19 ديسمبر، 2024 3:03 ص

داعش تتحدى شريعة الله

داعش تتحدى شريعة الله

يعتقد تنظيم داعش الارهابي ان بأستطاعته تغير طبيعة المجتمع البشري بما فيها الانظمة والحكومات والقوانين والشرائع لذا فمن الناحية الفكرية والفلسفية فأن هذا الكلام هو ضرب من الجنون بل ابعد منه لأن الحضارة قامت وفق تسلسل زمني ثابت اسست من خلال قوانين وشرائع ومبادىء ودساتير غير قابلة للانكسار والاندثار …..
فبرغم معاناة الحضارة البشرية منذ ولادتها ولحد يومنا هذا بداية بالحروب والثورات والانقلابات والكوارث والمجاعات التي هزت دولا وامما بأكملها لم يحصل هنالك تغير على خارطة هذه الحضارة نعم ازدهرت الثقافة والعلوم والفنون وارتفعت الاحجار وقوالب الفولاذ عاليا كي تصنع ناطحات سحاب وتطورت التكنولوجيا بكل جوانبها وفروعها على نحو لا طبيعي يقف امامه العقل البشرية بذهول لكن بقيت الاسس والدعائم التي قامت عليها البشرية في محلها ثابتة فلكل مجتمع انساني صفات خاصة به ولكل شعب عقيدة ومنهج معين ولكل دولة قانونها حتى الطبيعة الساحرة التي تمتلكها مساحات شاسعة من الكرة الارضية بقيت على حالها خضراء رغم الفيضانات والاعاصير والثلوج والبراكين …..
اليوم داعش تتحدى كل هذا اذا فالمنطق يقول ان من يتحدى الحضارة على اعتبار انها تمثل ( الكل ) اي كل شيء واي شيء على سطح الارض وليس ( الجزء ) الذي يمثل شيئا معينا معنى هذا ان داعش تتحدى شريعة ومشيئة وارادة الباري عز وجل خالق الكون …..
فالارهاب هو معادلة مثلها مثل الكثير من المعادلة كالاقتصاد الحر او الرأسمالية او البوهيمية او العلاقات الدولية وما اكثر المعادلات اذا تم تصنيفها اذن معادلة الارهاب تكمن في التخريب ونشر الترهيب ومحو مبادىء الديمقراطية لكن الارهاب الذي ينتهجه داعش لا يخضع لاي معادلة لأنها خلقت من العدم واللاشيء …..
فالكل امام داعش متهمون بما فيها الارض والاشجار والثمار حتى الرضيع بالنسبة لهم متهم يجب محاكمته بالحديد والنار فكل شيء عدو لداعش ويجب ابادته …..
فأذا ما كنت افريقيا او كرديا او امريكيا او مسلما او مسيحيا او سنيا او شيعيا كل هذا لا يهم فالهوية والجنسية لا اثر لها في قاموس داعش ولا اللغة والقومية والعرق ولون البشرة …..
ما دمت انسانا اذا انت عدو داعش هذه هي المشكلة من يعيش هنا في كردستان او في لاس فيغاس او في الاسكا فهو مهدد بالانقراض على يد داعش اذا كل الحروب قامت وفق اسس لكن حرب داعش لا طائفية ولا مذهبية ولا تكنولوجية ولا عرقية ولا ثقافية ولا اقتصادية بل هي حرب العدم منه واليه حرب اللاشيء منه واليه …..
تبقى الانسانية الضحية الوحيدة لكن حربين عالميتين لم تغيرا هذه الحضارة امن المعقول ان تغيرها داعش اذن في هذه الحالة ما حدث قبل الان في صفحات التأريخ سيذهب هباءا وسنكون امام كذبة اسمها الحضارة …..
لكن قدر الانسانية ان تضحي فمثلما هي قبل الان مثلت دورت الضحية فاليوم تمثل دور الثورة هكذا كانت البشرية تعيد خارطتها الفكرية والفلسفية ما ان تواجه الخطر لأن الحضارة ولدت من اجل الانسان وستبقى للانسان مليئة بالمحبة والسلام والوئام رغم الالم والوجع والحزن تبقى جوهرة الكون …..

أحدث المقالات

أحدث المقالات