23 ديسمبر، 2024 5:56 ص

خير الله طلفاح المسلط .. حرامي بغداد في زمن القائد صدام حسين.

خير الله طلفاح المسلط .. حرامي بغداد في زمن القائد صدام حسين.

ـ عرف عنه: اكثر شخص وقاحة.. وصلافة.. وجشع.. يؤطره دناءة النفس.. وانعدام الخلق.. وطائفي.. وعنصري مقيت.

ـ ينتمي إلى عشيرة البو ناصر التي تعود اصولها إلى تكريت.. ولد في30 آذار / مارس / العام 1910.. ويقال انه ولد العام 1913.. أكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة.. ودخل دار المعلمين الريفية.. وأصبح معلماً العام 1934.

ـ العام 1936دخل الكلية العسكرية.. وتخرج فيها العام 1939 ضابطاً في صنف الخيالة..

وانتقل الى السكن في بغداد الكرخ.. واصبح من القوميين العرب

ـ كان رجلاً طويل القامة بديناً.. ذو ملامح قاسية.. ومتعصباً قومياً ومذهبياً وعشائرياً.

ـ سجن خير الله طلفاح لمدة خمس سنوات بسبب تأييده لحركة رشيد عالي الكيلاني العام 1941.. فبعد اسقاط رشيد عالي الكيلاني.. سجن نوري السعيد 5000 موظفاً وعسكرياً لمدة خمس سنوات.. وتم طرده من الجيش.. لتأييدهم هذه الحركة. وكان طلفاح احدهم!!

ـ وبعد اطلاق سراحه عمل معلماً.. وظل معلما حتى انقلاب 17 ـ 30 تموز 1968.

ـ بعد انقلاب تموز 1968.. عين بوظيفة مدير تربية محافظة بغداد.. إلا أنه لم يستمر في هذه الوظيفة إلا لأشهر قليلة.

ـ فتم تعينه محافظاً لبغداد.. ثم بعد ذلك انيطت به مهمة رئاسة مجلس الخدمة العامة.

ـ يعود الفضل لهذا الرجل في رعاية وصقل شخصية الرئيس (صدام حسين).. لكونه عاش عنده في داره مدة خمسة عشر سنة.

ـ إضافة إلى قيامه بتزويجه من ابنته الكبرى ساجدة.. واستغلاله لعلاقاته الشخصية في تمهيد الطريق له وتشجيعه في دخول المعترك السياسي والعلاقة التاريخية التي مهد لها بين ابن أخته صدام وأحمد حسن البكر.. ليصل للسلطة عن طريقه.. ومن ثم إيصاله الى رئاسة العراق.

ـ عمل خير الله طلفاح.. مؤلفاً.. ومؤرخاً.. بعد تقاعده.

ـ أصبح من قادة هيئة إعادة كتابة.. التي شكلها صدام حسين..وتوجيه التاريخ في العراق.

ـ يعد كتابه “كنتم خير أمة أخرجت للناس”.. دراسات في التاريخ والحضارة العربية الإسلامية.. الذي يقع في ست أجزاء بمجلدين كبيرين أهم مؤلفاته المنشورة.

ـ كان اكثر من شخص يكتب له مؤلفاته التافهة.

ـ في ثمانينات القرن الماضي بُترت إحدى ساقي خير الله طلفاح بسبب مرض السكري.. وكان بعدئذٍ يُقاد بكرسي متحرك.. وبعد مدة توفي في 20 نيسان / ابريل / العام 1993.

أسرته

ـ زواجه.

ـ زوجته الأولى: ليلو وهيب.. ومنها الشقيقان: عدنان خير الله.. وساجدة خير الله.

ـ ثم تزوج امرأة تكريتية.. اسمها خوله عبد الباقي.. ومنها الشقيقتان: أحلام خير الله.. وإلهام خير الله.

ـ ثم تزوج الثالثة.. فاطمة حسن المجيد.. ومنها: لؤي.. ومعن.. (وُلدا في أواخر الستينات). ومضر (وُلد يوم 1 تموز سنة 1971) وكهلان.. وغیدان.. وخنساء.

ـ كان خير الله طلفاح اسم مقرف ومرعب للمواطن البغدادي طوال عهد صدام حسين.

ـ في ظل حكم صدام كان خير الله: لا يخاف.. ولا يستحي.. فكان يفعل ما يشاء.. وكما يشاء.. ووقت ما يشاء.

طائفي.. وعنصري.. وحاقد:

ـ كان خير الله طائفيا وعنصريا حاقداً.. وقد طبع له كتيب تم اعادة نشره بعد انطلاق الحرب مع ايران.. يقول فيه: (ثلاثة كان على الله ان لا يخلقهم: الفرس.. والذباب.. واليهود).. حيث:

ـ يصف الفرس بأنهم: (حيوانات خلقهم الله في شكل بشر).

ـ ويصف اليهود بأنهم: (خليط من الوسخ.. ومخلفات من شعوب مختلفة.. أما الذباب.. فيه مخلوقات يسيء الجميع فهمها)

ـ حين التقى احد الصحفيين السعوديين به العام 1981 سأله عن الخطة التي لدى العراق اذا طالت الحرب مع ايران.. أجابه على الفور.. وهو يضحك: (خلها تطول.. وشو المشكلة كلابهم تحاربهم).. ويقصد ان شيعة العراق هم من تقاتلهم.

ـ كان يفتخر ويفاخر بطائفيته.. وحقده على الشيعة حتى انه ذات مرة حضر هو ومعظم المتنفذين التكارتة لمجلس فاتحة على روح شاكر العبيدي.. والد سعدون شاكر وزير داخلية صدام.. فشاهد لافتة التعزية المعلقة على الحائط.. مكتوب عليها: (سيوارى جثمانه الثرى في النجف الاشرف).. فالتفت خير الله إلى أقاربه.. وقال بصوت مسموع: (هذا ملعون الوالدين طلع شيعي).

حادثة ثانية في طائفية طلفاح:

طلفاح: (إحنا هدينه كلابهم عليهم):

ـ خلال فترة الحرب العراقية الإيرانية التي سقط فيها مئات الآلاف من الشيعة.. صادف سقوط ضابط تكريتي في ارض المعركة.. وصادف أن الذي نقل الجنازة ملفوفاً بالعلم عسكري شيعي.

ـ في أول يوم في تعزية هذا الضابط.. حضر خير الله طلفاح خال صدام حسين العزاء.. وقال معزياً ومؤنباً.. من هذا الذي أرسل ابنكم الى الجبهة بدون علمنا.. (إحنا هدينه كلابهم عليهم).. وقد سمعً هذا العسكري كلام طلفاح.. طبعاً وسمع كل قادة البعث الحاضرين العزاء.

برنامجه التلفزيوني:

ـ كان في كل شهر رمضان يطلع علينا بالتلفزيون تحت عنوان: (حديث المفكر الأستاذ خير الله طلفاح).. يتحدث فيه: عن النبي محمد (ص).. ويعيد لنا ما تعلمناه في الصف الثالث الابتدائي يقول: انه ولد في مكة.. ونزل عليه الوحي بغار حراء.. وكان صاحبه ابو بكر معه.. عندما هاجر الى مكة.. وإن أم النبي اسمها آمنة بنت وهب.. والحمزة عمه.. وهو ابن اخو الحمزة.. وما درسناه في الابتدائية.. وحفضناه.

سجنه في عهد الزعيم قاسم:

ـ عندما اودع السجن بعد ثورة الزعيم عبد الكريم قاسم العام 1958..كان خير الله طلفاح يتفلسف أمام المسجونين بسخافاته الطائفية فقال: (أنا أكره خمسة بحرف الشين.. وهم: الشيطان.. والشر.. والشيوعية.. والشروكية ..والشيعة).

ـ فقام أليه أحد المسجونين فقال له: هاي الأشياء الخمسة كلها عندي وهي.. عنوان شخصيتي لأنني: شيطان.. ورجل شرير.. وشيوعي.. وشروكي.. وشيعي.

ـ فأشبعه ضرباً.. وداس على رأسه بالحذاء.. ولم يشفع احد لا من السجناء ولا من شرطة السجن.

ـ في أوائل تسعينيات القرن الماضي اصيب بداء السكري.. ولدناءة نفسه بأكل الحلويات قطعوا ساقه اليسرى.. وكان يتنقل على عربة دفع بين الوحدات العسكرية.. ودوائر الدولة ليمنح من يريد أن يأخذ: اجازة.. او عملية نقل.. او تعين.. مقابل رشاوى يأخذها من صاحب الأمر.

ـ كان يتناول الخروف الصغير جداً.. حين يخطأون ويذبحون نعجة حامل.

ـ لقب نفسه ب (والي بغداد).. ولقبه البغداديين بلقب أدق وأول لقب من نوعه: (حرامي بغداد).

من سرقاته المشهورة:

ـ منذ الايام الأولى لتسلمه المنصب امتهن الاستحواذ على البساتين.. والأراضي الزراعية.. والمزارع الخاصة والعامة.. والقطع العقارية التجارية والسكنية.. والبيوت.. والمزارع.. والقروض الزراعية.. والتجارية.. والصناعية.. وتحويلها الى منح واطفائها وتتكرر العملية.

ـ كان اي بستان او ارض زراعية او مزرعة او قطعة عقار تجارية او زراعية مميزة على اكتاف الانهار او الشوارع او الأحياء الفاخرة يقوم بشرائها وتحويل ملكيتها بالقوة.. وان رفض صاحبها يتم ابتزازه بإلقائه بالسجن حتى تتم عمليه البيع ونقل الملكية.

ـ كان بعض رؤساء العشائر وذوي الجاه يدعون خير الله طلفاح لمناسباتهم وعزائمهم.. اما خوفاً.. أو تملقاُ.. أو تقرباً من خلاله الى السلطة.. وبعد انتهاء زيارته وقبل مغادرته.. وبدلاً عن شكر صاحب الدعوة.. يلتفت له ويقول له:
“عجبتني مزرعتك” حولها باسمي غداً وسوف ارسل لك ثمنها” !

ـ اشتهر خير الله وقتها بسلب البساتين العملاقة في منطقة الدورة في بغداد من اصحابها.

ـ كذلك قطع الأراضي والبيوت المتميزة.. حيث يأخذها منهم عنوة بالتهديد والترغيب وبالسعر الذي يريد أو بالمجان.

ـ من كثر ما اتسعت سرقاته يقال انه ذات مرة شاهد بستان جميل على شاطئ دجلة فأوقف السائق.. وقال لأحد افراد حمايته اذهب واعرف لأي (كواد) هذا البستان.. واجلبه معك كي يتنازل لي عنه.

ـ ذهب الحماية وبعد قليل عاد صامتاً.. فسأله خير الله ما بك ؟ لماذا انت ساكت؟ لمن هذا البستان؟.. فطأطأ رأسه منتسب الحماية.. وقال له: العفو حجي قالو لي انه لك انت.

ـ كان منصبه محافظ بغداد.. يمنحه صلاحياته تمتد الى اقضيتها و نواحيها.. التي كانت تشمل: سامراء.. وتكريت.. اضافة الى اقضية بغداد جميعها.

ـ اسس خير الله طلفاح جمعية لبيع وشراء الاراضي:

ـ واطلق اسمها على احدى احياء منطقة الدورة حي (جمعية خير الله طلفاح).. التي امتلكها من الدولة.. وباعها قطعاً سكنية.

ـ كان يزور قضاء تكريت ويجلس في قائمقامية المدينة ايام الجمع.. ويقوم بطرح عروض وتوزيع الاراضي الزراعية والتجارية بالألاف الدوانم.. واصدار سندات ملكية لمقربين.

ـ كان يأتي الى تكريت بداية السبعينيات ويتوجه الى النادي حيث الشباب.. ويأمر بغلق الابواب ويجلس لساعات يثرثر.

ـ بنى قصراً كبيراً على الشارع العام الرابط بين بغداد وتكريت.. واخذ يستحوذ على الاراضي المحيطة به فاصبح قريبا من المقبرة.

ـ يقال بعد سقوط نظام صدام.. اصبح قصره هذا مقراً للموساد بحماية الاكراد.. وبعض اقارب صدام.. وبعض ضباط الامن السابقين يزورون هذا المقر ليلاً

ـ كانت تكتب تقارير حزبية عن نشاط خير الله.. واستغلاله لمنصبه.. واستحواذه على الاراضي.. والبساتين.. والعقارات.. وتصل هذه التقارير للرئيس احمد حسن البكر والنائب صدام حسين.. لكنها كانت توضع على جنب.. ولم يتم اتخاذ ضدها اي اجراء.

شرطة الآداب:

ـ كانت شرطة الآداب تجوب الشوارع.. تصبغ اقدام طالبات وموظفات جامعة بغداد.. وتحمل العصي.. ومقص الشعر.. تضرب وتقص شعر التسريحات الرجال (ذات الشعر الطويل) بالشارع.. وداخل السيارات الباص.. انها شرطة آداب خير الله طلفاح!!!!!!!!!!!!

ـ لكن كل ممارسات شرطة الآداب.. لا تطبق على اقرباؤه ولا عليه.. فهو:

ـ يضع البودرة والماكياج على وجهه.. ويصبغ شعره.. ويحف حاجبيه.

ـ يدعي انه لم يمارس الزنا.. في حين كانت لديه عشيقة.

ـ استمرت شرطة الآداب عملها لسنوات.. وتوقفت فجأة بسبب تصاعد عمليات الاعتداء.. وانغماس عائلة طلفاح بالحياة المدنية الجديدة.

ـ كان ابنه لؤي خير الله طلفاح وابنته الهام يسافرون عدة مرات.. بطائرة خاصة بوينك 747 الى الولايات المتحدة.. وكولومبيا.. منفردين لشراء: الذهب.. والاحجار الكريمة.. والبذخ على اغلى الماركات.. والسياحة.. وخلال السنوات الأولى من الحرب العراقية الايرانية.. وأبناء العراقيين يساقون بالاحتياط او الجيش الشعبي للحرب.

ـ كانت (ظاهرة خير الله).. أول.. واقبح ظاهرة سياسية.. للسرقة في ظل الحكم والدولة واستغلال صلة القربى بالرئيس.

ـ لم يحدث مثل ذلك لا بالعهد الملكي.. ولا الجمهوري القاسمي.. ولا عهد العارفيان.. فقط حصل في حكومة البعث وانتشر.

ـ لتظهر شخصيات اخرى من نفس العائلة تمتهن السرقة والاستحواذ على القطاع الخاص والعام.. وتهريب النفط.. والمخدرات.. والآثار.

أخيراً

ـ يقول المؤلف فايز الخفاجي في كتابه: (خير الله طلفاح.. أسرار جديدة من حياة رجل الظل في عهد صدام حسين):

ـ تعتبر شخصية خير الله طلفاح من الشخصيات الجدلية في تاريخ العراق المعاصر.. لما حوته هذه الشخصية من سلوك جمع ما بين الوظيفة الحكومية.. والطابع العشائري المتطرف.. مشيراً إلى أن: (طلفاح برز دوره في العهد الملكي بشكل تدريجي.. ووصل إلى القمة.. بعد تموز العام 1968).

ـ وأكد المؤلف أن (شخصية طلفاح أثرت بشكل كبير على أبن أخته الرئيس العراقي الراحل صدام حسين حيث ولد الأخير في بيته وقام بتربيته.. ومن ثم زوّجه ابنته (ساجدة).. فكان الخال موجهًا لابن أخته في حياته الأولى.. وكان ابن الاخت ملبياً لكل طلبات الخال في حياته الثانية.. فلم يرفض له أي طلب حتى أنه لم يعترض على سلوكه الخارج عن القانون).

ـ حال حانت الفرصة لخير الله طلفاح. أعطى نفسه رئاسة جمعية المحاربين القدماء.. ومنح نفسه لقب ” المحارب الاول “.

ـ كان بعض رؤساء العشائر وذوي الجاه يدعون خير الله طلفاح لمناسباتهم وعزائمهم.. اما خوفاً.. أو تملقاُ.. أو تقرباً من خلاله الى السلطة.. وبعد انتهاء زيارته وقبل مغادرته.. وبدلاً عن شكر صاحب الدعوة.. يلتفت له ويقول له:
“عجبتني مزرعتك” حولها باسمي غداً وسوف ارسل لك ثمنها” !