الغرب وبمساعدة العرب في طريقه لصناعة ايدلوجيا جديدة ستطغى على الجزيرة العربية عقودا من الزمن كما طغت عليها الحكومات الاستبدادية المتمثلة بصدام والقذافي ومبارك وطويل العمر وستكون هذه الايدلوجيا مصاصة للدماء ومتحجرة ومتخلفة وفي ذات الوقت ترسم صورة جديدة لاسلام ارهابي امام العالم اجمع بعد ان فشلت القاعدة في جعل الاسلام الارهاب الاول في العالم لانها جوبهت برفض العديد من الدول الاسلامية وغير الاسلامية وانزوت في جبال افغانستان …اما اليوم فداعش تصول وتجول في المدن بعيدا عن الكهوف والسهول والهضاب والجبال التي اعتادت على سكنها حركة طالبان في افغانستان وتحضى اليوم داعش باعلام مناصر من طراز عالي فعندما كان اسمة بن لادن زعيما للقاعدة لم نراه يصلي علانية وامام الاشهاد كما يفعل البغدادي اليوم والسبب واضح جدا وهو ان داعش لازالت الورقة الجديدة والفتية التي تلعب بها امريكا في الشرق الاوسط وبعد ان تحترق هذه الورقة سوف لم نرَ زعيما داعشيا يظهر للعيان ..ان الغرب يتفنن ويتقن صناعة الحركات الارهابية المتطرفة معتمدا بذلك على كم هائل وتراث مملوء بعبوات ناسفة للفكر والتعقل والمعرفة ومطاطية كبيرة وتأويل لايات القران ومواقف النبي محمد والخلفاء ,,تبذل اليوم جهود من قبل الكثير من الباحثين لدراسة كيفية القضاء على الفكر المتطرف وتجفيف منابعة التي تساهم في ضخ دماء جديدة وتشويه ارواح بريئة لم يخلقها الله للقتل والقتال ولكن البيئة المتطرفة هي التي تصنع مثل هكذا ارواح ,,اذا لم نعالج الماضي فلايمكننا ان نعيش بالحاضر ولايمكن ان نتأمل خيرا في المستقبل لان أي رؤية استشرافية لما جرى ويجري سوف تكون واضحة جدا حيث لازالت كبرى المدارس الدينية مثل الازهر ومشايخ السعودية تكفر الاخر الذي يختلف معها وهي بذلك تعطي فرصة ذهبية للغرب لادامة الصراع الطائفي معتمدة بذلك على هذه الافكار التي يقدمها الازهر وال سعود ومشايخهم اننا اليوم بأمس الحاجة الى العودة الى الذات والى فطرة الله التي فطر الناس عليها والى استنطاق العقل والمنطق وتحكيمه في كثير من الامور الخلافية بدلا من تحكيم لغة المفخخات والعبوات والاحزمة الناسفة ,,ان التعايش مع الاخر والقبول به مبدأ تتحدث به كل الامم والشعوب بدلا من لغة الاقصاء والتهميش والاستئثار بخيرات الوطن لصالح جهة معينة او حزب معين او توجه معين في المجتمع اننا اذا لم نشيع روح التسامح والمحبة وقيم الخير والالفة التي زخرت بها الايات القرانية والاحاديث النبوية ولكن بفعل فاعل غيبت هذه الاحاديث ولم تجد الوقت الكافي لتنمو في عقول وعواطف الامة الاسلامية وبالمقابل فقد نمت بذور العنف والتطرف وسقيت بسيل عارم من المياه الاسنة التي انحدرت من تاريخ مليء بالصراعات المغطاة بغطاء ديني في حين ان الحكام انذاك هم اهل دنيا وقد نجحوا في استخدام الدين من اجل الوصول الى مآربهم الدنيوية ولاحاجة لذكر الامثلة فالعصر الاموي والعباسي زاخر بها . اننا اليوم نرى العنف يتحرك في كل شيء والناس تجتره بلا ملل بل تعيش معه وهو اصبح جزء لايتجزء من ثقافة الاطفال والشباب والنساء ودوام هذه الثقافة واستمرارها تعطي فرصة كبيرة لمن يريد ان يذكي الطائفية والعنف لان ثمة بيئة زاخرة ومملوءة ومهيئة لكل من يريد ان يعبث بهذه الامة ويجعل ابنائها شيعا يتقاتلون من اجل الماضي ويضيعون الحاضر والمستقبل.