يرى مراقبو المجتمع الدولي إن محاولات إيران وسعيها الحثيث لتجعل لها مواطىء قدم ثابتة وطويلة الأمد في سوريا قد باءت بالفشل .. و إن ما ترجمته على أرض الواقع السوري من خطط واستراتيجيات لبناء شبكات ميليشياوية تنظيمية بمساعدة حزب الله اللبناني لحماية مصالحها فيما لو سقط بشار الأسد ونظامه أخذت بيدها نحو هاوية السقوط الأقليمي بعد ان سقطت وبقوة في هوة المجتمع الدولي المناوىء لسياستها منذ سنوات …
خاصة بعد ان ثبت ان هذه الشبكات قاتلت الى جانب نظام الأسد أملا ً في بقائه لأطول فترة ممكنة مع ثقتها بأن نظام الأسد زائل لا محالة وان حلم إيران بزرع أدوات حزب الله في سوريا على مدى المستقبل البعيد في حال تفككت سوريا وتشرذم كيانها الى أجزاء طائفية وأثنية أصبح مستحيلا ً …
لتكون ردة فعل إيران هي اللعب بجميع الأوراق التي تدخرها مع عشوائيتها مادامت تبقيها صامدة لأطول فترة ممكنة بوجه الحصار الدولي المفروض عليها منذ سنوات خاصة بعد أن تيقنت إن أيام بشار الأسد في الحكم أصبحت قاب قوسين أو أدنى من النهاية.. مع تزامن صدور قرار الأتحاد الأوربي الأخير بحق صنيعتها وأبرز حلفائها في لبنان وسوريا حزب الله وإدراجه على لائحة المنظمات الأرهابية والذي حدد تحركات الحزب وميليشياته بصورة كبيرة ووضع قيادته في موقف لا يحسد عليه … وكانت أوربا بقيادة بريطانيا قد صعدت تحركها ضد حزب الله الموالي لإيران في وقت يزداد فيه تورط وإنغماس الحزب في احداث سوريا ودفاعه المستميت عن نظام البعث السوري ورئيسه الأسد المرفوض دوليا ً ..
يذكر إن إيران عضو دائم في لائحة الأرهاب الدولي ومنذ سنوات لم تبرح مقعدها في هذه اللائحة رغم سعيها الكبير في سبيل شطب أسمها من هذه اللائحة ..
وبعد انحسار عمليات حزب الله وتجميد نشاطه في سوريا وبضغط دولي مع ملاحقة قانونية من قبل مجلس الأمن وهيئات المجتمع الدولي أضافة الى قرار الحكومة اللبنانية القاضي بتجميد تحركات حزب الله على الحدود السورية ومناشدتها قياداته بالكف بالتدخل بالشأن السوري حفاظا ً على أمن لبنان القومي لتأخذ قيادات الحزب ركن الزاوية في كل ما يجري على أرض سوريا ..
لتجعل هذه التطورات إيران مرغمة ومضطرة الى إيجاد البدائل السريعة والمؤثرة في خارطة السيطرة الأقليمية ودوام مشروعها السياسي التوسعي على حساب مصالح شعوب المنطقة ودوام مسلسل السيطرة الأقليمية …
فكان لابد لها من صنع مسرح جديد تلعب عليه دورها القديم الجديد .. وترجمة سيناريوا اختيار دولة تنوب عن سوريا في مجريات الأحداث لفرض سيطرتها الكاملة على المنطقة لغاية أزلية معروفة المطامع والأمنيات و شيىء طبيعي ومُسلم به اقرب دولة واهمها بالنسبة لمصالحها هي العراق لما لها من أيادي خفية وعلنية تعمل لصالحها منذ دخولها والمحتل الأمريكي الغاصب لأرض العراق الجريح لتختار هذه المرة جهة سياسية طامحة للحكم في العراق حد الإدمان ..تتوق الى صدارة سدته بقوة ليكون هذا الأختيار حساب رئيس الحكومة الحالية السيد نوري المالكي الذي تجد ايران أنه اصبح (أكسباير ) و لا يخدمها في مشروعها الجديد لأسباب كثيرة منها فتحه لعدة جبهات ضد .. في داخل العراق من الشمال حتى المنطقة الغربية ومرورا ً بمنطقة الجنوب التي وجدت في المالكي على انه فضل مصلحته ومصلحة حزبه على مصلحة الوطن المنكوب
والجهة التي تنطبق عليها صفات الموالاة لإيران والطموح لصدارة القرار السياسي هي المجلس الأعلى ورئيسه السيد عمارالحكيم لما له من دور خطير يلعبه على الساحة العراقية بفضل المشورة الإيرانية والدعم اللوجستي الداعي الى إفشال السيد المالكي وسحب البساط من تحت قدميه ومنذ فترة ليست بالقصيرة وهذه المشورة تجسدت وخرجت للعلن من خلال التفجيرات الأخيرة التي طالت الأبرياء من العراقيين التي أريد بها النيل من المالكي شخصيا ً فيما يخص الأضرار بالملف الأمني تحديدا ً كونه القائد العام للقوات المسلحة والمسؤول الأول عن جميع المراكز الأمنية المهمة في الدولة وهذه التفجيرات لم تكن تحصل بسهولة ويسر بدون تواطىء أمني رفيع المستوى وهذا تم تعليله على لسان احد أهم اعضاء اللجنة الأمنية البرلمانية النائب حاكم الزاملي عن كتلة الأحرار من أن وكالة شؤون الأستخبارت في وزارة الداخلية ومديرها احمد الخفاجي احد قيادات منظمة بدر التابعة الى المجلس الأعلى لم تكن صادقة في رفد القوات الأمنية بالمعلومات الإستخباراتية الصحيحة التي من شأنها ( رفض البلاء والسيطرة عليه قبل وقوعه ) ..
ليتبين فيما بعد ومن خلال تصريحات السيد احمد القبنجي العلنية في خطبة الجمعة في النجف الأشرف ( وإذا صرح ودعى السيد القبنجي هذا يعني ان إيران صرحت ودعت ) على ضرورة تسليم الملف الأمني الى منظمة بدر معللاً هذه الضرورة بأن اتباع منظمة بدر يملكون الشجاعة والمهنية والأخلاص في تنفيذ المهام الأمنية بمعنى ان الملف الأمني في الوقت الحاضر ليس بيد أمينة وأن المسؤول الأول عنه وهو السيد المالكي غير مخلص ولايملك من المهنية شيىء يذكر ….
ليكون وقع هذه التصريحات واضح وجلي ودليل ملموس يفضح ويكشف عمالة عمار الحكيم وخيانته للعراق الجريح ومشاركته في تعميق جراحه من خلال تبعيته وولائه للإجنبي وكذلك اخلاله بالوضع الأمني وزهق ارواح الأبرياء وسفك دمائهم الزكية من العراقيين لا لشيىء إلا ليوقع السيد المالكي في شراك تخبطاته السياسية وكأن العراق وأبنائه رهن مؤجل يدور في فلك اتباع ايران وغباء رئيس الحكومة الذي أوقع العراق والعراقيين في مطب كهوف بني فارس المظلمة لوقت غير معلوم