23 ديسمبر، 2024 10:38 ص

داخل حسن و”الكذب السياسي”

داخل حسن و”الكذب السياسي”

في مناجاة ثنائية كانت هي  الأجمل في زمانها يصدح صوت داخل حسن “لو رايد عشرتي وياك حجي الجذب لاتطريه” فتجيبه حمدية صالح “ادور  على الصدك ياناس ضاع الصدك وين الكيه”. في الحب كما في السياسية الكذب يتنقل في منطقة الوانها رمادية في الغالب. في الحب الكذب قد يكون نصف ابيض وهو ما قصده داخل حسن في مناجاته التي إشترط فيها لمن يريد تاسيس علاقة صادقة معه ان  يطرد مفردة الكذب من قاموس التعامل  الثنائي, بينما تاتي اجابة حمدية صالح قاطعة بلا مواربة بانها تبحث عن الصدق الضائع بين الناس. العلامة الفارقة بين النوعين هنا هي كذبة نيسان التي لا احد يملك توصيفا لها برغم ان بعض انواعها  قد  تنتهي الى السكر بسبب “الهبطة” أوجلطة في القلب او ارتفاع غير مسبوق بضغط الدم لمجرد أن “واحد فطير” يهاتفك صباح الاول من نيسان زافا اليك بشرى استقالة الحكومة واجراء انتخابات مبكرة وتصويت البرلمان على نيل الثقة لوزير السعادة العراقي.في السياسة حيث لا عواطف ولا صداقات دائمة اوعداوات دائمة بل لغة المصالح هي التي تسود الخطاب التداولي بين السياسيين فإن الكذب يمكن ان يتحول الى بورصة يتداول فيها السياسيون اراءهم واهواءهم يشترون ويبيعون المواقف كما لو كانوا في سوق عكاظ سياسي وتجاري معا. وبينما يجد رئيس الوزراء حيدر العبادي ان الحاجة باتت ماسة لان يصدر تشريع باعتبار الكذب “جريمة مخلة بالشرف” حاله حال اية جريمة اخرى, فإن هذه الدعوة يمكن تفهمها في سياقها الاخلاقي الذي قد يتناقض مع هامش الحاجة الى نوع من الكذب المقبول في السياسة مثلما هي في العواطف ولو على طريقة داخل حسن وحمدية صالح بان يكون الكذب والصدق مقرونان بماهو عاطفي لا بماهو اخلاقي من حيث مايترتب على ذلك من ضرر مادي اومعنوي ساحته المحاكم اوالفصل العشائري.  لكن لدى الكثير من دول العالم الامرمختلف على صعيد توصيف الكذب. ففي العام الماضي قررت الطبعة الالمانية  ” Alles Schall” إجراء تصويت غير مألوف تحت عنوان “الكذاب الرئيسي لهذا العام” ليلخص ويكشف عن أكثر السياسيين كذبا في العالم لسنة 2015. وطبقا لما نقلته روسيا اليوم فان المشاركين في هذا التصويت اختاروا “مفضليهم” بالكذب من قائمة تحتوي العشرات من السياسيين والزعماء في العالم، الذين اعتبرهم القراء أقل صدقا وأقوالهم لا تدعوا إلى الثقة.وشارك في هذا التصويت أكثر من 3 آلاف شخص من 40 بلدا حول العالم.وكانت نتجية التصويت  بأن “فازت” المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل باللقب بفارق كبير بنسبة أصوات وصلت 39% من المصوتين تلاها الرئيس الأميركي باراك أوباما ثم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اللذان حصلا على المركزين الثاني والثالث على التوالي. المركز الرابع كان من حصة نتيناهو رئيس الوزراء الاسرائيلي . الحمد الله لايوجد سياسي عراقي بين هؤلاء الكذابين مع انهم جميعا بلا استثناء يحكمون بلدانا .. قبلة للسائحين والزائرين.