23 ديسمبر، 2024 1:02 ص

داعشيات ينتقلن من سجن اربيل الى برلين

داعشيات ينتقلن من سجن اربيل الى برلين

لا نأتي ولا نقدّم ايَّ جديد في القول بأنّ صياغة الخبر وطريقة واسلوب تحرير الخبر لهما دوراً كبيراً في توخي الدقّة قبل نشر او بثّ الخبر بشكله الصحيح ودونما تلاعب او تغييرٍ في المضمون .

من المؤسف أنّ عدداً من المواقع الألكترونية والإخبارية قد نشرت خبر نقل الفتاتين الداعشيّتين الألمانيتين من سجن اربيل الى المانيا ” عبر احدى طائرات الخطوط الجوية العراقية ” على انه إنجاز للمخابرات الألمانية في تهريب الداعشيتين من السجن الى العاصمة برلين .! , وقد نشروا الخبر وحرّروه بتحريرٍ غير صحفي , وبطريقةٍ توحي وكأنها استخفاف وازدراء بأجهزة الأمن العراقية , لكنّ الوقائع في واقع الأمر هي غير ذلك , بل كانت صفقةً سريّة بين رجال أمنٍ المان مع قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني للأفراج عن الأسيرتين الداعشيتين الألمانيتين من دون علم الحكومة العراقية واخراجهما من العراق .

الأمر هنا يفتح بواباتٍ من التقولات والتساؤلات , فلماذا لم يُسلّم السيد البرزاني اسرى الدواعش الى الحكومة المركزية ” وهو يحتفظ بآخرين طلقاء لغاية الآن ” , وقد نتجاوز ذلك ضمنياً لمعرفة اسبابه مسبقاً , لكنّ الأمر يعيد الى الأذهان ” وبسخونة ” مسألة موافقة رئيس الوزراء بأعادة فتح مطاري اربيل والسليمانية ” بعد اغلاقهما لفترةٍ من الزمن جرّاء الأستفتاء ” وبشروط أن تكون بأشراف السلطات المركزية في كلا المطارين , وكان من المفترض أن لايقتصر الأشراف الحكومي على الجانب الفني والتقني في ادارة المطارين , وانما على الجانب الأمني المتعلق بالمسافرين والقادمين في تلك المطارات , وهنا فيمكن القول أنّ ضباط المخابرات الألمانية قد هيّأوا مسبقاً جوازات سفرٍ بأسماء مزيّفة للأسيرتين الداعشيتين , ولكن هل يمكن التلاعب بصورتيهما في جوازات السفر وخصوصاً بصمة العين .!

ثُمَّ , وحسبما قيلَ ويقال بأنّ ضباط المخابرات الألمانية لايزالون محتجزين هناك بناءً على اوامرٍ مفترضة من بغداد , ولا ندري لماذا لم يسافروا مع اسيراتهم على نفس الطائرة .! , لكنّ الذي يحزّ في النفس هو تشبّث الأحزاب والكتل الحزبية بالتحالف مع الأحزاب الكردية للحصول على غنيمة الكتلة الأكبر, ودونما ايّ اكتراثٍ ولا حتى التفاتٍ لما يمسّ المصلحة والسيادة الوطنية التي يجري جرحها وشرخها واهانتها من قبل حكومة الأقليم!