23 ديسمبر، 2024 1:03 ص

داعش ستنهزم عسكريا ولكن اعلامها سيبقى مقاوم ؟!     

داعش ستنهزم عسكريا ولكن اعلامها سيبقى مقاوم ؟!     

لا شك ان الاعلام احدى ركائز الانتصار في الحرب على العدو ,  الحرب العراقية الايرانية حشدً  فيها فيلقا اعلاميا مقابل اربعة فيالق قتالية , استطاع الفيلق الاعلامي ان يقلب الحقائق ويخدع الراي الشعبي والعربي والدولي بان جعل الباطل حقا والمعتدي ضحية … اليوم في العراق نمتلك وزارة ثقافة وشبكة اعلام وهيئة امناء لها تخصيصات بالمليارات ورواتب بالملاين , ولكن النتيجة لا شيء فعصابة مثل داعش استطاعت ان توظف اعلامها وتكسب الراي وتحشد المتطوعين في قتالها رغم بطلان دعواها ومشروعها .
الاردن رغم انه ليس بمواجه مع داعش كما نحن في العراق ولكن اهتموا بسر نجاح داعش في الميدان الاعلامي وكلفوا طالبة بكلية الاعلام تدعى رانيا عبدالله باعداد رسالة مجاستير بعنوان (( الحملات الإعلامية لعصابة داعش الارهابية )) نوقشت قبل ايام سابين اهم ما جاء فيها : أن عصابة داعش اعتمدت على المرجعية القرآنية لعناوين الحملات الإعلامية الدعائية وخاصة الآيات والعبارات القرآنية التي لها تاثير بالنفس البشرية،ووضفتها بشكل مستغلين الجهل عند بعض الجمهور المستهدف.
ونوهت الدراسة إلى ان عصابة داعش الارهابية ميزت في حملاتها بين أنواع الجمهور المستهدف وهويته، فخاطبت حملاتها اربعة مستويات من الجمهور كان الغالب منهم الجمهور العالمي العام وجمهور المناطق الخاضعة لسيطرتها وبعض الرسائل كانت موجهة لجمهور الدول العربية والإسلامية ومنها كان يستهدف دول التحالف الدولي، تحديدا الدول الغربية.
وكان هدف الدراسة  التعرف إلى مضمون الحملات الإعلامية الدعائية لعصابة داعش الإرهابية والتعرف إلى الوسائط التي تحمل رسائل الحملات الإعلامية وموضوعات الخطاب الدعائي والاطر المرجعية لها والقوى الفاعلة فيها وخصائص الجمهور المستهدف والاستمالات الدعائية التي تستخدمها إلى جانب الأهداف الظاهرة من الخطاب الدعائي للعصابة الارهابية.واستنتجت الباحثة أن العصابة الارهابية تمتلك استراتيجية إعلامية دعائية خاصة بها من أبرز صفاتها: أنها ذات مرجعية سياسية بالدرجة الاولى ثم دينية ولها أهداف واحدة على الرغم من تعدد مؤسساتها الإعلامية.فهل العراق الذي يمتلك كليات متخصصة في الاعلام وكادر بدرجة الاستاذية انتبه لاعلام داعش ووجد الوسائل والطرق لتطويقه بافكار جديدة مستخلصة من دراسات وبحوث ؟! بل على العكس نحن من ساعد داعش في قوة اعلامها وترويجه عندما نسمح لاشخاص هم بالاساس جناح داعش السياسي ان يستغلوا الفضائيات العراقية ويرسلوا خطابا تضامنيا مع الدواعش ويوجهوا اساءة  الى اجهزة الدولة ومؤسساتها الامنية وهذه الفضائيات العراقية الناعقة للاعلام الداعشي معروفة وزمام امرها بيد شبكة الاعلام فتستطيع تغريمها او حتى اغلاقها .بالامس سمعت تصريحا للشيخ خالد الملا  يندرج في هذا الصدد ذكر فيه : من سمح لاحمد الكبيسي ان يصرح في احدى الفضائيات العراقية بان الحشد الشعبي غير مسلم ؟ كما انتقد الملا صمت الحكومة على خطاب خطيب الوقف السني في بغداد والذي جمع به الحكومة وداعش في ذكره بان الحكومة وداعش يفرضان حصارا على اهالي الفلوجة”, الملا بين ان الحكومة غير موجودة ويقصد كيف تستخدم قنوات فضائية عراقية ضد العراق وشعبه ؟! اليس هذا يعتبر تعدي على القانون فلو كانت هناك اجراءات للحكومة رادعة وصارمة لما تجرات هذه القنوات وغازلت داعش ؟! ثم كيف للحكومة ان تسمح لقنوات تدعم داعش فكريا واعلاميا مثل الجزيرة القطرية والعربية السعودية ان يكون لها مراسلين في العراق ؟! بعد ان ثبت ان مهمة هؤلاء هي قلب الحقائق واعطاء الصورة المعكوسة واثارة الفتنة الطائفية والاستهانة بالدماء العراقية والتنكيل بالحشد الشعبي … امر غريب شبكة الاعلام العراقي لا تتخذ موقفا من الاعلام المعادي ولا تثمن الاعلام  الوطني الداعم للمعركة , فقد تشكل تجمع كتاب الحشد الشعبي بعد فتوى الجهاد الكفائي من 33 كاتبا واعلاميا وصحفيا اغلبهم معروفا في الساحة العراقية ,وقد استطاع التجمع على مدى سنتين ان يساهم بالكثير من الاراء ويرفد المعركة تعبويا بالكلمة الصادقة المقاتلة , الامر المستغرب

ان الدواعش انتبهوا لهذا التجمع وهددوابعض اعضاءه  بالتصفية  لكاتب 100 مقال لدعم الحشد الشعبي وعضو اخر في التجمع  بين اليوم والاخر يغلقون صفحته على الفيسبوك ثم نشروا خبرا مفبركا بمقتله … رسالتنا ان ننتبه الى عدونا وان نحتضن صديقنا لا غير ., وساكتفي في هذا المقال بحادثة شاهدتها في استراليا مدينة بيرث عام 2004 اثناء احتدام المعارك في النجف الاشرف مع الامريكان , فقد اتصل استرالي من اصل عراقي باهله هاتفيا وحرضهم على مقاتلة الامريكان فسمعه مواطن استرالي يعرف العربية بالقرب من مسكنه وابلغ السلطات عنه فاتهم المتصل بمساعدة الارهاب وتم اعتقاله فورا بتهمة التحريض على الارهاب طبعا في العراق وليس باستراليا , فكيف بالسياسي العراقي او النائب او الوزير يخرج علينا من فضائياتنا ويقلل من شان الدولة ويتحدث ويتناغم مع داعش بكل وقاحة وصلف ؟! السبب عدم وجود اجراءت صارمة لا مع المتحدث ولا مع الضائية , فهل بعد هذا الوصف والانبطاح ستكون داعش مهزومة اعلاميا كما هو حالها مهزومة عسكريا ؟[email protected]