18 نوفمبر، 2024 3:38 ص
Search
Close this search box.

خيرا فعلت الحكومة العراقية

خيرا فعلت الحكومة العراقية

لا شك ان المعارك التي تدور اليوم على أرض محافظة صلاح الدين في شمال غرب العراق تحتاج الى أهل البلد ذاتهم للدفاع عن أرضهم وعرضهم وكما يُقال الحمل الثقيل لا يحمله الاّ أهله وهذا هو الأساس الذي استندت عليه الحكومة العراقية في أخذ زمام المبادرة لتحقيقه حيث كان الطلب واضحا من قبل الدولة العراقية بعدم اشراك قوات التحالف الدولي في هذه المعركة تجنبا لما قد يحصل من قصف للقطعات العسكرية كما يقولونها بالخطأ او النيران الصديقة التي قد تحصل من قبل القوة المتجحفلة في مناطق الصراع ما يجعل من الامر محرجا بين قوات التحالف وربما وحدات من الحشد الشعبي الذي تقف الولايات المتحدة وغيرها موقفا سلبيا منه كما لا ننسى ما تسرب الى الاعلام خلال الفترة الماضية من إسقاط الطائرات الامريكية الكثير من المؤن والاسلحة الى عناصر تنظيم داعش والذي نفته قوات التحالف الدولي ومع كل ذلك يبقى التشنج بين قوى الحشد الشعبي والقوات الاجنبية حاضرا طالما ان المواقف والاجندات التي تحملها دولة مثل الولايات المتحدة تعمل على إطالة الحرب الجارية اليوم على ارض مع تحجيمها ومحاصرتها في مناطق معينة دون التمدد الى أكثر من حدودها الحالية وهذا بطبيعة الحال استنزاف للاقتصاد العراقي وللجهد البشري والعسكري والسياسي وله تأثير بالغ على البعد الاجتماعي الذي قد يوصلنا الى حالة التمزق بين المكونات وهو ما تبحث عنه دول بحد ذاتها في خليجنا العربي وتدفع من اجله المليارات بل تجند لذلك أمثال تلك التنظيمات الارهابية مثل داعش والقاعدة والنصرة وما الى ذلك من مسميات مغلّفة باسم الاسلام زورا وبهتانا.

لو كان هناك قوات على الارض من دول التحالف الدولي قد سمح لها بالدخول في المعركة او مشاركة طيرانهم الحربي لكان الفشل في نتائج تلك المعارك هو سيد الموقف ليس لعدم قدرة القوات الدولية او انها لا تمتلك الخبرة ولا لعدم دقة طيرانها الحربي، وانما ستكون الاجندات السياسية لاعبا قويا لخراب سير منهجية المعركة وسحق ما يتحقق من انتصارات اليوم بفعل الارادة القوية لأبناء العراق في تحرير مناطقهم بسواعدهم سواء كان ذلك على مستوى القوات العسكرية والامنية او الحشد الشعبي او ابناء العشائر الشرفاء وحتى البشمركة شمالا كل تلك الايادي عندما تتحد يكون العراق عصيا على كل المخططات الخارجية الشريرة وعلى من يتعاون معهم من الخونة داخل العراق.

من هنا نقول خيرا فعلت الحكومة العراقية حين كانت السرية شديدة في بدء تلك المعركة والكتمان على خططها التي تفاجأ بها الدواعش ، وخيرا فعلت حين لم تطلب من قوات التحالف الدولي أي مشاركة وفي كل الجوانب.

أحدث المقالات