إحتجاجات إنطلقت من أجل الكهرباء لتصل سقوف شعاراتها إلى إسقاط الحكومتين المحلية والاتحادية وحرق جانب من مبنى مجلس المحافظة ..
والسؤال :
لماذا وصلت الأمور إلى هذا الحد ؟
لنترك خزعبلات وخرافات المندسين والبعث والمؤامرة الامبريالية الصهيونية ، فهذا كلام الفاشلين العاجزين عن رؤية طريق ودروب الخروج من النفق ، فيشمّعون الازمة كلها على مشاجب الآخرين !!
ونعيد السؤال بصيغة أخرى أقرب إلى فهم جهلة حكومتي محافظ البصرة ومجلسها وعقلية العبادي التسويفية:
ما الذي فعلته الحكومتين لإمتصاص الأزمة والسير في طريق الحل الصحيح المقنع لجمهور يموت يوميا بالتلوث والتسمم والجوع وضياع أفق المستقبل ورثاثة الحاضر ؟!
هل نحتاج إلى أن نرصد طبيعة الحراك الحكومي الاتحادي ، الذي أصبح ظاهرة صوتية تسويفية ، لتنطلق الحلول الكاذبة من فتح باب التعيينات للعاطلين عن العمل ، والتي ذهبت ملفاتهم إلى مكبات النفايات ، إلى الإعلان عن رصد مبالغ مالية أو إطلاقها ، ولكن من أجل ماذا ؟
خصوصاً وإن العبادي ظهر في ثلاثاءاته ليقول بالفم الملآن :
المشكلة ليست في الأموال وإنما في مكان آخر !
ويقول لاتوجد مشكلة في المياه بالبصرة كل القصة ومافيها هي تجاوزات لـ “متنفذين ” ومضخات ماء عاطلة !
ويقول دولته ، الآن سنحاسب المقصّرين والمسؤولين عن حال البصرة ” ياللكارثة :
الآن سيادة رئيس الوزراء بعد خراب البصرة !
المنطق يقول إن هذا المنطق الحكومي لم يودي إلى حل وإنما جرّ أهالي البصرة إلى خيار تنوّع شكل الإحتجاجات إلى حدود المواجهة الجزئية المؤقتة مع قوات الشرطة والجيش معاً ، وهو تطور خطير ، في إستخدام الجيش ، مخالف للدستور تماماً ، خصوصاً وإن هذه القوات إستخدمت الرصاص الحي ضد المحتجين العزل !!
ونسأل ماذا تنتظر الحكومة ؟
حلول من السماء ..
علاء الدين ومصباحه السحري ليقول لها “شبيك لبيك عبدك بين يديك ” !
يعود المحتجون إلى بيوتهم هانئين راضين بحياة تتدمر أما أعينهم وأطفالهم يئنون من المرض والآلام ..
كل هذه الإفتراضات لن تكون ولن تأتي إلا في الأحلام وافلام هوليود من طراز “سبايدر مان ” ليضع كل شيء في مكانه الصحيح !!
الحلول التي قدمها جمهور المحافظات الأخرى لاتسمى حلولاً بقدر ماهي روحية وطنية للتضامن والشعور بالحيف المشترك من نينوى الى البصرة مروراً بالعاصمة بغداد التي تعبت حقاً من إحتجاجات الجمعة و “جمعه وره جمعه الفاسد نطرده “..!
لاشيء في الأفق حتى الآن في ظل مشهد سياسي يتكالب فيه السياسيون على إقتسام الغنيمة للمرّة الألف أما أعين الفقراء والجائعين والمنتهكة حقوقهم وفاقدي المستقبل !!
وسيكون المشهد أسوأ حين يذهب البصريون الى خيارات مواجهة العنف بالعنف وعندها فعلا ينطبق المثل الشعبي علينا ” بعد خراب البصرة ” !
ولكن من يستطيع أن يوقف هذا الخيار وما يتداعى عنه من صراعات ومواجهات ستجر الكثير من الجمهور الصامت الى ان يقول قولته ؟!!
وحينها فقط تشتغل القوى الخارجية لصب النار على الزيت كل حسب مصلحته ، وسيكون للمندسين مساحة أوسع وحريّة أكبر للعمل على جر البصرة والبلاد إلى مستنقع جديد !!
من أجل الكتلة الأكبر وتشكيل الحكومة يهددنا المالكي بحرب أهلية ، فما المانع من أن تكون الأزمة البصراوية هي الطريق لهذه الحرب وإن كانت محدودة وملوثة ومسمومة في ظل إنعدام أفق الحلول الحقيقية والواقعية ليس لإنقاذ البصرة من الكارثة وإنما إنقاذ العراق برمته ؟!