23 ديسمبر، 2024 5:27 م

داعش تحجر وخرافة

داعش تحجر وخرافة

-1-
قرأنا في كتب التاريخ :

ان رجلا سأل عبد الله بن عمر قائلا :

أصاب ثوبي دم بعوضة ، فلم يمهله (ابن عمر) حتى قال له :

من أين الرجل ؟

قال :

من العراق

قال ابن عمر :

تقتلون الحسين وتتحرجون من دم بعوضة ..!!

فذهبت هذه القضية مثلا .

-2-

واليوم قرأت في بعض الصحف خبراً يقول :

إنّ ” داعش ” في الموصل ألزمتْ محلات بيع الألبسة النسائية ان تستر وجوه الدُمى التي تعرض الملابس النسائية ..!!

-3-

إنّ اظهار المرأة لوجهها وكفيها مما أباحته شريعة الاسلام ، بل إنّ تغطية وجه المرأة حال الإحرام يعتبر من المحرمات .

فاذا كان هذا حال ” المرأة “، التي قد تكون بالغة الجمال ومثيرة للغاية ، فما هو محل الدُمى من الاعراب ؟!!

انها السخافة بأجلى صورها …!

وانها الخرافة التي تريد اشاعتها داعش …

ولا حول ولا قوة الاّ بالله العلي العظيم .

-4-

إنّ اهم ما شددّت عليه شريعة الاسلام أمران :

الدماء ، والفُرُوج ، وأوصت فيهما بلزوم الاحتياط .

قال تعالى :

( ومن يَقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب عليه ولعنه وأَعدَّ له عذابا عظيما ) النساء /93

وقال سبحانه أيضا:

( مَنْ قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا )

المائدة / 32

وقد روي عن الرسول (ص) أنه قال :

{ قتال المسلم أخاه كفر }

وروي عنه أيضا قوله (ص) :

( قَتْلُ المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا)

راجع الجامع الصغير في أحاديث البشير النذير

للسيوطي ص455

أليس عجيبا ان يكون القتل العمدي هو اللعبة المفضلّة لعصابات داعش المستهينة بالارواح والانفس والمتعطشة حد الجنون للقتل والابادة والتفجير والتفخيخ ،والمقترفة مع سبق الاصرار – جرائمها الدموية خلافاً لكتاب الله وسنة نبيّه (ص) وبدم بارد وطبع جامد ، وهي تنسب

نفسها الى الاسلام وتعلن دولتها باسمه ، وهي التي لاتكف ولا تتوقف عن انتهاك حرماته ، وتجاوز خطوطه الحمراء بكل وحشية وهمجية ؟!!

-5-

ومثيرة للغاية ايضا مسألة الإمعان في استباحة الفروج والاعراض ، وما (جهاد النكاح) الاّ العنوان الأبرز للدناءات الاخلاقية والاعتداءات الجنسية الفظيعة بتبريرات شيطانية خرافية …

-6-

إنّ محاربة الدواعش ليست دفاعاً عن الاوطان فحسب ، وانما هي دفاع عن الاديان وعن الأخلاق وعن كرامة الانسان .

-7-

وهذا المعنى ملحوظ عند الجميع ، فلقد شهدنا الكثيرين ممن لبوا نداء المرجعية العليا وسارعوا للالتحاق ” بالحشد الشعبي ” وهم من الشيوخ لا من الفتيان ولا من الشبان .

انهم يذكروننا بالشيوخ من اصحاب الحسين (ع) الذي قاتلوا بين يديه عصابات الظلم والتمرد على القيم الاسلامية والانسانية كلها .

-8-

والذين استشهدوا من أبطالنا في منازلتهم الساخنة للدواعش ما هم الاّ الوجبات الجديدة من شهداء الطف في فصولها الراهنة .

ان معركة الامام الحسين (ع) مع يزيد مستمرة دون توقف ..

وهي معركة مقدّسة ينتصر فيها الدم على السيف ويلعلع فيها الشمم والإباء والفداء مُنزلاً بالقوى الغاشمة الظالمة كل ألوان الصغار والاندحار …

وصدق الشاعر حين قال :

موّن الدين بالخلود حسين

وبلالائه استنار العبادُ

فدماء الحسين أَرُسَتْهُ صرحاً

وهي من شامخ البناء عمادُ

وبطولات كربلاءَ نشيد

كلَّ يوم لحونُه تُستعاد

لونّ الطفُ صفحة الدهر ألوانا

وللظالمين منها السوادُ

*[email protected]