18 ديسمبر، 2024 9:41 م

داء الأمة في حكامها , وغيره تضليل لصرف الأنظار عن بيت الداء الوخيم , فأكثرهم يديرون مصالح الآخرين بالنيابة , ولو كانوا وطنيين ومخلصين لبلادهم , لأصبحت دولنا في المقدمة.
فلا يُسمح بقائد وطني حقيقي , وإنما بقادة يخدعون الجماهير لتدميرها ببعضها.
الإنسان في مجتمعاتنا من أرقى الناس , وأغناهم قيميا وأخلاقيا ومعرفيا , ولا يُقارن بأبناء الدنيا الأخرى , ففيه من الموروثات الحضارية الأصيلة ما ليس فيهم.
إنساننا طيب , مكافح صبور غيور , يضحي ويكابد , ولا يتنازل عن ثوابته القيمية الراسخة , ويمتلك طاقات إبداعية , وقابليات إبتكارية متميزة.
والإبتلاء الأعظم الذي يعانيه هو الكراسي المسلطة عليه , والتي تحكمه بالوكالة عن أسيادها , الذين تهمهم مصالحهم , وقد وجدوا مَن هو أحرص منهم على مصالحهم , والذي يهمه ما يتمتع به من إمتيازات وسرقات.
فمجتمعاتنا ومنذ تأسيس دولها , لم تحضَ بقادة يعبرون بصدق وأمانة عن تطلعاتها , ويعززون دورها وثقتها بنفسها , بل بأنظمة تعادي الجماهير , وتجتهد بقهرهم وتخويفهم , ومنعهم من التعبير عن طاقاتهم الحضارية.
إنها أنظمة تخاف شعوبها!!
فهل لكم أن تأتوا بنطام حكم لا يخاف من الشعب؟
هل لكم أن تأتوا بنظام حكم يخدم الشعب؟
فلن تجدوا إلا مَن يعادي شعبه , ويحكمه بالحرمان من أبسط الحاجات , ولا يأبه لمعاناته , ويأنس بإذلاله وإرهاقه , ومنعه من نيل أبسط حقوقه الإنسانية المتعارف عليها في مجتمعات الدنيا.
والدول الراعية لحقوق الإنسان تغض الطرف عنه , لأن لمصالحها الأولوية , وما يجري في البلاد شأن داخلي وحسب.
ولن نكون ما دامت أنظمة حكمنا تعادينا!!