المقدمة :
ليس من المستغرب لهذه العلاقة الأقتصادية / بين تركيا وداعش ، لدولة تأسلمت بعد أن كان يشار لها بالبنان بالعلمنة .. فرجب طيب أردوغان الأسلامي ، سلطان الأتراك الجديد ، الذي يأمل أرجاع سلطنة أسلافه التي دامت من عام 1299م إلى عام 1922م / أكثر من ستة قرون ، بداية من الخليفة عثمان الأول الذي حكم من 1299 م – 1324 م ولغاية أخر خليفة عبد المجيد الثاني الذي حكم من 1924 م – 1922 م ، أردوغان بدأ بهذا النفس العثماني ، النزق المزاج ، أردوغان النرجسي ، الذي يسكن في قصر مثيرا للجدل ( تنشغل الأوساط السياسية في تركيا في جدل واسع حول القصر الفاره ، الذي تم تشييده للرئيس التركي الجديد رجب طيب أردوغان والذي يتفوق على القصر الملكي البريطاني “باكنغهام بالاس” في لندن ، كما يتفوق على قصر الإليزيه في باريس ، إذ يتكون من ألف غرفة فارهة وتتجاوز تكلفته 600 مليون دولار .. / نقلا عن العربية نيت ) ، أردوغان الأسلامي المتشدد الذي تجمعه مع قطر علاقة هدفها الأسلمة ، قطر تقريبا المتميزة والوحيدة عربيا في الأطراء عليه ( منحت جامعة قطر الرئيس التركي رجب أردوغان مؤخرا درجة الدكتواره الفخرية ، وذلك خلال الزيارة التي قام بها مساء أمس إلى جامعة قطر بحضور أصحاب الوزراء والسفراء المعتمدين لدى دولة قطر ، وذلك وفقاً لجريدة الوطن القطرية .. / نقلا عن موقع دوت مصر في 1.11.2015 ) .
النص :
بعد حقبة أسقاط الطائرة الروسية / سوخوي 24 في 24.11.2015 ، بدأت الصورة تتوضح أكثر فأكثر حول علاقة داعش بتركيا ، وسأتناول في هذا الصدد موضوعة النفط فقط ، وسأطرح بعضا من الأضاءات كمقدمة لقراءتي للموضوع :
1. ( .. نشرت وزارة الدفاع الروسية ، فيديو يثبت تهريب نفط بكميات هائلة من معاقل تنظيم ” داعش ” في سوريا إلى تركيا ، مقابل توريد أسلحة وذخيرة . وأوضحت الوزارة ، خلال مؤتمر صحفي عقدته اليوم ، أن عائدات ” داعش ” الإرهابي من الإتجار غير الشرعي في النفط، كانت تبلغ 3 ملايين دولار يوميًا ، قبل بدء العملية العسكرية الروسية في سوريا منذ شهرين ، لكنها تراجعت مؤخرًا إلى 1.5 مليون دولار . وقال نائب وزير الدفاع الروسي ، أناتولي أنطونوف ، خلال كلمته في المؤتمر: “عائدات الإتجار في النفط ، من أهم مصادر تمويل أنشطة الإرهابيين في سوريا ، حيث تبلغ عائداتهم نحو ملياري دولار سنويا”. ) / نقلا عن موقع دوت مصر . 2. وفي موقع الوطن بتأريخ 2.12.2015 ، جاء مقال بعنوان ” أوباما أكد كلام روسيا بشأن بيع النفط الداعشي في تركيا والبنتاغون يناشد موسكو عدم استخدام صواريخ «جو-جو» لضرب طائرات التحالف ” ( بعد الجهود التركية المستميتة لدفع اتهامات روسية المؤكدة بشأن بيع النفط الداعشي داخل الأراضي التركية وتسهيل أنقرة مرور ذلك النفط عبر أراضيها ، جاءت التأكيدات هذه المرة على لسان الرئيس الأميركي باراك أوباما ، عندما قال: إنه لا يزال هناك بعض الثغرات التي يستغلها إرهابيو تنظيم داعش على الحدود السورية التركية ، لإدخال مقاتلين أجانب وبيع النفط ، مكذباً حليفه التركي الذي حاول أن يوهم الرأي العام العالمي بعدم صحة هذه الحقائق . وقال أوباما : إنه أجرى محادثات أكثر من مرة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن القضية ، في وقت دعا فيه روسيا وتركيا إلى التركيز على العدو المشترك وهو داعش .. ) .
3 . ( أكد العميد حسام العواك ، الذي يترأس جهاز استخبارات تابع لما يُعرف بـ«الجيش الحر» ، لوكالة «سبوتنيك» الروسية ، أمس ، بأنهم يملكون صوراً لعقود وقعها الجانب التركي لشراء النفط من تنظيم «داعش» الإرهابي ، مشيراً «إنه منذ بداية الأزمة في سورية في عام 2011 ، تقوم تركيا بدعم المتشددين الإسلاميين والإرهابيين ، بكل أنواع الدعم ضد الجماعات المعتدلة ، وبسؤاله عن حقيقة قيام تركيا بشراء النفط من تنظيم «داعش» ، قال : «لدينا صور عن عقود موقعة من الجانب التركي بخصوص شراء النفط من «داعش» لدينا صور في ما يتعلق بدخول سيارات تويوتا اشترتها قطر ، وتحمل لافتة مكتوب عليها الغانم ، دخلت سورية عن طريق تركيا ، وكذلك سيارات مصفحة يتنقل بها قادة التنظيم المتشدد » . وقال: «لاحظنا أن هناك دعماً يأتي للفصائل الإسلامية المتطرفة من قبل تركيا قبل ظهور «داعش» هذا الدعم كان يمر عن طريق جبل قرصاية ، بالقرب من بوابة السلام على الحدود التركية ـ السورية». وتابع: «المخابرات التركية استغلت عبور هذه الصفقات التي كانت تتم مع الفصائل المتطرفة بشكل آخر ، حصلت بموجبها على تسهيلات من جانب الفصائل المتشددة ، لسرقة المصانع والمعامل في مدينة حلب لمصلحة شركات تركية». وأشار العواك إلى أن «جماعة الإخوان المسلمين في سورية» ، كانت تشرف على هذه التنظيمات وتنسق معها ، لإنهاء «الجيش الحر» والجماعات المعتدلة ، مؤكداً أن «هذه وقائع حمّلنا رئيس الاستخبارات التركية آنذاك هاكان بيدان المسئولية قدمنا الأدلة لأصدقائنا في المنطقة ودول العالم ، لكن الرئيس التركي أردوغان مصرّ على دعم التطرف والفصائل المتأسلمة والإرهابية. ) / نقلا عن موقع البناء .
4. ( .. ومن جملة الاتهامات التي تلاحق تركيا بدعم تنظيم “الدولة الإسلامية” ، والمعروف اختصارا بـ”داعش” ، كون الحكومة التركية تدعم التنظيم عن طريق تحويل عدد كبير من المخزون النفطي في كل من العراق وسوريا إلى السوق السوداء في تركيا ، ومن ثم إلى السوق العالمية . هذه الاتهامات أتت أيضا من مسؤولين عرب ، حيث قال النائب العراقي والمستشار السابق للأمن القومي العراقي ، موفق ربيعي ، إن “داعش” قام بجني ما يناهز 800 مليون دولار ، بعد بيعه للنفط في السوق السوداء التركي ، والذي يتم استخراجه من سوريا والعراق ، ويمر عبر الحدود التركية ، ثم يباع بنصف ثمنه مقارنة مع السعر العالمي .. ) / نقلا عن موقع هسبريس – الثلاثاء 01 .12. 2015 .
القراءة :
أتبعت هذا النهج في توثيق بعضا من كل ماورد في هذا الصدد ليكون القارئ على دراية بما يجري على أرض الواقع من أحداث وتطورات .. فليس من المنطق أن تبقى تحالفات تركيا كما كانت بعد أسقاط طائرة السوخوي – 24 ، وهذا الأمر سيقود الى تحالفات جديدة ، خاصة بعد التأكد تماما من عملية شراء تركيا للنفط من داعش بناقلات على شكل قافلات ، الأمر الذي سيحرج حلفاء تركيا ، ومن ثم سيغير حساب التحالف معها بحسابات أخرى ، من حيث أنها تقدم عونا ماليا الى تركيا قيمته مئات الملايين من بيع النفط لها وبأسعار رمزية ، يقابله تسهيل أمر الجهاديين لدخول سوريا عبر الحدود التركية ، وأن عملية تغيير التحالفات أمرا ليس بغريب عن الدول فهذه مثلا الأمارات ، تكسر طوق تحالفها مع السعودية بخصوص عملية أسقاط الطائرة الروسية وتصرح ، وعلى لسان وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد ، ( .. أدان وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان ، حادث إسقاط تركيا للمقاتلة الروسية سوخوي “سو- 24″، واصفًا إياه بأنه “عمل إرهابي”. وعبر بن زايد في ختام اجتماعات للجنة الإماراتية الروسية المشتركة في أبو ظبي عن “استنكار الإمارات للأعمال الإرهابية التي شهدتها كثير من الدول في الآونة الأخيرة ، خاصة الطائرة الروسية التي سقطت فوق سيناء ، وحادثة إسقاط المقاتلة العسكرية الروسية في سوريا”. ) / نقلا عن موقع البوابة في 1.12.2015 . من جانب أخر جاء تصريح العميد حسام العواك ، الذي يترأس جهاز استخبارات تابع لما يُعرف بـ«الجيش الحر» ، الذي كان شبه متطابق مع الرواية الروسية حول بيع داعش للنفط لتركيا ، أرى لو تأكد الأمر لحلفاء تركيا لقاد الأمر الى مرحلة ما يسمى ب ” فض الحلفاء ” لتركيا ، أن وضع تركيا سوف لا يبقى كذلك ، خاصة أن الجيش التركي الذي يقف مضادا لموقف أردوغان ، حيث كتبت جريدة العرب الألكتروني في 23.9.15 مقالا بعنوان ” أحلام أردوغان الأمبراطورية تستفز علمانية الجيش التركي ” جاء فيه ( .. ولم تتوقف موجة الانتقادات التي وجهت لحكومة أحمد داودأوغلو بخصوص المتظاهرين فقط ، بل عبر الجيش التركي في أكثر من مناسبة وبأشكال مختلفة عن امتعاضه من سياسة أردوغان تجاه الجيش وموقعه في الاجتماع السياسي التركي تاريخيا . هذا التململ في صفوف الجيش التركي يعكس ، حسب مراقبين ، تحركات داخل المؤسسة العسكرية التركية لها نزوع نحو التموقع السياسي داخل المشهد بشكل عام .. ) ، وهذ دليلا أن الجيش بدأ يضجر من أرادة أردوغان السلطوية ، وللجيش أوليات ماضية حول رفض دور وسياسة حزب أردوغان ” العدالة والتنمية الحاكم ” فقد جاء في موقع مغرس بتأريخ 19.06.2009 ما يلي ( .. قال مسؤولون أتراك إن قائد الجيش التركي التقى على نحو غير متوقع مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ، في وقت زاد فيه التوتر بين الجيش وحزب العدالة والتنمية الحاكم بشأن ” مؤامرة ” مشتبه بها لزعزعة استقرار الحكومة . وكان رجب طيب آردوغان قد دعا السلطة القضائية المدنية والعسكرية للانتهاء بسرعة من تحقيق بشأن تقرير نشرته صحيفة طرف يقول إن الجيش أعد خطة سرية لمنع حزب العدالة والتنمية وحركة الداعية الإسلامي فتح الله غولن من تدمير النظام العلماني لتركيا واستبداله بدولة إسلامية .. ) . أني أرى أن الجيش سوف لن يقف مكتوف الايدي وبلا رد فعل تجاه سياسة أردوغان غير السليمة والمتأسلمة في المنطقة ! ومن المؤكد أن أبتعاد حلفاء تركيا عن أردوغان / أن حصل ، سيزيد من أحتمالية خلق جوا ملائما للبدأ بحركة عسكرية تعمل على تصحيح الوضع في سياسة تركيا الداخلية والخارجية وبنفس الوقت تعمل على أقصاء أردوغان عن السلطة ! .