الوضع جدا خطير , وخطير للغاية .. وعمليات بغداد تكذب بتفسير ما يحصل .. أو من يوصل الرسالة, يوهم قادته في بغداد , بأن الوضع تحت السيطرة , مثلما يحدث في الرمادي .. فداعش وصلت منطقة الحوز , وهي مركز المدينة ..وميليشيا الخزعلي لا تقوى عن صد هجوم شرس , وقع في منطقة الملعب الليلة الماضية.. وقصف عنيف يجتاح حي التأميم , وسط تواجد كثيف من ثوار العشائر العربية التي أنتفضت , ضد سياسة رئيس الوزراء .. مع نزوح جماعي لاحياء الرمادي , بأتجاه طريق سامراء , ذلك أن الطريق الدولي بأتجاه بغداد معطل تماما .. وهراء ما تتناقله, قناة العراقية في تايتلاتها , عن فرحة سكان منطقة البو بالي بعودة نازحيها , بعد تحريرها , أو عن هروب علي حاتم بزورق ..أفلا يكفي سخرية .. فعسكريا هذه المنطقة , لا زالت تجري فيها , كر وفر ..ومعتوه من يتوهم أن النصر سيكون لصالح الحكومة أو ثوار العشائر المنتفضة .. ذلك أن الوضع في الانبار متأزم ومعقد للغاية.. فخسائرنا فاقت الالفين , وجرحانا في وضع لا يحسد عليه , وأسرانا , بعضهم في قبضة داعش , والبعض عند ثوار العشائر .. وما زال الوضع سجالا ..
كما أن داعش فرضت سيطرتها على المسيب , بل هي في قبضتها .. ولا داعي للمزايدات والدعايات الانتخابية .. في الليل, ترى داعش بأسلحتها , تتجول بحريتها .. وأصوات من الاسلحة الخفيفة نسمعها عن قرب ..لا جيش ولا أجهزة أمنية , فمسؤولي القضاء بعيدون مع حماياتهم , والشعب تحرسه عين البارئ عز وجل ..والخشية , أذا ما أنضم الى داعش , من يضمر للحكومة الضغينة , أو من أعتقل أباه أو أخاه وفق المادة أربعة .. فتلك طامة كبرى .. بمعنى أذا ما أستمر الحال هكذا لاسبوع أخر , فأننا سنرى الداعشيون أمام بوابات بغداد , وليعلن بعدها ,الوكيل الاقدم لوزارة الداخلية وناطقها المحبوب , أن الوضع مسيطر عليه .. أذن ,نحن يا سادة , أمام وضع لا يقل خطورة عن الانبار.. وهناك من مسؤولي الجيش والاجهزة الامنية , من يكذب أو يتستر على من في الاعلى ..ولا أدري , الى متى نبقى في هذه الفوضى , ووزراء حكومتنا ونواب برلمانها , منشغلون بما يعتقدونه , الاهم , من دخول داعش أمام بوابات بغداد..
المصيبة تكمن في من يمسك بالملف الامني والعسكري .. فهؤلاء , أما أن تعبوا من هذا الوضع اليومي المأساوي , وتركوا الامور لغيرهم من لا يمتلك الخبرة والدراية بالامور العسكرية .. أو هم من يسمح للجماعات المسلحة , مقابل عمولات وهبات , أن تضرب مناطق في بغداد والمحافظات , لجعل المواطن العراقي في حيرة وضعف أكثر, وهو المرجح قطعا .. ذلك أن السياسي العراقي , بحاجة الى هكذا وضع متردي , ليبعد فشله وعجزه , في تقديم كل ما هو أيجابي وصالح لهذا المواطن .. الايام الاتية صعبة ومثيرة , لو لم تعالج الحكومة تلك الاوضاع الخطيرة , ذلك أن داعش لا تفهم لغة الحوار , عندها نقرأ على العراق السلام..