19 ديسمبر، 2024 3:33 ص

تتجه الانظار الدولية و الداخلية نحو عمليات تحرير مدينة الموصل من تحت سيطرت (داعش) الجاثم على صدرها لأكثر من سنتين وسط استعداد القوات المتعددة بأسمائها الدولية و المحلية للاعلان عن بدء العملية و تتكاتف الجهود السياسية لوضع خارطة الطريق لهذه المدينة التاريخية العريقة لما بعد التحرير ايماناً من هذه القوى السياسية بأنها مرحلة صعبة للغاية و انها على يقين بأن بداية العملية تعني نهاية هذا التنظيم الارهابي عسكرياً لعدم قدرتها مواجهة هذا الحشد العسكري المتعدد و المتنوع من مختلف الاتجاهات و الاسلحة المتطورة التي ستستخدمها ضد الارهابيين اذن داعش على حافة النهاية العسكرية و بتحرير الموصل تذهب احلامها ادراج الريح باستمرار دولتها التي كانت تملك كل مقومات الدولة من الاقليم و الشعب و السلطة على الرغم من آلياتها في ممارسة السلطة و السؤال الذي يطرح نفسة هل ان تحرير الموصل تعني اقتلاع داعش من الجذور برأينا المتواضع ان داعش تعلم انها لاتقدر على المقاومة بالرغم من استعداداتها العسكرية من حفر الخنادق و الانفاق و زرع المتفجرات و القيام بالاستعراضات العسكرية بين الاهالي والتحضير لحرق النفط الاسود اضافة الى الماكينة الدعائية التي تمتلكها و تبنى على الاوهام الانتصارات و ضعف اعداء دولتهم و من الجانب الاخر فانهم قد استعدوا لمرحلة بعد الموصل و انهيار دولتهم و فقدان كل عناصر القوة و التمكين حيث انهم عملوا طيلة فترة سيطرتهم على اعداد الفكر المتطرف و غرسها في العقول و فتحوا معسكرات لتدريب مقاتليهم على انواع الاسلحة و القتال بشتى الصنوف و كيفية استخدام العلم و تكنولوجيا الاتصال بعيداً عن الملاحقة الامنية و تهيئة العناصر الخاصة للانتحار (الاستشهاد / بتعبيرهم) و تمكنوا من تربية اعداد لابأس بهم و خاصة من الاطفال و الناشئين على منهجهم المتطرف و رسموا صورة من ليس معهم بأنهم اعداء الله و انهم الوحيدين الباقين على سنة الله و رسوله (ص) ناهيك عن كميات الاسلحة و الذخيرة التي تمتلكها هذا التنظيم و خاصة انها ليست في مخازن خاصة لتعبئتها بل انها في ايدي شريرة و ان الذين لطغت اياديهم بدماء الابرياء و لعبوا دوراً مهماً معهم طيلة الفترة السابقة لايمكن جردهم من الفكر الداعشي اذن المهمة و المسؤولية كبيرة لما بعد التحرير لأن الفكر المتجذر في عقول هؤلاء لايمكن التخلص منه بسهولة بل تحتاج الى برامج تربوية و دينية تستغرق أعواماً لأن وجود هذا الفكر اصلاً مهدت الطريق امام هذا التنظيم للسيطرة على الموصل وسط اهازيج و ترحاب العديد من الاهالي عند دخولها و من الجانب الامني تزداد خطورتها حيث ستتحول الى الخطة (ب) و هي حرب الذئاب المنفردة الشاردة في المناطق النائية و الصحراوية و الى التنظيم الهرمي و ايقاض الخلايا النائمة بعدما اعدت لها و تعود الى سابق عهدها للتفجيرات بعبوات ناسفة و سيارات مفخخة و الانتحاريين بأحزمة ناسفة و السطو المسلح على البنوك و المباني الحكومية و التجارية في سبيل عكر صفوة الحياة و خلق بيئة غير آمنة لان السواتر العسكرية و الجبهات لم تعد لها فاعلية و تأتي دور القوات الامنية الى البروز .
فبدون شك المرحلة القادمة صعبة من الناحية السياسية و الامنية و الفكرية لأن داعش لاتنتهي بالعمليات العسكرية لذا نقترح :-
1. وضع برامج تربوية لكافة المراحل من رياض الاطفال الى الجامعات لمحاربة الفكر المتطرف و كيفية غسلها و اعادة المياه الى مجاريها بعدما لوثها التنظيم الارهابي .
2. الاهتمام بوعي المواطنين من الناحية الامنية و الثقافية عن طريق الاعلام و منظمات المجتمع المدني و تفعيل دورهما في المجتمع الموصلي و كيفية التعامل مع الاجهزة الامنية في ملاحقة الارهابيين .
3. تعامل الحكومة الاتحادية العراقية و المحلية لمحافظة الموصل على اساس المواطنة مع جميع شرائح المجتمع دون تميز على اساس الدين و القومية و الطائفة و لاستفادة من تجارب الماضي المرير .
4. عدم فسح المجال لعمليات الثأر و الانتقام بين الاهالي لانها ستولد العنف و الارهاب يستفيد .5. تكثيف الجهود الامنية من قبل الاجهزة المعنية بحفظ الامن وفق الاليات الحديثة و المعايير الدولية و حماية حقوق الانسان و الحريات العامة .

أحدث المقالات

أحدث المقالات