داعش الماركة المسجلة باسم ذلك التنظيم المنشق عن القاعدة وهو اختصار لاسم الدولة الاسلامية في العراق والشام سابقا ، الدولة الاسلامية اليوم والذي ارتكب فضاعات بحق الإنسانية واستحق ان يوصف بأنه الخنجر في خاصرة أي مشروع ثوري ضد الاستبداد بما يمارسه من احترافية في الإجرام المغلّف بالدين لتشويه صورة الثورات التي انطلقت في المنطقة ..
واذا ما تتبعنا ما يصدر عن هذا التنظيم من اصدارات اعلامية عن طريق مؤسسة ( الفرقان ) وكيف يجاهرون ويتفاخرون بممارسات تقشعر لها الابدان ترتسم لدينا الصورة النمطية المعتادة عن الارهاب وممارساته الوحشية أيا كانت مبرراتها …
كل ذلك ليس بمستغرب عن هكذا تنظيم ولكن عندما تصدر هكذا ممارسات عن جهة حكومية وظيفتها حماية الانسان العراقي بعيدا عن اي اعتبار اخر والحفاظ على كرامته فهنا يقع الاستغراب .. وانا اشاهد مقاطع الفيديو التي تنُشر لما يُسمى الجيش العراقي ومن معه من ميليشيات وكيف يمارسون ابشع انواع الارهاب بحق الناس وكيف تُهدم الدور على ساكنيها وتُدك المدن دكا بالصواريخ ازددت يقينا انه لا يعدو كونه مجموعة عصابات وحشية اتخذت من السلطة درعا لها لتمارس ارهابها الاعمى وتترجم حقدها الغائر على ارض الواقع ، فكيف لجيش يزعم انه للعراق والعراقيين جميعا أن يستبيح الحرمات والدماء بصورة وحشية ؟؟ كيف لجيش يفترض ان يكون الملاذ لكل مظلوم أن يحرق الجثث ويعدم المدنيين ويحرق جثثهم بدم بارد ويُقطــّع رؤوس البشر ويتراقص جنوده على اشلائهم ويتفاخرون بذلك منتشين بعبارات طائفية تنم عن حقد دفين ؟؟ كيف لاجهزة الامن ان تقوم بالاجهاز على سجناء وتقتلهم في سجونهم كما حدث في ديالى ، او تقوم بتصفيتهم اثناء نقلهم من سجن لآخر ؟؟
عندما تعدم السلطات ٢٥٥ معتقلا بضمنهم صبية لاسباب طائفية كما تقول منظمات حقوقية دولية معنية بحقوق الانسان يجب ان نتوقف هنا يا من تدعون الديموقراطية وحقوق الانسان !!
كل تلك الممارسات تعيد انتاج داعش بمصانع حكومية وغطاء رسمي دون حسيب او رقيب.
حين تخرج نائب في البرلمان لتقول علنا أطالب بقتل سني مقابل اي شيعي يُقتل فلا تنتظر ان تشهد عراقا آمنا ..
فمن السهل ان تميز داعش بنسختها النمطية ولكن كيف بداعش باصدارها الحكومي؟؟
التحشيد الطائفي والخطاب المتشنج الذي يحمل بطياته تراكمات تاريخية وضغائن من نفوس مريضة لا يُنتج الا كداعش واخواتها على اختلاف انتماءاتها ..
المشكلة في العراق اصبحت مجتمعية وآفة الانزواء الى الطائفة اصبحت غائرة في النفوس وتهدد التعايش السلمي والأمن المجتمعي هذا إن بقي هناك سلم وأمن وتعايش !!
فقد لا يكون مستغربا ان تستمع لشخص عادي يتحدث بنبرة عاطفية تظللها الشعارات الدينية المذهبية ولكن المستغرب عندما تخاطب شخصا يدعي انه مناصر للدولة المدنية ويتبنى الالحاد وحين يحتدم النقاش تتجه بوصلة آرائه الى الطائفة في مشهد يؤشر عمق الاشكالية التي نعيشها وحالة الانفصام الموجودة في المجتمع ، ازدواجية جعلت الكثيرين يرون في جرائم مرة مشروعة ومرة ارهابا تبعا لمن يقوم بها والطائفة التي ينتمي لها ..
ربما نحن بحاجة لاطباء نفسيين يصفون لنا علاجا لما تبقى من انسانيتنا المفقودة والتي ذُبحت بقاياها في بلد ساهمت كل الاطراف في تفتيته وتقطيع اوصاله حتى غدا أثرا بعد عين .. فلك الله يا عراق .