23 ديسمبر، 2024 11:54 ص

“داعش” حرام …و”داعش” حلال!!!

“داعش” حرام …و”داعش” حلال!!!

الجريمة تبقى جريمة مهما كان نوعها وحجمها وأيا كان منفذها ومحركها ومسببها وداعمها والآمر بها والساكت عنها ، نعم قد تختلف العقوبة والجزاء ، وقد يختلف التأثير والآثار من جريمة إلى أخرى ، إلا أنها تبقى تحت عنوان  الجريمة ، وهذه هي رؤية  الشرع والأخلاق والإنسانية ، فليس من الصحيح التعامل بازدواجية والكيل بمكيالين تجاه الجريمة و منفذيها بحيث تُباح جرائم ويُؤمَر بها وتُدعَم تُؤمَّن شرعا وقانونا ، بل تُعد مناقب وفضائل ، ويُكافَئ فاعلها ويُكرَّم ، وتُحَرَّم أخرى ، ويُحاسَب منفذها ، بل تصبح شماعة لاعتقال الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال، وقد شَخَّص المرجع الصرخي الحسني هذه الظاهرة الخطرة قبل حوالي سبع سنوات في يبان بيان رقم – 40 –(( أمن العراق…وفرض النظام )) حيث قال : ((نعم لخطة أمنية تحمي العراق وتصونه من الأعداء وتحافظ على وحدته وتحقق أمنه وأمانه وتحاسب المقصر بعدل وإنصاف مهما كان توجهه وفكره ومعتقده ومذهبه …نعم لخطة أمنية تنزع وتنتزع وتنفي الميليشيات وسلاحها الذي أضرّ بالعراق وشعبه الجريح القتيل الشريد المظلوم ولا تفرق بين المليشيات الشيعية والسنية والإسلامية والعلمانية العربية والكردية وغيرها …)) فلو أن المتصدين تعاملوا مع هذا الكلام بايجابية وفعلوه ، هل يصل الحال إلى ما هو عليه من ضياع وانهيار وفتنة كبرى مهلكة  ، لكن أسمعت لو ناديت حيا …..
إن حالة الازدواجية والكيل بمكيالين تجاه الجرائم كانت ولا تزال هي المسيطرة والمتحكمة في مواقف الرموز والقادة السياسيين والدينيين وأتباعهم وملحقاتهم وما يرتبط بهم من مؤسسات أمنية وعسكرية وقضائية وإعلامية الأمر الذي انعكس سلبا على حياة الموطن وأمنه ، وانعدام العدالة وتسييس القضاء وولد حالة من الشعور بالإحباط و التمييز والاستهداف عند بعض مكونات المجتمع ،وهذا بدوره انعكس سلبا على السلوك والمواقف وردات الفعل ، ولقد تجلت الازدواجية  وتجسدت في كيفية التعامل مع الميليشيات الشيعية المجرمة التي استباحت دماء العراقيين وحرماتهم ومقدساتهم وأموالهم  ، ولا يوجد مانع أو رادع أو محاسب ، بل أن ذلك جرى ويجري تحت مظلة ودعم الحكومة  وأحزابها والفتاوى الدينية سكوتا وإمضاءا أو تصريحا ، كما هو الحال في فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقها السيستاني والتي فتحت الباب على مصراعيه إلى عودة الميليشيات وبقوة  لتمارس جرائمها وقبائحها وبصورة أبشع ، ونفوذ أوسع فهي من تتحكم في إصدار الأوامر وسير العمليات العسكرية والأمنية وصار العراق وشعبه بين مطرقة داعش وسندان الميليشيات مع فروق واضحة ومميزة فالمليشيات تمارس الجريمة تحت مظلة الحكومة والفتوى ومقاتلة داعش أضف إلى ذلك أنها ارتكبت جرائم أقبح  من داعش بحق العراقيين ومقدساتهم والمجال لا يسع لسردها إلا إننا نكتفي بذكر شاهد واحد هو ما اقترفته المليشيات من تمثيل وحرق للجثث وسحلها بالشوراع وقطع الأعضاء وتعذيب لم يسبق له مثيل  بحق مقلدي السيد الصرخي ، ولم تصدر أي فتوى أو إدانة أو تحريم ، بل إن تلك الممارسات كان ورائها رموز دينية ،  وجزاؤها الثناء والتكريم ، فهل أن  جرائم دواعش الميليشيات الشيعية حلال وواجب ومنقبة ؟!!!، ولماذا لم ولن تصدر الفتاوى التي تحرم جرائمها لا سباقا ولا حاليا حتى صارت المليشيات من ابرز العوامل التي مهدت لدخول داعش إلى العراق …
وبات العراق بين “داعش” يقتل ويجرم ويُكَبِّر… و”داعش” يقتل ويجرم ويرقص ، ومن المفارقات العجيبة أن هذه المليشيات تنهزم  وتفر أمام الدواعش وتتشجع وتستقوي على أبناء هذا الشعب كما أشار إلى ذلك السيد الصرخي في معرض حديثه عن مجزرة كربلاء وما جرى ويجري من جرائم على يد الميليشيات الحكومية حيث قال : ((هؤلاء الأنجاس الأرجاس ،، الجريمة والقبح والرذيلة والنجاسة والخسة تخجل منكم ومن جرائمكم ،، الخوارج الدواعش يقتلون ويجرمون “باعتقادنا يجرمون”  وهم يكبرون الله ،، وانتم تقتلون وتمثلون بالجثث وتسحلون الجثث ،،وتحرقون الجثث ،،وترقصون عليها،، أيها الغجر يا عبدة النار يا أحفاد المجرمين يا قتلة الحسين “سلام الله عليه” ،، أيها الخونة الأنجاس الأرجاس لعنكم الله ،، أيها الانهزاميِّون لو كان فيكم الخير،، لو كان عندكم الرجولة ،، لصمدتم انتم الجيش ،، وانتم قوات الشرطة ،،وانتم العساكر تتشجعون على الأبرياء على الناس المجردة على النساء على الأطفال وتنهزمون انهزام الماشية والأنعام من الذئب ومن السبع ،، تنهزمون من الخوارج تحشدون الناس والأطفال للقتال ويُقتلون وانتم تنهزمون لعنكم الله وقبحكم الله…….))