18 ديسمبر، 2024 10:43 م

داعش سيعود ما لم ؟

داعش سيعود ما لم ؟

قدم العراقيون بحربهم على الإرهاب، خدمة جليلة لدول المنطقة بل العالم بأسره، فهم من تصدى له في حرب ضروس استمرت أكثر من ثلاث سنين، أنهى العراقيون فيها خرافة داعش، وقدموا خلالها دماءً طاهرة زكية وثروات هائلة .

من يعتقد أن الإرهاب سينتهي بنهاية داعش فهو واهم، فالإرهاب لا يتحدد بمسمى أو عنوان مادام، هناك فكر تكفيري متطرف يغذيه، ومدارس تدرس أفكاره المنحرفة وإعلام يروج له، ودول تدعمه بالمال والسلاح محاولة استغلاله لأغراض طائفية ومذهبية، وحرب بالإنابة من اجل فرض أجندات سياسية، دفعت الشعوب ثمنا باهضا لها من دماء وأموال، وتفتت في بنيتها الاجتماعية .

ما دام هذا الفكر التكفيري الضال والمنحرف موجودا، وهناك دول تغذيه وتنميه عبر مناهجها الدراسية وتدرسه في مدارسها، وتربي مجتمعاتها على الانحراف والكراهية، والتفريق بين المكونات الإنسانية على أسس طائفية وعرقية، فسوف نرى تنظيمات إرهابية أخرى، تحمل تسميات أخرى في بلدان أخرى وتحت تبريرات أخرى، فالإرهاب هو فكر وليس ممارسات إرهابية فقط .

لذلك فان الإرهاب لن ينتهي ما لم تنتهي هذه الأفكار الضالة، وتجفف منابعه التكفيرية ويضرب في قواعده التي تنميه، وإلا سوف ينتشر انتشار السرطان، وسيرتد على جميع الذين حاولوا استغلاله واستخدامه سلاحا ضد خصومهم، لذلك فانه إذا ما أريد القضاء على الإرهاب لا يكتفى بالمواجهة العسكرية فقط، بل يجب أن تكون هناك حرب فكرية تجاه الأفكار المنحرفة، وإلا سيكون الإرهاب أفعى تلدغ من يربيها، عندها لا يلوم إلا نفسه .

لذلك ومع نهاية داعش؛ يجب الحرص على أن لا يعود الإرهاب بعناوين جديدة، وعلى الجميع أن يختار العيش في ظل الفكر المنحرف والأفكار الضالة، أو العيش في ظل حضارة إنسانية متنورة لا تفرق على أساس الانتماءات الطائفية والعرقية، فقد اكتوى الجميع بنار الإرهاب التي أحرقت الأخضر واليابس، وأهلكت الحرث والنسل وخرج الجميع منها خاسرا، فالشعوب تتطلع للعيش في حياة حرة كريمة، يسودها الأمان والعيش الكريم .

ولن يكون القضاء على الإرهاب، إلا بقطع رأس الأفعى والقضاء على الأفكار التكفيرية الضالة، التي مازالت تغذي الإرهاب، وتجيش الجيوش التي تنفث سمومها في أوصال شعوب العالم، وإلا فلنستعد الى داعش جديدة .