هو داء يستشري كل أربعِ سنوات, ذلك المرض الذي يسمى التشبث بالسلطة, ولكن شرط استشراء الداء هذهِ المرة, هو أن تكون داخل نفس الخندق الذي يرقد فيه المريض, حتى وأن كنت مختلف معه ضاهريًا, فالخندق واحد, حتى وأن ظنه الأخرون العكس.
بين قضبان أن تصبح نائبًا من العدم, وفي غفلة عين, وجد نفسهُ رئيسًا للوزراء, فظن أن الأمور تُسير وفق مناهج حزبهِ المتولي الغير شرعي للولايات الثلاث الاخيرة, فغير العديد من المسارات وكانت الغايات متجهةٍ صوب كسب المقبولية داخليًا قبل أن تكون خارجية.
لوهلةٍ سار العبادي بالمسار الصحيح, وأنجز ما يمكن أنجازه وفق إمكانياته المعروفة مسبقًا, فأستطاع قيادة المرحلة, حتى وأن كانت القيادة بطيئة في بعض الاحيان, وغير مؤهلة في الاحيان الاخرى, ولكن قربه من التحالف الوطني كان الورقة الرابحة والداعمة الأهم بالنسبة له في المرحلة السابقة.
سار العبادي بتحالف النصر, ومطامح الولاية الثانية بدأت مبكرًا على ملامحهِ, فخارطة التحالفات التي كان يلوح لها, كانت بنية القيادة بلغة التبعية والتأييدات , وبعيدة كل البعد عن لغة القواسم المشتركة وأتاحة الفرصة للجميع في صنع القرار قبل أتخاذه, ظنًا منه أن الرياح تسري وفق ما تشتهي رغبات الحالمين بزعامةٍ متكررة, فسرعان ما تناثرت الاوهام التي تلوح في ذهنهِ, فصار خروج الاطراف المؤتلفةِ معه تباعًا, لأن لغة الفردية لا يمكن أن تُطبق في كل مكان, ولا تُفرض على أي توجه كان.
خرجت قوى الحشد المتحالفة معه, لترسي سفينتهم على الطرف الأخر المحاذي لتحالف الفتح, الأمر الذي أضعف شوكة العبادي في صولة التحالفات المرتقبة, إلا أن جاءت رصاصة الرحمة بلون أخر, ليعلن تيار الحكمة, السند الاقوى في معادلة العبادي, قرار خوضهِ الأنتخابات القادمة بشكل مستقل, وذلك بالاتفاق والتراضي بين الطرفين وتشخيصهما للمصلحة المشتركة وحسب المعطيات الفنية التي توصلا اليها.
ساحة العبادي أصبحت شبه خالية, خصوصًا بعد فقدانه مقبوليته قبل تحالفاتهِ, وريث حزب الدعوة لم يجد العلاج المناسب للمرض الذي أستشرى في جسده, فهل سينهار في صالة الأنتخابات؟ هذا ما ستحملهُ غرف العمليات التي سيدخلها المصابون بولع السلطة في الثاني عشر من مايو, ليكونوا بين الحياة والموت, إلا من لم يجعل للأنتخابات غايات ووسائل غير مشروعة, فهو سيكون كاللذي يحمل مطفأة الحريق, في زمنٍ, أُحرق فيه كل شيء, إلا التغيير المرتقب.
وفيما يخص مسألة اللقاح لهذا المرض, يعتمد على خطوات عديدة, لعل في مقدمتها أبعاد جماعة (ما ننطيها) عن الحكم.