19 ديسمبر، 2024 3:27 ص

خوف العبادي من الصدر هل ينقذ رقبته ؟؟

خوف العبادي من الصدر هل ينقذ رقبته ؟؟

يعيش رئيس الوزراء حيدر العبادي رمقه الاخير في منصبه رغم محاولاته التماسك والوقوف بقوة بوجه التحديات الكبيرة والمفصلية التي تواجهه بسبب فوضى حكومة التكنوقراط وبسبب الاوضاع المزرية التي يعيشها الشارع العراقي.وحتى مع بقاء راس العبادي محمولا على كتفيه فترة اخرى فان  كل المعطيات تقول ان زمن الرجل قد انتهى وليس له من الامر شيء.
العبادي ليس رجل المرحلة بكل المقاييس واضاع على نفسه فرص كثيرة لم يتوفر خمسها لغيره ولانه ليس خباز الخبز كما يقال فان عجينه سال وفاحت رائحته الغير مقبولة… ومع كل ما يمر به جائته فرصة مواتيه وفرتها له خيمة الصدر واعتصامات قومه الا ان الرجل يصر على اضاعتها مرة اخرى بعد ان انفرد بالقرار ومضى وحيدا فريدا في رايه واعتبر ان ما جاء به الصدر هو فتح الفتوح دون ان يلتفت الى الوراء ويتذكر الشركاء الذين جائوا به ويحملون اثامه واثام من سبقه من بطانة حزبه فيشركهم في الراي وفي الاثام ويخرج من دائرتهم،لا بل ان العبادي اعتبر ان تحشيد الشارع واحتقانه ضد الاحزاب والكتل فرصته التي سيصول بها على شركائه وصك الغفران الذي يمنحه البقاء الى الابد دون ان يدرك ان الجمهور الذي خرج واعتصم لم يكن لاجله انما من اجل الصدر وان الصدر سينقلب عليه عاجلا ام اجلا والسبب بسيط وهو ان حكومة التكنوقراط والعبادي لن ولم يقدموا شيئا ولو وقفوا ظهيرا بعظهم لبعض وان امر استمرارهم لن يطول لاكثر من اشهر وهو ما ذكره به الصدر المعتصم.
نشوة العبادي لن تطول كثيرا بحكومة التكنوقراط التي تقاسم اسمائها مع الصدر لانه بعمله هذا اثار من لم يشركهم من شركائه فالصدر وان اعتصم هو شريك ايضا وله مغانم في الحكومة والبرلمان والهيئات واعتصامه لا يعفيه من التهم التي تتهم بها الكتل الاخرى حتى وان ظهر مخلصا في نظر اتباعه .اي ان ما يسري على شركاء العبادي يسري على الصدر فلما اخذ من الصدر ولم ياخذ من غيره.
ان الكتل السياسية تعرف ان خوف العبادي من مقتدى الصدر هو من جعله يصطف الى جانبه وياخذ من افكاره ويستجيب لقسم كبير من مطالبه وهذا الخوف ايضا اغضب الشركاء فهم وان كانوا لا يملكون قوة الصدر في تحشيد العموم الا انهم اكثر قوة في تحشيد الخصوم،والخصوم لا يقلون خطرا..
ان الايام والاشهر التي سيبقى فيها العبادي رئيسا للحكومة ستكون عبثية وغير مجدية وربما تفتح الحرائق الغير متوقعة خاصة اذا اعتبر الصدر واتباعه ان ما تقوم به الكتل الاخرى من رفض لحكومة التكنوقراط المفروضة عليهم رفضا للاصلاح الموهوم  والغير معلوم.
ان على العبادي ان يتقبل من الاخرين كما تقبل من الصدر لان من العبث ان يتقبل من طرف ويرفض الاطراف الاخرى او ان يرفض من الجميع وهو ما لم يستطع عليه العبادي خوفا من سوط الصدر ولسعات اتباعه.
امر العبادي ونهايته كتبها بيده وعليه ان يختار السقوط اما بانقلاب الصدر عليه او رفض الكتل لاصلاحاته الشكلية.

أحدث المقالات

أحدث المقالات