23 ديسمبر، 2024 3:02 م

داعش سقطت …برفع الغطاء الأمريكي عنها ؟!!

داعش سقطت …برفع الغطاء الأمريكي عنها ؟!!

الملاحظ بعد أن أعلنت الإدارة الأمريكية أنها ستقوم أو قامت بضربات جوية إلى مواقع تواجد عصابات ” داعش ” الإرهابية بدأ نفوذ هذه العصابات يتراجع ، وبدأت تنكفأ على نفسها أو فتحت جبهات أخرى لها للتخفيف من الخسائر التي تتعرض لها في جنوب الموصل ، تكريت وكركوك وبيجي وديالى ، لهذا من الملاحظ جداً أن هذه العصابات قد صنعت في الخارج من أجل ضرب الإسلام بهولاء المتأسلمين من جهة ، وتقويض حركة القاعدة من جهة أخرى ، وهذا بالفعل ما حصل من تراجع واضح للقاعدة في سوريا والعراق أمام هذه العصابة المنظمة تنظيماً دولياً عالياً .   
ما نشهده اليوم من وضع خطير وحساس ، يختلف عن التوصيفات السابقة حيث يقف بلدنا اليوم أمام مفترق طرق ، فأما إلى الآمان ، وإما إلى مجاهيل خطيرة .
تداعيات ما حصل من انهيار امني كبير بعد 10 حزيران تمت قراءته بعدة تحليلات ولكنها لم تخرج بنتائج محسومة ، ولكن الحديث الأهم اليوم ليس هو عن الأسباب وإنما عن طرق مواجهة هذه التداعيات .
يوجد أمامنا مساران :-
الأول : المسار الأمني .
الثاني : المسار السياسي .
الأول يعني أيجاد انتصار حاسم على قوى الإرهاب وطرد فلول داعش من المناطق التي احتلتها بما يعزز هيبة الدولة ويعزز كرامة الجيش العراقي .
فيما يشير المسار الثاني إلى أهمية اعتماد خارطة  طريق يتفق عليها الفرقاء السياسيون وفي إطار الأسقف الدستورية المعلنة لخطوات ما بعد تشكيل الحكومة القادة والانتهاء من مرحلة إعلان مرشح التحالف الوطني  .
ولا شك أن هناك تحديات كبيرة أمام هذين المسارين (الأمني والسياسي) ، ومن المهم تماماً تركيز الجهد المتواصل لحلحلة التحديات الماثلة أمامهما .
لقد بدت رؤية ( الفريق المنسجم والرؤية الواضحة) تعطي ثمارها ، ونجد اليوم تقبلاً كبيراً لهذه الوصفة العلاجية .حيث يلعب السيد رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي دوراً محورياً في هذا الاتجاه .
أن خيار التعايش السلمي هو الخيار الذي يحفظ العراق شعباً وأرضاً ومستقبلاً .
كما أن إعلان رئاسة الجمهورية لعقد جلسات البرلمان هي الخطوة الأولى لحفظ مسار العملية السياسية .
كما أن أتفاق الفرقاء على مرشحيهم للرئاسات الثلاثة ، وتشكيل حكومة وطنية واسعة التمثيل للأطياف المجتمعية للعراق هو الأجراء الكفيل بوضع البلد على سكة الشرعية ومن ثم علاج أزمته القائمة .
لهذا على الفرقاء السياسيين ضرورة الذهاب إلى البرلمان ، وإيجاد التفاهمات اللازمة من اجل تشكيل الحكومة القادمة بدون المساس بالأسقف الزمنية ، مع ضرورة حفظ معنويات الجيش الرديف ، وتشجيع عوامل الدعم المختلفة ، وتقوية فرص المحافظات وإعطائها ( الصلاحيات) المناسبة والكفيلة بالنهوض بالواقع الخدمي والصحي والاقتصادي لها .
التهدئة وتجّنب كل ما من شأنه تضعيف الروح الوطنية أو أثارة النعرات الطائفية ، ورفع معنويات الشعب ، ومكافحة الإشاعات والأراجيف ، وتجنّب نشر الأخبار الكاذبة والتي يقوم ببثها الطابور الخامس في تفتيت عرى وأواصر المجتمع العراقي المتجانس ، وضرورة الاهتمام بالنازحين من المحافظات التي دخلتها عصابات داعش الإرهابية .
هذه الإجراءات أن تحققت فهي تعطينا زخماً ودعماً في الوقوف بوجه الإرهاب الداعشي ، وتقويض حركته وانتشاره ، والذي بدأ يقل بفعل الضربات الجوية القوية لطيران الجيش العراقي ، ومساعدة سلاح الجو الأمريكي ، ومثل هذه الضربات تنقل المعركة من مرحلة الدفاع لجيشنا وقواتنا الأمنية إلى مرحلة الهجوم وإيقاع اكبر الخسائر في صفوفه  ، لتعود مدننا الأسيرة إلى حضن وطنها الأم  .