23 ديسمبر، 2024 9:51 ص

من قمقمَ , يُقمقم , والمفعول مقمقَم , وقمقمَ الشيئ: جمعه , وقُمْقُمْ: وعاء خرافي كان مَحبسا للعفاريت والشياطين.
والمُراد بالقَمْقَمَة أن تجمع ما يحلو لك من الأشياء وحتى البشر لأنهم في عرفك أرقام , أو أشياء يمكن قمقمتها وأخذها إلى حيث تريد وترغب.
وهذا الداء يصيب الذي يتوهم أن لديه أتباع وصوته نافذ ومؤثر , ويمكنه أن يتحكم بمسيرة الحياة في أي مكان يكون فيه.
ويصيب أصحابَ العمائم المتاجرين بدين , والذين يحسبون البشر التابع لهم بضائع يمكن عرضها في المزادات العلنية والسرية , وأخذها كالقطيع إلى حيث تريد مآربهم ونواياهم المدججة بالأهواء والرغائب والغرائز الجماء.
وما أكثر المقمقمين في بعض المجتمعات التي تمكنت منها العمائم التجارية , وحوّلت الناس فيها إلى أتباع تقبع وتخنع , وتدين بالسمع والطاعة للذين يُقمقمون ويتاجرون بهم بإسم الدين , وما يتصل به من معاني نبيلة سامية يمكن بواسطتها المخادعة والإبتزاز والتضليل والإمتهان الفظيع , الذي يعني أن التابعين يتحركون كالمنومين إلى مصير مجهول ومشؤوم , ومُقمقمهم يتمتع بلذائد دنياه ويمتص رحيق وجودهم ويصادر حقوقهم وهم صاغرون.
والقمقمة سلوك تبعية وإختطاف من جوهر الذات والموضوع , وسقوط في قمقم الرضوخ للشروط والإملاءات والأهداف التي لا تخدم مصالح البلاد والعباد , وإنما تسرّ القابضين على مصير المُقمقِم المُستخدَم لغايات مناهضة لصناعة القوة وبناء الحياة الحرة الكريمة.
والذين يُقمقمون يستمدون قوتهم من قِوى تُسخرهم لأغراضها , وتزيّن لهم سلوكهم بما تمنحهم من إمتيازات وخداعات نفسية وعاطفية وأضاليل بهتانية , يسكرون بها ويترنحون على أرصفة النيل من تابعيهم والمغرر بهم , لكي يحصد أسيادهم ما يرغبونه من المصالح والأهداف والغنائم.
فكم مُقمقم في ديار العُرب أوطاني , وكم من الملايين الساذجة المخدوعة المخروعة المبهورة التابعة القابعة , التي تنادي لبيك يا مُقمقم لبيك , ولا تفكر بمصيرها ولا تجرؤ على التساؤل الواضح الصريح , بل أن معظمها قد تعطل عقلها وتصادرت إرادتها وقدرتها على الحياة بلا إستعباد وإعتقاد بأضاليل ذات فوائد قمقمية ومردودات مادية تسعد المُقمقم الفتان.
فهل سيدرك الناس بلاء القمقمة ويتحدون كل مُقمقم آثيم؟!!
أظنهم سيفعلونها لأنهم جيل لا يشبه جميع الأجيال!!