22 ديسمبر، 2024 7:24 م

خيارات النظام الايراني أمام وباء کورونا

خيارات النظام الايراني أمام وباء کورونا

وباء کورونا الذي يجتاح إيران ويخلف الالاف من الضحايا والمصابين، نار کانت تحت الرماد غير إن النظام الايراني قد ساهم بإندلاعها وجعلها ذات لهب من الصعب السيطرة عليها، بعد أن تستر على الوباء من أجل تحقيق ثمة أهداف وغايات من ضمنها إجراء الاحتفالات السنوية له وکذلك إجراء الانتخابات التشريعية في شباط الماضي، ولم يقم بعزل المناطق الموبوءة بالفايروس ولاسيما مدينة قم.
الشعب الايراني الذي يبدو حانقا وساخطا أشد السخط على النظام بسبب دوره السلبي في أزمة کورونا وتسببه في تفشيه وإنتشاره کما نراه الان، لئن کان وکما ظهر من خلال القرار الذي إتخذه بفتح مقر عسکري لمواجهة أزمة کورونا وإنزاله لقوات الباسيج القمعية لنفس الغرض، يسعى للإعتماد على الجيش والقوات القمعية، غير إن التقارير الواردة بخصوص التأثيرات السلبية لوباء کورونا على معسكرات الجيش وقوات الحرس، ولاسيما بعد تفشي الوباء فيها بصورة غير عادية، فإن هذا الامر ينعکس سلبا على النظام الذي کان يعول على قواته العسکرية والقمعية من أجل السيطرة على الاوضاع في حال تفاقمها ولاسيما بعدما أفادت التقارير من معسكرات وثكنات الجنود في مختلف المدن الإيرانية أنه بعد تفشي فيروس كورونا في إيران على نطاق واسع وتقاعس قادة الجيش التابع لخامنئي، هرب العديد من الجنود أو ذهبوا إلى الإجازة ولم يعودوا بعد بحيث باتت معسكرات الجيش خاليا من نصف أعداد الجنود.
التناقض والتضارب في التصريحات والمواقف المعلنة من جانب القادة والمسٶولين في النظام الايراني بشأن أزمة وباء کورونا، تعبر عن إن الامور والاوضاع ليست کما يريدها ويسعى إليها النظام أن تکون، ولعل فشله في الحصول على قرض من صندوق النقد الدولي وقبل ذلك في مساعيه من أجل تسييس الازمة وجعلها دافعا ومبررا من أجل إلغاء العقوبات الدولية المفروضة عليه، قد جعل النظام في موقف صعب لايحسد عليه ولاسيما مع تزايد الضغط والدور والتأثير الذي باتت مجاهدي خلق تقوم به داخليا وخارجيا على النظام، فإن النظام يقف في موقف ووضع حرج خصوصا بعد أن صارت مجاهدي خلق تبذل مابوسعها من أجل الترکيز على ال200 مليار دولار التي يجلس عليها المرشد الاعلى للنظام والدعوة لإستخدامها من أجل مواجهة أزمة کورونا.
خيارات النظام الايراني أمام أزمة کورونا وخصوصا التي في صالحه، ليست تتضاءل بل إنها تکاد أن تنعدم، وليس أمام النظام سوى طرق وأساليب سترتد عليه سلبيا لأنها ستضعه في طريق ومسار لاينتهي إلا في الهاوية!