22 ديسمبر، 2024 10:26 م

دائما يشتعل برأسي هذا النص كلما تذكّرت أبي

دائما يشتعل برأسي هذا النص كلما تذكّرت أبي

وما يمر به العراق من محن والناس تعاني من ظلم الإسلاميين الفاسدين والشارع العراقي يعيش اليوم وثبة المنتفضين من الشباب الثائر
فما اشبه اليوم بالأمس
أبيْ…
رفيفُك يبحثُ عنكَ
طائراً تحومُ حوليْ
منذُ تركتكَ هناكَ
لا تبصرُ غيرَ ذكرى باهتةْ
مسيّجاً بالأغانيْ الحزينةْ
تسامرُ المطوقينَ بالأحاجيْ
وتخشى الغرباءْ
أولئكَ الباحثينَ عنيْ
وما يعتريكَ من همسٍ قريبْ
لم تعدْ تعشقُ ذلك الصراخَ
الهابطَ من لججٍ لا مسارَ لها
كم أفزعتكَ الأمكنةْ
وذلكَ الطرْقُ الليليْ
فتينعُ من جديدٍ
حكاياتُكَ القديمةَ
تلكَ التي جزّها الرعيانُ والغزاةُ
والناصبونَ للبلادِ بفجيعةٍ قادمةْ
أبيْ…
كنتَ وما زلتَ بوصلتيْ للحريقْ
ما عشقتُ سوى
هامتَك المشتعلةَ دائماً
تظلُ مشعاً يا أبيْ
في صحويْ وفي نوميْ
وأنتَ كما أنتَ دائماً تقيمُ برأسيْ
مثقلاً بالأسىْ
ها هو صدريْ كما ترىْ
تورمَ من صراخِ العراقِ الذبيحْ
أراكَ يا أبيْ تبحثُ كما دائماً
عن بقايا الشوقِ اللائذِ
في مداراتِنا والندىْ
عن رحمةٍ تسقطُ كما المعجزاتِ عليكَ
متلفعا ذات الرداء الصوفيْ
الموشّى بحكايا الزمنِ الجميلْ
يومَها قبلتُك ودمعُك يبللُ وجنتيكَ
متى ستأتيْ الينا ثانيةً يا ولديْ؟
قلتَ ليْ:
لا أعلمُ يا أبيْ
وأنا الوذُ بوجهيْ كي لا
أرى بخارَ دمعِكَ المشتعلْ
واليومْ بعدَ الرحيلِ يا أبيْ
عدنا نتصالحُ مع الافاعيْ
تلكَ التي كنتَ تخشاها
وهي تحجُ لمواسمِ النهرِ الناضبِ
والحيتانُ اصطفاها الغزاةُ
لتعبثَ بنا كما تشاءْ
من أينَ لكَ
كلَّ هذا النزيفُ يا أبيْ؟
دامعاً وسديمياً
معلقاً مثل التمائمِ
في جيدِ الوطنِ الذبيحِ
من النهرِ الى النهرْ
وأنتَ تمدُ يدَكَ الرحيمةَ
تحتَ وسادتي كما كنتَ دائماً
تمسّدُ شعريْ وما زالَ
يتوقُ لطراوةِ يديكْ.