18 ديسمبر، 2024 10:07 م

خيارات إيران أحلاها مر

خيارات إيران أحلاها مر

يمر نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بمرحلة بالغة الحساسية و الخطورة بعد أن تکالبت و تجمعت على رأسه المشاکل و الازمات الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية و الفکرية و التي لاتجد لها حلول شافية وانما يقوم هذا النظام دائما بمعالجتها باسلوب الترقيع و الترهيم من أجل ضمان إمساکه بزمام المبادرة.

اليوم، والنظام الايراني وفي‌ خضم الاوضاع الداخلية الوخيمة و أوضاعه الاقليمية البائسة من جراء تدخلاته السافرة في الشؤون الداخلية لدول المنطقة يضاف الى ذلك عزلته الدولية التي تتسع يوما بعد يوم، يعاني من وطأة الازمات و المشاکل خصوصا الداخلية منها، حيث لم تعد أساليب الترقيع و الترهيم و الحلول الوقتية و العابرة تجدي نفعا، وصارت الازمة الاقتصادية تلقي بظلالها السوداء بقوة على داخل إيران حيث هناك مايمکن وصفه بحالة غليان و إحتقان استثنائيين من تدهور و وخامة الاوضاع المعيشية و إزدياد الفوارق الطبقية و کذلك إزدياد نسبة المواطنين الايرانيين الذين باتوا يعيشون تحت خط الفقر الى أکثر من 70% في بلد يعوم على بحر من البترول و حقول الغاز.

السياسات العشوائية و غير العلمية و المدروسة للنظام و المراهنة دوما على إيجاد الحلول و البدائل المناسبة خارج إيران من خلال تصدير المشاکل و الازمات الى دول المنطقة خصوصا الارهاب والتطرف الديني الذي ولد و يولد الکثير من المشاکل و الاوضاع المضطربة في دول المنطقة، کما ان تعويل النظام على تقوية و توسيع أجهزته القمعية من جانب و الاستمرار في تمسکه بالمظاهر العسکرية وتعزيز الاجهزة الامنية وتقويتها، هذين الامرين مضافا إليهما التدخلات الواسعة للنظام الايراني خارج إيران، دفع بالاوضاع الاقتصادية الايرانية الى الحضيض، وهو مايدفع بالقادة والمسٶولين الايرانيين الى الاعتراف بخطورة الاوضاع ووصول الامر الى حد التهديد من سقوط النظام، غير انه و کعادة مسٶولي النظام دائما لم يشيروا الى الاسباب الحقيقية وراء هذا التدهور في الاوضاع و من کون السياسات العسکريتارية و القمعية للنظام هي التي أدت الى ذلك.

إرتفاع نسبة التضخم بوتائر مخيفة بحيث بلغت نسبة مخيفة و تفشي الفقر و إرتفاع نسبة البطالة حتى وصلت الى حدود مسبوقة، فإن المراقبون يؤکدون بأن خشية النظام الايراني من”ثورة جياع” بسبب الازمة الاقتصادية و المعيشية الخانقة التي يعيشها المواطنون، واحد من أهم الاسباب الاساسية التي تدفع بالنظام الايراني على عدم التجرٶ عن التخلي عن الاتفاق النووي والتمسك به على الرغم من الانسحاب الامريکي منه وإحتمال أن ينهار الاتفاق من جراء ذلك، لکن وعندما نتمعن في الاوضاع في إيران، نجد إن النظام في إيران يقف أمام خيارات أحلاها مر.