قد ينبهر القارئ الكريم بهذا العنوان لان مفردة الشذوذ تعني لنا حالة سلبية ولكن انا ارتأيت أن أجعلها ايجابية بكل معنى الايجاب وبالذات عندما أتأمل المديرية العامة التسجيل العقاري في بغداد الكائنة في ساحة الخلاني فإنها تختلف عن باقي دوائر العراق من حيث الالتزام بالوقت ومتابعة العمل لحد آخر لحظة وعندما اقول لحد آخر لحظة فاني أعني ما أقول بلغة الزمن ، لا أفهم سر اختلاف هذه الدائرة وكيف تتعامل مع الزمن ومع المواطنين من منظور وزمن يختلف عن هذا الزمن وهذا المنظور ، فالزمن عند موظفي الدائرة أعلاه كالزمن عند موظفي الدوائر البريطانية والتعامل مع المراجعين كالتعامل السابق واقصد تعامل الموظف العراقي في عام ( 1940) وليس موظفي هذا الزمن الذي تغيرت فيه النفوس باتجاه بوصلة السلب وابتعدت عن الفضيلة بكل معانيها السامية ، المديرية العامة للتسجيل العقاري في بغداد حالة نادرة تحتاج إلى بحث عن سر هذا الالتزام من قبل موظفي هذه الدائرة وهل هناك سر غريب في أروقة هذه الدائرة يجعل عمل الموظفون يمتاز بالحرفية والاخلاص والالتزام والتهذيب أم أن فكرة وجود مدير ناجع هو السبب في هذه الحالة ، لا أعرف السر ولكن الفرحة بوجود هذا السر الذي ميز هذه الدائرة عن باقي دوائر العراق وجعلها مثالا حيا يجب أن يحتذى به من قبل كل الدوائر أو ربما مديرا ناجحا يجب أن تعمم آلية عمل هذا المدير لكل دوائر العراق لنصل إلى الريادة التي فقدناها منذ عقود خلت ونحن أهلا لها ونحن أهلها ، طوبى لموظفي المديرية العامة للتسجيل العقاري في بغداد بكل كادرها من أعلى منصب إلى أصغر منصب يقف في بوابة هذه الدائرة الغيورة على الوقت وعلى مصالح الناس .
[email protected]