تعاون السياسي – العسكري للمعارضة مع اللوبي الصهيوني القابع في واشنطن ..
وإرهاب الفكري والسياسي والخيانة الوطنية في دكان زمرة شيوعيو بريمر نموذجاً
إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون !
أيخون إنسان بلاده؟
إن خان معنى أن يكون ، فكيف يمكن أن يكون ؟
الشمس أجمل في بلادي من سواها ، والظلام
– حتى الظلام- هناك أجمل ، فهو يحتضن العراق
الشاعر الكبير المبدع بدر شاكر السياب
“ خيانة العراق /.تعاون السياسي – العسكري للمعارضة مع اللوبي الصهيوني القابع في واشنطن … وإرهاب الفكري والسياسي والخيانة الوطنية في دكان زمرة شيوعيو بريمر نموذجاً ” هذا هو عنوان الكتاب الذي يشارف العمل فيه على الأنتهاء ويمكن القول أن القراء ينتظرونه بأهتمام كبير لأن الحديث يدور حول خيانة الوطنية للعراق لما كانت تسمى نفسها بالمعارضة العراقية والقادمين على ظهر دبابات الجيوش الأمريكية وبالعربة الإيرانية الفارسية الملحقة بالدبابة الأنكو الأمريكية. ومؤلف هذا الكتاب تتناول بصورة أساسية مسائل الخيانة والذي واكبها للوسط المعارضة منذ عام 1979 .
حلقة (1)
أقسمت على قلمي منذ عام 1985 أن يعري ويفضح كل حثالات دكاكين ما كانت تسمى نفسها معارضة عراقية آنذاك وهي اللاوطنية واللاخلاقية التي كانت تتكاثر بأسرع مما يتكاثر النمل، ولم تتوفر الشروط المطلوبة في المعارضة العراقية لتحقيق ما تراهن عليه واشنطن، أقله بسبب أنقسامها إلى جماعات وحركات أهدافها متباينة وذات نزعات وثقافة مذهبية وعرقية شوفينية ونزعات فردية غايتها تصفية حسابات شخصية مع النظام العراقي الوطني السابق، وتحقيق مكاسب مادية أو دعائية ، علماً بأن الإدارة الأمريكية التي تعرف حجم هذه المعارضة ، تدرك أن قدرتها على تهديد النظام العراقي السابق ليست أكثر من أوهام ، تهدف إلى كسب الدعم الأمريكي والحصول على الأموال ، لهذا فهي تتعامل معها في تلك الفترة من منظور إعدادها لأداء دور صوري وثم تحديد أدوارها في المرحلة المقبلة، وإيجاد التغطية السياسية لمشروع غزو واحتلال العراق ، وإقامة حكم عميل قوامه تقاسم السلطة بين السنة والشيعة والأكراد وبقية دكاكين من الأحزاب تكون ذيليلة لهذا الحكم . وفي هذا لغم خطير يحمل في طياته التقسيم والأقتال والحرب الأهلية، اذ من شأن هذا الدور ان يمنح المعارضة مسحة من الشرعية توطئة لقيامها بالدور الذي تعد له : إنهاء حالة العداء مع ( إسرائيل) ، ولعل صريح ما يسمى ب(رئيس المؤتمر الوطني) العميل المزدوج واللص الدولي المقبور أحمد الجلبي إن ” اليهود جواهر التاج العراقي” فالمؤتمر الوطني هو صنيعة أمريكية صهيونية بكل ما للكلمة من معنى يحاول أن يوفر الغطاء السياسي للمشروع الأمريكي الصهيوني ويقود هذا التيار العملاء أحمد الجلبي وأياد علاوي وتسانده الجماعات الكردية ودكاكين الإسلامية الشيعية ودكان زمرة شيوعيو بريمر وغيرهم ، في ظل معارضة ضعيفة مفككة لا تملك برنامجاً سياسياً وطنياً واضحاً، حتى وصل الأمر أن لا بديل عن غزو واحتلال العراق، أنه حال يعيدنا أمام جوهر المنطق الاستعماري القديم ” لقد جئناكم محررين وليس محتلين ” ! أو المفهوم الاستعماري الحداثي القائل ” ستستقبلون بالزهور والحلوى” ، على لسان العميل الساقط كنعان مكية أثناء لقائه بالمجرم جورج دبليو بوش عشية الغزو ، وبهذا يسلكون أسلوب في العمالة والخيانة والجاسوسية السوداء وفي الإستقواء بالأجنبي على وطنهم وشعبهم ولا يهمهم أن تتدمر وتتخرب بلدهم ويموت عشرات الآلاف بالقصف الطائرات الجيوش الأمريكية ويشيع الخراب ، المهم عندهم ان يستولوا على السلطة، هكذا عادوا إلى العراق محمولين على ظهر دبابات وأجنحة الطائرات الجيوش الأمريكية والغربية وبالعربة الإيرانية الفارسية الملحقة بالدبابة الأنكو الأمريكية، وفق إتفاق نظام الملالي الفارسي الصفوي الفاشي الإيراني مع المجرم بوش على تحاصص الغنيمة العراقية حينها وفرت لأولئك (القادة) الحماية والرعاية وأمنت مقراتهم وحرست زعمائهم لتشكل نظام المحاصصة الطائفية- العرقية الذي سبق وأن أرساه الحاكم الإستعماري الأمريكي بول بريمر وكيل المجرم بوش الدي دمر حضارة الرافدين، وفق الدستور الذي صاغة الصهيوني اليهودي ناحوم فيلدمان وبمباركة نظام الملالي الفاشية الظلامية الحاکمة في طهران ذلك الدستور الذي فتت هوية العراق وشعبه إلى كانتونات طائفية وعرقية هشة، بل أنهم ضمنوا الدستور المسخ نفسه عبارة (المكونات) بدلاً عن الشعب الواحد الموحد أرضاءاً لحلفاء الصهاينة من عصابات الكردية الانفصاليين، ليكونوا حراس مصالحه وأدواته في تنفيذ أجنداته القذرة.
سمات الوضع ، بعد غزو واحتلال العراق وتنصيب سلطة عميلة :
شهدت المنطقة ، بعد غزو واحتلال العراق ، نهوضاً عارماً للحركة الجماهيرية في بعض البلدان العربية ، تظاهرات كبيرة التي أدت إلى سقوط وتغيير أنظمة في تونس وليبيا ومصر واليمن . أن تصاعد تظاهرات في العراق ، التي جددت انطلاقتها بزخم فاجأ الكثيرين بعد غزو واحتلال العراق وتنصيب حكومة عميلة تابعة لها ، فالتظاهرات كانت هي الخميرة ونقطة الانطلاق لمجموع التحولات التي أدت إلى تفاقم ، لم تجلب حثالات “أحزاب” منظومة 9 نيسان 2003 الخائنة العميلة خلال السبعة عشر عاماً من تسلط على رقاب شعبنا العراقي الجريح الصامد سوى القتل والقمع والدمار والتشريد، ونهب مدخرات البلد ، واستنزاف خيراته، والفساد والجوع والبطالة والفقر والخراب والأمية والكذب والغش والخداع وبعد ما زرعوا الفتن الطائفية والإثنية ، التي تفوح منها رئحة كريهة تزكم الأنوف ، فهي تمثل حقدا مذهبيا وعرقيا أسود ، وتفرز ثقافة نتنة ، لم يعهدها العراق والمواطن من قبل ، لأن الدين لم يأت بثقافة الحقد والكراهية ، فقد شاهدنا كيف اوروعوا العراقيين وارهبوهم وهجروا من هجروه وجعلوا من الشعب العراقي والعراق يعيش أصعب مرحلة في تاريخه الحديث وأفقدت العراق هيبته ودوره التاريخي في المنطقة وجعلت منه محافظة من محافظات بلاد فارس، بعد تسليم المحتل الأمريكي العراق على صحن من فضّة إلى نظام ولاية الفقيه الحاكمة في إيران، وبها تستمر ركائز ومواقع النفوذ الإيرانية داخل العراق، وعلى أيدي هذه الحثالات أوصلوا العراق إلى أكثر الدول فساداً في العالم ، ومن أكثر البلدان المخترقة أمنياً ومخابراتياً ، ونلاحظ كيف مسخت مؤسسات التعليم والفكر والاقتصاد والصحة والقانون والزراعة والصناعة والتجارة إلى خرائب تعبث بها غربان الجهل والتخلف والرجعية، ما أدى إلى تحول العراق من واحد من أفضل بلدان المنطقة في التعليم وأنعدام أمية حسب منظمة اليونسكو، إلى واحد من أسوؤها في ذلك القطاع وكيف جعلوا من بلاد الرافدين ممراً سهلاً لعبور المخدرات والخمور والجنس وغيره ، بل هناك ما هو أخطر من ذلك، وأول تلك المخاطر أن الفقراء يكونون ضحايا سهلة للميليشيات والعصابات الإجرامية وللتجارة بالبشر يجري كل ذلك بمعرفة وعلم عصابات الطغمة الكاكيستوقراطية بالتعريف الحرفي لها تعني أن تكون السلطة بيد الأسوأ، وأنها فئة مجردة من مبادئ الوطنية والمواطنة والأخلاق، وهي شكل من أشكال الحكم الفاشية. فهذه حكومة الكاكيستوقراطية وميليشياتها الإرهابية القائم في العراق التي تعلن عن انتمائها إلى التيار الشيعي الموالي لإيران والذي صار بسبب هيمنته على الحكم يعتبر الشيعة العرب شيعة منشقين يحق له أن يعاقبهم بناء على تعاليم الولي الفقيه المجرم علي الخامئاني في إيران راعية الإرهاب العالمي التي أجازت هذه المرة قتل الشيعة داخل العراق والذي قام على كذبة كبرى، “المظلومية” ان يمرروا أكاذيبهم لعقود من الزمن على الشعب العراقي بمساعدة مباشرة، وبوعي كامل ودعم مستمرة من مرجعية الدينية الشيعية في النجف، نهبوه مرة باسم المظلومية ومرة باسم معارضو الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وألف مرة باسم الدين والدين براء منهم، كل هذه الوجوه في منظومة 9 نيسان 2003 العميلة الفاسدة الفاشلة قد خبرها شعب العراقي على مدار أكثر من سبعة عشر عاماً، لم تقم الحكومات المتعاقبة التي تحكم العراق والتي تهيمن عليها الأحزاب الشقاق (الشيعية) الصفوية، والمدعومة من النظام الإيراني والأمريكي بأية مشروع تنموي؛ البنية التحتية، الصحة، زراعة،الصناعة، التعليم: كل شيء في طريق مسدود وبهذا الواقع لم يجنِ منه العراقيون سوى الحيف والفساد وتمزيق النسيج الوطني والبؤس الاجتماعي والظلم والقتل وانتهاك لكرامة المرأة العراقية والأعتقالات والسجون العلنية والسرية وكل أنواع القمع والأضطهاد والجرائم بحق العراقيين على يد دكتاتورية الطائفية -العرقية الفاشية الفاسدة والفاشلة لم ير شعبنا الجريح الصامد خيراً بالعملية السياسية الجاسوسية التي صنعها المحتلين فمن حق المواطنين كافة مثلا أن يتساءلوا: ما هي منجزات حكومات الكاكيستوقراطية المتعاقبة منذ 9 نيسان عام 2003 وحتى الآن !، لا شيء سوى زرع بذور الطائفية والعرقية اللتان جزأت الشعب العراقي الواحد الموحد وجيش عاطل عن العمل والإجرام والقتل والإرهاب ونهب ثروات العراق والمعاناة اليومية مع الجوع والقهر والخوف والرعب والذعر من ميليشياتها بالشوارع من قبل قتلة والمجرمين الذين يحظون بغطاء قانوني. لقد وصل السيل الزبى كما يُقال وكشفت الدولة الطائفية الإثنية والحزبية الساقطة في العراق عن كل أوراقها المعادية لمصالح الوطن والشعب، ليخرج هذا الشعب العراقي الجريح الصامد بشبابه وشيبه ونسائه نزلوا إلى الشارع تحت راية العراق يرفرف فوق رؤوسهم وصدورهم لتخوض معركة شرسة ضد الظلم والطغيان والفساد والتبعية للاحتلالين الأمريكي الإيراني بالدماء الزكية التي قدمها الشباب قرباناً للوطن فإن ثورة شباب تشرين الأول 2019 قد إجابت على ذلك السؤال وأسقطت القناع الذي وضعه على وجوههم حتى (المظلومية) الطائفية -العرقية التي تعلّق بها دكاكين الإسلام الشيعي السياسي ودكاكين الكردية، ودكاكين جلاوزة الأخرى الحليفة لها، منذ كانوا في المنافي وبداية الغزو وحتى حكام اليوم، الذين أدعوا أنهم جاؤوا من أجل رفعها عن الطائفة والإثنية، لم تعد حبل نجاة لهم وقد قدمت ثورة الشباب دليلاً جديداً بعد أحداث 2011 و2014 و2015 ومن ثم أحداث البصرة في 2018 إلى 2019 ، بأنها تدرك كذب ورياء وتضليل وزيف وعدوانية هذه الحثالات وفسادها وطائفيتها المقيتة التي جزأت الشعب العراقي، والتي حكمته بالوعود الكاذبة وبنهب خيراته ولقمة عيشه وسلبت حقوقه، ومارست كلَّ أنواع القهر والقمع والأضطهاد والإجرام والقتل، فليس هناك مقدس غير العراق والإنسان، فكذبة مقدسهم سقطت في شوارع وساحات بغداد وساحات الجنوب والوسط العراقي، وجرفته دماء وأرواح الشهداء، تعرت اللعبة ولا مكان لها على أرض الرافدين صاحبة سبعة حضارات.