23 ديسمبر، 2024 10:26 ص

داعشٌ في العراق … فهل من ناصر؟

داعشٌ في العراق … فهل من ناصر؟

طواغيت استولوا على عتباتنا المقدسة فأنشأ كل منهم امبراطورية خاصة به وجيش من التابعين الذين يفعلون ما يؤمَرون رجاء الدينار والدرهم .
 اقتطع كل منهم قطعة من الصحن الشريف بلا خجل من ابن بنت رسول الله ولا وجَل , ليفرقوا امر الامة عملا بمبدأ فرّق تَسُد الذي يدّعون انه مخطط صهيوني ماكر .
واصبح لكل طاغوت أذان و صلاة و جماعة , فالدين عندهم مجرد بضاعة .   
 استحوذ بعضهم بجبروته على الحرم الطاهر… وظنوا انهم ابناء الله لن يطالهم احد ولا تهز عروشهم صرخة ثائر.
لكنهم نسوا ان قبر الحسين ملك محبيه , كل محبيه برجالهم ونساءهم , امتلكوه بتضحيات الاجداد الذين قطّعوا ايديهم رجاء لحظة واحدة من الوقوف بحضرته.
ورثوه من الامهات اللواتي قدمن فلذات اكبادهن على درب الحسين عن رضاً وقرة عين ,
مادام هذا القبر قائما يحتضن اوجاعهن كلما اشتد بهن الشوق للمغيّبين من الابناء , ففي كل خطوة اليه رثاء .
فراعنة تطاولوا على الصلاة , تطاولوا على الدعاء , وعندما أَمِنوا العقوبة تطاولوا على النساء .
عاشوراء الحسين هذا العام كانت سبياً حقيقيا في وضح النهار , ولكنه سبي لنساء الانصار , فقد غلّقوا ابواب الصحن بوجه النساء وقالوا “ان لا يدخلنّها اليوم عليكم مسكين ”  فركضة طويريج لم يُعِدّ لها العدة من تنعّم باموال الوقف من المتخمين , لهذا قرروا ابعاد نساء المسلمين وخالفوا وصية علي ع : رفقا بالقوارير , ليغطوا على فشلهم وتخبطهم وسوء التدبير .
نعم غلقوا ابواب الصحن الشريف وتركوا النساء المفجوعات تتعثر احداهن بدموع الاخرى , في صراخ وعويل وهتاف يقض مضجع ضميرهم العليل :
( جينا نعزّي فاطمة … والبيبان مسدودة )
 ومعظمهن جئن من جنوب البلاد وقد قطعن مئات الكيلومترات رغبة في مسح دموعهن بشباك الضريح عسى ان يتقبل الله مواساتهن لسيدة النساء , ولم يعلم ذوو الكروش المتخمة انهن جمعن مايمتلكن من مال املا في الحضوة بخطوة فزع كما فزعت بنت علي حينما اُحرِقت الخيام ليشاركنها المصاب .
نعم في كربلاء , في عاشوراء هذا العام حُرٍمت النساء من دخول الحرم , كي يقال عن سارقي العتبة انهم اصحاب ذمم نجحوا في تنظيم الجموع , والله يعلم انهم لكاذبون .
وعندما غزت افكارُ داعش افكارَ من اتخذناه اماما , جعل من حلال الله حراما , ومنع النساء من زيارة الحسين باعذار واهية وفتاوى لم تراع حسرة في صدور مكلومة تجد في السير للحسين جلاءا للهموم وعطاءا غير محدود , وكأنَّ الرجل يعلم من الاسرار , ما لا يعلمه الله الذي شرع للنساء الطواف مع الرجال بالحج دون حاجر او ستار .
 في شرعهم المراة اول من يدفع الثمن والجناة احرار يفعلون مايشاؤون , في عرفهم المراة لاقيمة لها ولا حصانة , وكذبا حمايتها يدَّعون .
 باعوها فصبرت , ملَّكوها فسكتت , حبسوها فتفهَّمت , لكن , ان يمنعوها عزاءها للحسين فلا والف لا
الاّ الحسين … يأبى الله ان تؤثر طاعة اللئام على زيارة الامام …
 فكما نهضت بوجه الطاغوت امرأة اسمها زينب , فستكون المرأة هي من يوقف طغيانهم وجبروتهم , وسيأتيهم الفزع من حيث يأمنون .