21 ديسمبر، 2024 8:14 م

خيار وحيد وليس خيارات

خيار وحيد وليس خيارات

ليس هناك في الافق يبدو إن موضوع المفاوضات الخاصة بالبرنامج النووي الايراني سيتم حسمه عما قريب، بل إن الذي يبدو واضحا بأن الموضوع يسير نحو المزيد من الصعوبة والتعقيد، وإن جميع الرهانات لأولئك الذين راهنوا على التفاوض مع النظام الايراني على إنه الحل الامثل لحسم موضوع البرنامج النووي الايراني، قد باتوا يشعرون بنوع من الملل المصحوب باليأس من هذا الرهان الذي صار أشبه بحمار الطاحونة الذي يدور ويدور من دون نتيجة!
من أجل کسر حالة الجمود التي صارت تطغي على المفاوضات الجارية مع النظام الايراني، فإن ماقد صرح به جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، يوم الخميس الماضي، من إن الرئيس الأميركي جو بايدن يريد التأكد من أن الولايات المتحدة لديها “خيارات أخرى متاحة”، لضمان عدم امتلاك إيران القدرة على صنع أسلحة نووية، إذا فشلت جهود إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015. وهذا التصريح يأتي بعد أن أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أعلنت مساء الاربعاء المنصرم “أنها لا تستطيع ضمان” الطبيعة السلمة للبرنامج النووي الإيراني. وفي تقرير لها، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنها “لا تستطيع ضمان أن البرنامج النووي الإيراني سلمي حصرا”. لکن ماهي الخيارات الاخرى التي تلوح بها إدارة بايدن وتعيد تکرارها بين الفترة والاخرى؟
لايبدو لحد الان إن الادارة الامريکية تتعامل بجدية مع الملف النووي الايراني ومنذ إنطلاق محادثات فيينا في أبريل 2021، وعدم تمکنها من حسم الموضوع، بل إن إدارة بايدن وبعد کل جولة إخفاق وفشل تطلق بالون تهديد مثير للسخرية، ذلك إن هذا النظام وکما وصفته زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي، لايفهم سوى لغة الحزم والصرامة، وحقيقة مانقوله يتبين واضحا من إن النظام الايراني وعشية کل تهديد تطلقه إدارة بايدن فإنه يتمادى أکثر ويمضي قدما في تطوير برنامجه النووي وکأنه يستخف بتلك التهديدات ويعلم بعدم جديتها.
حديث إدارة بايدن عن خيارات أخرى متاحة للتعامل مع البرنامج النووي الايراني غير خيار التفاوض، کلام فضفاض وحتى غير عملي وأبعد مايکون عن الوضوح والجدية، ذلك إن خيار الحزم والصرامة هو الخيار الوحيد الذي يمکن التعامل به مع البرنامج النووي لهذا النظام، وحتى لو قامت إدارة بايدن بمراجعة خيارها”المرن والتساومي”الذي إعتمدته وتعتمده مع النظام الايراني، فإنها لابد أن ترى بأن هذا الخيار کان مفضلا لدى طهران وإنها ترغب کثيرا بإستمراره!