة اوائل الستينات الى قصور بغداد الرئاسية وعندما تمرد عليهم اخرجوه مرة اخرى من هذه القصور ليعود يسكن بتلك الحفر .اما افضل مثال قريب للمنظمات الارهابية التي انقلبت على اسيادها فهو تنظيم القاعدة بزعامة اسامة ابن لادن التي انشاته المخابرات الامريكية والباكستانية والسعودية ليحارب بالنيابة  عنها في افغانستان ضد الغزو السوفيتي بعد تزويدة بمليارات الدولارات والاسلحة المتقدمة مثل صواريخ المضادة للطائرات المحمولة على الكتف المساة (ستنكر ) . وتنظيم داعش المتطرف مثل تنظيم القاعدة ولكنه يختلف عنها لكونه انشأ بواسطة عملاء ارتباط تابعين للمخابرات السورية –الايرانية وكان الغرض الاساسي منه في سوريا تشويه الثورة السورية عن طريق وصمها بالتطرف والارهاب وتشويه صورة اعتصامات المناطق السنية التي حدثت لاحقا بالعراق . واصبح تنظيم داعش قوة لايستهان بها عندما زودته ايران بالمئات من خيرة المقاتلين الذين اطلقت سراحهم من السجون العراقية بعد انسحاب القوات الامريكية مثل سجن ابو غريب والتاجي التي تبعد 30 كم عن بغداد والتي يديرها ضباط الحرس الثوري الايراني ممن انظموا للاجهزة الامنية العراقية بعملية دمج المليشيات بالاجهزة الامنية العراقية بعد 2003. وكان النفط العراقي المهرب عبر الحدود الشمالية الى ميناء يندر خميني بواسطة 250 شاحنة حوضية سعة الواحدة 210 برميل توفر اموالا هائلة لداعش لايقل عن مليار دولارسنويا باسوء الاحوال . ولكن كل من سوريا وايران اساؤا تقدير مدى اختراق المخابرات الغربية والاقليمية المناوئة لهم لداعش ولم يشعروا بهذا الا عندما خرج الرئيس الامريكي باراك اوباما يحذر اتباعهم في المنطقة الخضراء المشغولين بتهريب مليارات للنظام السوري المفلس وولحساباتهم الشخصية في الثقوب السوداء حول العالم قائلا((بان الذئب على الباب )) . فتنظيم داعش نجح في استغلال كلا الطرفين لتطوير قدراته البشرية والوجستية , وحينما كان التنظيم يتلقى الدعم من سوريا و ايران لاحتلال ثلث الموصل لتنصيب دميتهم المالكي على الولاية الثالثة . كان تنظيم داعش يتلقى اضعاف هذا الدعم من امريكا وحلفاءها في المنطقة لاحتلال ثلث العراق من اجل اذلال المالكي وحلفائه واقصائهم نهائيا عن المسرح السياسي ليكونوا عبرة لغيرهم ممن يفكروا بالتمرد على اسيادهم وها هي الان امريكا تقول لهم ,( نحن خلصناكم من صدام وبدل ان تكونوا عون انقلبتم علينا فرعون وجعلتم العراق مزرعة لايران وروسيا والصين ونحن نتفرج ونتذكرنتاسى على الالاف وترليون دولار خسرناها حتى نحملكم من المنفى ونجلسكم في قصور صدام , اعطونا ضمانات حتى نبعد داعش عن ابوابكم والا ستحطم الابواب وترجعون للمنفى يتصدق عليكم المحسنون من دافعي الضرائب وتتحسرون على السنتات ) . داعش الان بالنسبة لايران تنظيم خائن يهدد اتباعها في العراق والبنسبة لامريكا بندقية للايجاروورقة لم يحين حرقها ومكان لجمع المتطرفين المسلمين المقيمين في اوربا لقتلهم في سوريا والعراق بدل ان ينتحروا في المدن الاوربية . والذي يدفع الثمن الشعوب المغلوبة على امرها قي سوريا والعراق .  

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب