23 ديسمبر، 2024 10:31 ص

خيارات النظام السوري الحرجة

خيارات النظام السوري الحرجة

جاء قرار الجامعة العربية المتعلق بالأحداث الجارية في سوريا,بعد أن فشلت (كما تدعي الدول الخليجية)كما قيل المبادرة العربية الأخيرة القاضية بطلب إيقاف العنف الحكومي المسلح الموجه ضد بعض الجماعات (المسلح بعضهم)المحتجة والسائرة في خطى الربيع العربي, إضافة إلى الاحتجاجات الجماهيرية الأخرى التي تدعو إلى تغيير النظام السوري سلميا,ضمن إطار الخيارات المتاحة أمام الرئيس بشار الأسد,الذي لم يكن ليطرح بديلا قويا عن والده إلا بعد أن خطف الموت أخوه باسل الأسد(وقد كان شابا اجتماعيا محبوبا من الكثيرين بما فيهم اللاجئين العراقيين توفي بحادث سيارة),ليست كثيرة ولا تتعدى الخياران أما الاستقالة وتسليم السلطة بهدوء إلى عناصر معارضة لم تستخدم السلاح كوسيلة للاحتجاج ومواجهة السلطة,وأما اللعب بورقة البقاء والمناورة السياسية التي يمكن لها إن تسحب البساط من تحت أقدام التجمع أو المجلس السوري المعارض المدعوم دوليا,
والخيار الأخير تبرز فيه احتمالات الإطاحة بكرسي الحكم والتسليم لقدر العقاب الجماهيري والدولي, لمن يقف عقبة أمام تطبيق مشروع الشرق الأوسط الكبير,الذي يستهدف كما ذكر تفتيت الهلال الشيعي الممتد من الحدود الإيرانية العراقية وصولا إلى الحدود اللبنانية السورية
الرئيس السوري وحاشيته (الحرس القديم) عليهم أن يأخذوا قرار الجامعة العربية الذي يمكن له إن يعطي غطاءا شرعيا لتدويل الملف السوري(على غرار ملف العراق 1991-2003وكذلك الملف الليبي 2011 الخ.),بجدية اكبر من موجة التصريحات النارية(وهي لغة تعود عليها النفس القومي-البعثي)وفتح أبواب الفوضى الدبلوماسية لمهاجمة مباني سفارات وبعثات الدول العربية والأجنبية),هذا التخبط في مواجهة تلك الأخطار ,قد شهدها العراق فكان(صدام مستر يس-نعم) طيعا حد الخيانة ظنا منه إن التنازلات الكثير المقدمة على طبق من ذهب لقوات التحالف بعد الانسحاب من الكويت 1991, قد تبقي عليه في سدة الحكم,إلا إن نهايته كانت عبر جرعات مميتة لكنها مطولة,فجاءت به وجلاوزته إلى محكمة العدالة الإلهية,ولهذا تعد مسألة البحث في مخارج ترضي معظم ا�رضي معظم الجماهير الطامحة والراغبة لتغيير الأنظمة الشمولية(خصوصا أنظمة التوريث-مع إن الولايات المتحدة عملت بهذا النظام مع أسرة بوش),وفق جدول زمني يحدد الأسلوب المنطقي والمقبول لتسليم السلطة وتداولها مع القوى المعارضة الغير مرتمية في أحضان المشروع الخارجي(لان مسألة بقاء الأنظمة الجمأنظمة الجمهورية الشمولية بات في حكم المستحيل ولهذا عرف حسني مبارك الخطة فتنازل رغم برنامج التوريث المعد لابنه جمال),أمر في غاية الأهمية,ويمكن لنا ندرج تلك النصائح التي نتمنى إن يوصلها الاعلام الالكتروني للسلطات السورية عبر كوادرها المثقفة, لما فيها من مصلحة قومية تخدم دول الممانعة وتحفظ توازن المنطقة السياسي العربي والإقليمي
أولا:الإعلان عن فترة محدد لإجراء تعديلات دستورية شاملة وفقا للطبيعة السياسية للأنظمة الديمقراطية الحديثة
ثانيا:تحديد مواد واضحة في الدستور المراد كتابته يفصل بين السلطات الثلاث ويشرع لانتخابات برلمانية شاملة لعموم مدن ومحافظات الجمهورية العربية السورية
ثالثا:تحديد فترة الانتخابات الرئاسية القادمة ,التي يجب إن لا تتعدى العام أو 18 شهرا,دون الإشارة إلى رغبة الأسد في الترشيح لهذه الانتخابات(مع إبقاء الاحتمال قائما)
رابعا:إصدار عفوا عاما عن كل المشاركين في تلك الاحتجاجات والتظاهرات الجماهيرية,مع الإعلان عن تشكيل محكمة عادلة للنظر بالجرائم المتعمدة المرتكبة من قبل الطرفين(الجماعات المسلحة والقوات الأمنية أو الجيش السوري)
خامسا:دعوة الجماعات المعارضة المرتمية في أحضان المشروع الغربي إلى البلاد تحت ضمانات وتطمينات شخصية من قبل الرئيس بشار الأسد,وأصدر مرسوم جمهوري يمنع الاعتقالات والحبس والإقامة الجبرية لشريحة المعارضين السياسيين
سادسا:إعطاء صلاحيات واسعة للمحافظات السورية من خلال تشريع قوانين تنظم عملها وعمل المجالس المحلية(مجالس البلدية)
الوقت ليس في صالح الحكومة السورية الحالية,بل يسير نحو التدويل والتدخل العسكري(مع انه يمتلك ورقة حزب الله والمواجهة مع إسرائيل في ساعة الحسم,ولكن هذا ليس كافيا للبقاء في السلطة),وحرصا من أبناء الشعب العراقي على مصير هذا البلد الشقيق(الذي كان مشاكسا بحرق ارض العراق فدارت عليه الأيام),ولمنع خنق العراق من هذه الجهة المهمة لنا للخروج من عنق الزجاجة الخليجية(الموجهة بخنق اقتصادنا بميناء مبارك),
ورغبة من الشعوب العربية بأن ترى إخوانهم يتحررون من سلطة القائد الأوحد وتعابير رموز الأمة والضرورة,ولمنع تكرار صورة القائد المهزوم في الحفر وبيوت الجرذان,تبرز الحاجة إلى مراجعة شاملة لكل التصرفات الانفعالية التي جرت وورطت الجيش السوري في إراقة دماء أبناء ا�مفترض إن يكون جيشا للتحرير الأراضي السورية والعربية من العدو الصهيوني),هذه العروش وكراسي الحكم تكون تحت أنظار الخالق عز وجل, هو يهز أعمدتها فتخر كما كانت أول مرة أخشاب فارغة ,رغم ثمن تزيينها الباهظ فهي تبقى دائما بلا متانة .