18 ديسمبر، 2024 3:54 م

داعش… ترسيخ لمشروع ايزنهاور

داعش… ترسيخ لمشروع ايزنهاور

بعد دخول قوات الاحتلال الى العراق عام 2003، تناقل العراقيون عبارة لوزيرة الخارجية الامريكية انذاك كونداليزا رايس مفادها، “ان امريكا تريد ان يكون نفوس العراق خمسة ملايين” مقولة تميط اللثام عن من يقف وراء  كل ما حل في العراق من دمار. يعتقد البعض ان العراقيون قصيروا النظر، ينظرون الى الامور بشكل سطحي، ونضحك على بعض العبارات، ولا نستذكرها الا بعد ان يجرفنا السيل العارم. الحقيقة ان العراقيون واعون بشكل بدأ الكثير منهم يحلل الاحداث ويناقش الامور ليقف عن الحقيقة بعينها. وهذا ما ساعد الكثيرين على تجاوز الصعاب وعدم تكرار الاخطاء نفسها.
دعونا نعود قليلا الى الوراء، البداية… كانت مع القاعدة، والكل يعرف ان القاعدة هي صنيعة امريكا، وان من جندها هي المخابرات الامريكية وروج لها، فهي تريد ان تتسيد العالم، وتريد ” لمشروع أيزنهاور”ان يخرج الى حيز التنفيذ… وكيف يمكن تحقيق مشروع بايدن بالتقسيم. كيف السبيل الى ذلك. فكانت احداث 11 سبتمبر ساعة الصفر للانطلاقة، مبرراً لها، لملاحقة القاعدة والارهاب، واعادة سيطرتها على العالم العربي، فبدأت بالعراق عام 2003م، فسرقت ودمرت وقتلت وانتهكت حقوق الانسان تحت مسمى الفاتح الذي جاء بالديمقراطية، وبعد افتضاح امرها وانكشاف نواياها… تصاعد موجات الاستنكار والاحتجاجات والمطالبات بانسحابها من العراق، وبعد شد وجذب..  انسحبت صاغرة، انسحبت وفي نيتها العودة تحت مسمى جديد، هو حماية العراق والعراقيين من الارهاب المتمثل بداعش.
المتابع لتحركات داعش وعملياتها الاجرامية، لا بد له ان يتساءل كيف يمكن لهذه المجاميع ان تتحرك على ارض هي ليست ارضها بهذه السهولة، وهذه الامكانيات المتوفرة لها ، لا يمكن بأي شكل ان يمولها افراد، انها امكانيات دول عظمى. الاسلحة والعتاد الذي وجد على ارض المعركة،  والتقنيات الحربية التي استخدمتها هي تقنيات وتكنولوجيا متطورة، المعارك التي خاضتها تدل على كادر متدرب بشكل قتالي عالي، كما اننا لو لاحظنا قامات هؤلاء الرجال كأنهما اختيروا وفق مواصفات. الامر الذي يدعونا الى ان نضع تلك الدول في دائرة الشك ونوجه لها الاتهام، ربما ليست دولة واحدة وهذا اكيد قد تكون مجموعة دول هي من تدعم الارهاب، وهي حاضنته. لا يمكن لاي عراقي واعي رجلاً كان ام امراة، ان يصدق ايضا ان الموساد الاسرائيلي ليس له موطىء قدم في كل التحصيلات الحاصلة على العراق، فهم لا زالوا متمسكين بتحقيق حلمهم الموعود … ” الارض الموعودة من الفرات الى النيل”. وخير دليل يشير اليهم، هو تدمير الاثار الاشورية التي تذكرهم بـ”بنبوخذ نصر”، تنفيساً عن حقدهم وكرههم.
المضحك المبكي، ان امريكا لا تتوارى عن تبرير افعالها الشنيعة بقصف مواقع الجيش العراقي والحشد الشعبي، ورمي المواد الغذائية والمساعدات بالخطأ الى مسلحي داعش، وينطبق عليهم القول المأثور “ماتوا من يستحون”. امريكا تقتل وتذبح بالخطأ وهي تعتذر… ماذا افعل باخطاءك يا امريكا واين اصرفها في اي بنك داعشي
 العراقيون وعوا اللعبة التي خططت لها امريكا والموساد وصنيعتهما داعش ومن لف لفها من دول الجوار، من احتراب طائفي راح ضحيته الالاف من ابناء شعبنا، وتدمير حضارتنا، ونهب ثرواتنا، وهاهم يعودون الى رص الصفوف وتوحيد الكلمة لدحر فلولكم المتبقية، بوركت سواعد الجيش العراقي، والحشد الشعبي، فلقد ملئت انتصاراتنا وجه الارض ليعود الزهو يرفرف فوق الارض العراقية.