23 ديسمبر، 2024 2:21 ص

خير الناس الساعون الی الخیر

خير الناس الساعون الی الخیر

الخير لغة التعانق هي القيم والمبادئ التي يتربى عليها الإنسان كالعدل والحرية والمساواة . لفظ (الخير) في القرآن تارة بمعنى (أفعل التفضيل) بمعنى (أخيَر) قد حذفت منه الهمزة، وتارة بنحو وصفي مجرّد عن المفهوم التفضيلي. وإذا سلّمنا أساساً بأن (خير) مأخوذ من (أخير) وله معنى تفضيلي دائماً فلابدّ أن نسلّم بانّه قد تجرّد عن هذا المعنى في بعض الموارد (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ. (1)العاديات 8 فإن نفع الناس والإحسان إليهم، ومشاركتهم همومهم وأحزانهم، والتخفيف مِن آلامهم ومصائبهم؛ لهو مِن أعظم أسباب انفتاح القلوب .

أن الله ما خلق شيئا إلا لخير مؤكد وهدف محدد و عندئذ فقط يجد القلب الأمن و السلام. والتمسك بهذه الحقيقة هي نعمة عظيمة للمؤمن. والإنسان الذي يعاني من العذاب المستمر؛ فهو يعيش في خوف دائم وقلق لا ينتهي. بينما -على العكس من ذلك- يدرك المؤمن حقيقة أن هناك هدفا وغاية ما من وراء عمله ابذروا بذور الخير حتى وإن لم تدركوا نفعه وثمره، ابذروا بذور السلام حتى وإن لم تظللكم شجرته، فيكفى أنها ستظلل أولادكم وأحفادكم. كما يقول الشاعر

أزرع جميلا ولوفي غير موضعه

ماخاب جميلا اينما زرعا

ان الجميل وان طال الزمان به

فلا يحصده الا الذي زرعا

وعن الرسول الكريم عليه واله الصَّلاة والسَّلام- أنَّه قال: (أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وأحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ، أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً، أوْ يقْضِي عنهُ دَيْنًا، أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعًا، ولأنْ أَمْشِي مع أَخٍ لي في حاجَةٍ أحبُّ إِلَيَّ من أنْ اعْتَكِفَ في هذا المسجدِ، يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا، ومَنْ كَفَّ غضبَهُ سترَ اللهُ عَوْرَتَهُ، ومَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ، ولَوْ شاءَ أنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ مَلأَ اللهُ قلبَهُ رَجَاءً يومَ القيامةِ، ومَنْ مَشَى مع أَخِيهِ في حاجَةٍ حتى تتَهَيَّأَ لهُ أَثْبَتَ اللهُ قَدَمَهُ يومَ تَزُولُ الأَقْدَامِ، وإِنَّ سُوءَ الخُلُقِ يُفْسِدُ العَمَلَ، كما يُفْسِدُ الخَلُّ العَسَلَ )

وعنه عليه السلام لاباذر :

يا اباذر من يزرع خيرا يوشك ان يحصد خيرا ومن يزرع شرا يوشك ان يحصد ندامه ولكل زارع مثلما زرع هذه الموعظة من النبي الاكرم صلوات الله عليه واله للجميع فان الانسان اذا قال الخيرسمع الخير واذا قال الشر سمع الشر وان عمل الخير يعامل بالخير .مع الاسف هناك من بسبب تهوّرهم وسرعة حكمهم على الأمور, فإن الناس في بعض الأحيان لا يملكون الصبر الكافي ليتبينوا الخير في أمورهم. ونتيجة لذلك, قد يصبحون عدائيين يصرون على الشيء بالرغم من كونه ضد الفائدة التي يرجونها و بين القرآن الكريم هذه الحقيقة: (وَ يَدْعُ الإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنْسَانُ عَجُولاً)(سورة الإسراء :11

هذه من سنن الله تعالى فالانسان الذي يصل رحمه فان الله سوف

يطيل في عمره والذي يقطع رحمه يبتر الله عمره والوالدان الذان

يهتمان بتربية ابنائهما يريان الخير في المستقبل والاولاد الذين يصنعون البر بوالديهم يرون البر من اولادهم . و قال الامام علي عليه السلام فَاعِلُ الْخَيْرِ خَيْرٌ مِنْهُ، وَفَاعِلُ الشَّرِّ شَرٌّ مِنْهُ.

بذر الخير فوق أي أرض وتحت أي سماء ومع أي أحد.. فأنت لا تعلم أين تجده ومتى تجده؟! إزرع جميلا ولو في غير موضعه …. فلا يضيع جميلا أينما زرع ..فما أجمل العطاء… فقد تجد جزاءه في الدنيا أو يكون لك ذخرا في الآخرة.. لا تسرق فرحة أحد ولا تقهر قلب أحد .. أعمارنا قصيرة .. فالبصمة الجميلة تبقى وإن غاب صاحبها. ازرع الخير لكل احد لا تقل فلان يستحق و فلان لا يستحق انت افعل الخير و ابذل واجبك و ادي ما عليك و دع الخلق للخالق فالامانة ان تعين كل محتاج و ان تنقذ كل مستصرخ ولو كنت تبغضه

ولو كان فيه من نكران المعروف ما فيه فذلك لن يضرك فامراة بغي من بني اسرائيل كما جاء في الاحاديث دخلت الجنة في كلب سقته1.فاعمل الخير و ازرعه و دع قلبك خاليا من المنة على الناس و علقه وبقوة بالامل .كلمة الخير يعني ازرعه يا انسان في كل مكان وزمان ولا تنتظر شكر ولا إحسان إلا من الله العزيز المنان فهو من يجزل بالعطاء ويبارك لك في صحتك وعائلتك ومالك وأولادك وينير دربك أينما كنت صباحكم سعادة لا تزول صباحكم رحمة وبركة صباحكم مغفرة وعتق من النيران الخير انها كلمة تتعانق فيها رمال الصحراء الناعمة مع العواصف الهوجاء الساخنة لتشكل لنا منظومة مبدعة من التلال الرملية الجميلة . ازرع هنا و احصد هنا انه لقاء البر و البحر ، متعة الحياة و الحركة مجسدة ، أصوات و ألوان و روائح مبهجة ، أنها لغات ، طلعة الشمس البهية على الأرض الزكية ، انه نور الصباح يوقظ الكون النائم ، اشعاع الفجر ينقي الكون من دخنه و دخانه .وقال سبحانه في كتابه ال عمرانآيه 104 ( وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون )