حرباً طائفية, أحرقت القلوب, وأبكت العيون دماً, و أزهقت النفوس, فبات الوجعَ فصَب, وأحل فأعترى الشجى أنين الأسى, لحرب أخذت منا الأكرمينَ.. الحرب الأهلية من المستفيد منها, ومن المتضرر, هل الجاني أو المجني عليه؟! الصراع الضاري المستمر إلى أين أوصل بنا, ومن كان وراءه, هل بعض الأغبياء من ابنا الوطن.
الحرب فكر متخلف بين أثنين أو أكثر, من القوى المتعارضة, والتي لديها صراع من أجل أهداف سياسية, أو بتعبير أخر هو نزاع بين دولتين أو أكثر, من أجل مطامع ورغبات, بات العراق ساحة لتصفية الحسابات, بين أمريكا و الأضداد, والعراقيين أصبحوا بين المطرقة والسندان, كبدائل للدول المتناحرة, يعني قتال بالوكالة.
عندما غزت أمريكا العراق, ليس من أجل سواد عيون العراقيين, بل جاءت من أجل زرع الفتنة و الطائفية, لتقسيم البلد إلى عدة بلدان, ليتسنى لهم الإطاحة بإرثه و حضارته, والسيطرة على ثرواته, لم يكتمل مشروعها و لم تتوقع في حسبانها, إنها سوف تتلقى ضربات قاسية, من قبل الفصائل المسلحة الشيعية.
انسحبت أمريكا من العراق, تخط ورآها أذيال الفشل, بعد ما لاقت كثير من الضربات لفصائل المقاومة, والتي كبدتها أكثر من (4000) قتيل في بغداد والمحافظات, رجعت أمريكا بلعبة جديدة تسمى داعش, لكن هذه المرة ليس بجنودها أو بترسانتها, بل بمعتوهي أبناء الوطن, مسيرين من حيث لا يشعرون أنهم أداة.
ليتسنى لها استكمال مشروع تقسيم العراق, الذي لم يحصلوا عليه إبان الاحتلال الأول, فمازالوا يتخبطون ويثيرون النعرات, وبث سموم الفرقة والتنازع, لكن صَد مخططهم جبل كبير فذ أشم, فكشف زيف المتلاعبين, وأكاد بهم, وأذهب بأحلامهم الوردية وأمنياتهم الواهنة, السيستاني صاحب نداء الحشد الشعبي الذي لإيجابه ولا يقهر, المسدد من الباري.
الداعي لسبيل الحكمة, على وحدة الصف, ولملمة الجراح, و زرع روح التسامح والوئام وعدم التفرقة, مكملاً احدنا الأخر, ساتر منيع, يحمي العراق, براً وبحراً وسماءً, كم جميل إن يحب بعضنا الأخر, وكم أجمل إن ننتصر معاً, وكم أفضل وأسنى وأكمل أن أقاتل واقتل من أجلك وفداءً لنجاة و حياة آخرين.
فأن أبن الجنوب والوسط, يدافع عن غربي العراق, وسوف يقاتل عن شماله, لطرد الطامعين والمغرضين, من أجل عراق واحد مستقر, لا تستطيع أمريكا ولا إذنابها المستفيدين المعتاشين على دمائنا, فاليوم بانت للحرب غايات ورغبات, وبان المخفي وظهر المستور, بعد إن اتضحت لكم الصورة.. آما آن الأوان لشعبي إن يتوحد.؟!