23 ديسمبر، 2024 4:26 ص

خواطــــــــر عن مايحدث (قصة شــــــــعب ضحى بالكثير ولم يحصل الاعلى قليل )( 7 )

خواطــــــــر عن مايحدث (قصة شــــــــعب ضحى بالكثير ولم يحصل الاعلى قليل )( 7 )

حنين الى ( حكم الرجعين العملاء ) …!
( 2 – 2 )
( نحن لا نتذكر الماضي لجماله ولكن لبشاعة حاضرنا. – علي الوردي )
دون الدخول في بعض التفاصيل ‘ أن اثمن فرصة حصل عليها الكرد ليتداركوا امرهم بعيدا عن التدخلات الاقليمية و يوحدون ويبننون قاعدة ارادة ذاتية لانفسهم يصلهم لان يكونوا في العراق اصحاب القرار وليسوا طالبي حقوق ومكاسب هو قرار السلطة المركزية عام 1991 بانسحاب قواتة وادارته المركزية الرسمية من كردستان ‘ وكشاهد حال اروي حادثة تدل أن القرار كان مباشر من الرئيس الراحل صدام حسين دون عودة حتى الى اقرب معاونيه في القيادة ‘ والدليل على ذلك هذه الحكاية :
• كنت رئيس تحرير صحيفة هاوكاري الكردية وهي كانت صحيفة يومية تصدر في بغداد وبهذه الصفة كنت عضو في لجنة الاعلام الكردية المركزية التابعة للجنة العليا لشؤون الشمال كان وزير الدفاع والداخلية و الاعلام و مدراء العامين للمخابرات والامن العامة اعضاء اللجنة و يراسها طه ياسين رمضان ( الجزراوي من الكرد الشبك ) شخص مكروه واكثر القياديين المتطرفين في التعامل السيء مع كل مايخص الكرد ‘ ولجنة الاعلام الكردي التي كان يترأسها وزير الاعلام وعضوية رؤساء تحرير الصحف اليومية والمدير العام للاذاعة والتلفزيون ووكالة الانباء العراقية ومدير الاذاعة الكردية في بغداد كانوا يحضرون في اجتماعات لجنة شؤون الشمال ‘ ورمضان الذي كان في ذلك الموقع ماكان له العلم بالقرار الخطير للانسحاب من مدن كردستان ‘ عرفنا ذلك في احد اجتماعات اللجنه بعد شهر من ذلك القرار وهو يروي لنا القصة قائلاً : ( عندما سمعت بقرار وتوجه الرئيس القائد لتنفيذه بسرعة ‘ شعرت بالصدمة ‘ توجهت الى التلفون واتصلت بسيادته وانا ابكي …! قلت سيادة الرئيس بهذه البساطة نخسر شمال الوطن ونسلمه لاعداء العراق ؟ فقال لي : الان تعال عندي وافهمك كل شيء ‘ لانخسر شيء من العراق أطمئن ‘ فذهبت على الفور للقاء الرئيس بعد تحيتة قلت :ياسيدي انا متأكد أنهم وبعد فترة يعلنون انفصال عند ذلك فأما أن نواجه حرب خطيره اخرى لسنا مهيئن له أو نترك ونخسر الشمال …!! فقال سيادته وهو يضحك : يا ابا نادية لايحدث الانفصال و لاشيء من هل القبيل ‘ ان الوضع في كردستان لشدة تدخل الخارجي ‘ ليس لمصلحة الكرد أنما لمصلحتهم لايسمحون بحدوث ذلك ‘ والقوتين الكرديتين الان وقبل القرار ايضا لايفكرون بالانفصال لهدف رئيسي لهم ‘ هم الان في حالة يبحثون من منهم يقدم للتدخل ودعم الاقليمي للحصول على مكاسب اكثر لنفسه ….. انتظر فترة ‘ وأنا أعتقد لايطول ستسمع خبر قتال شرس بين – جلال و مسعود _ على غنائم وليس على مصير الكرد ‘ وهذا اكيد ‘ وعندما يحصل هذا …سيكون لكل حادث …. حديث …!! ) ‘ وبدأ رمضان بمدح بعد نظر الرئيس ‘ و حكاية تحقيق ما تصوره معروف لدى الجميع .
أن عدم إستيعاب ماقام به النظام وراء قراره بالانسحاب من كردستان هو أحد اهم الفرص التأريخية التي ليس فقط أضاعه امام مرحلة التي جاءت بعد هذا الحدث من قبل القياده الكرديه‘ بل أكد لكل ذي بصيرة مع الاسف ‘ أن اكثر المتنفذين بين من يقودون مصير الكرد ‘ واخطر من ذلك ثبتت الاحداث انهم لم يتوجهوا الى وضع برنامج ذو رؤيا مدروسه يرى من خلاله القاعدة الشعبية للكرد في نهاية النفق ضوء يطمئنه من مستقبل ‘ وانهم استغلوا في هذا الحدث عاطفة الاكثرية المضحية ليعملوا بعكس احلامهم المشروعة ‘ اتجهت القوتين المتنفذتين الى التصرف ‘ وكأن الهدف في احسن الاحوال لتقسيم تركة فراغ السلطة فيما بينهم وكان ذلك ظاهرا لذوي الرؤيا المستقبلية المنتظرة من خطواتهم القادمة ‘ وكما رأينا انه وبعد اختيار تبني الفدرالية لتحكم في الاقليم وتجاوب الناس معهم معتبرينهم خطوة مشروعة لتنظيم حياتهم ‘ لم يمر كثير من الزمن حصل ما فرح (طه ياسين رمضان ) واصاب طموح الكرد في الصميم وسفك الدماء عبر الاف ضحايا الصراع وعمق اغتراب الانسان الكردي بعد ان تصور ان هزيمة كابوس النظام العراقي خطوة لايؤدي الا الى نهاية النفق يرى فيه استقرار حتى لويكون معه بعض الصعوبات ‘ وبعد عشرات المحاولات للوساطه من القوى المحلية الخيره من الداخل ومثله من القوى الاقليميه منهم ايران و تركيا وحتى النظام العراقي توجه الى محاولة للتدخل كوسيط ….!! كل تلك المحاولات فشلت‘ في النهاية نجح التدخل الامريكي واشرف على توقيع اتفاق وقف القتال ( اولبرايت) وزيرة الخارجية ‘ عندما حضرت توقيع اتفاق وقف القتال الداخلي أشارت الى موضوع ‘ الى الان لااستوعب كيف لم يتوقف عندها المخلصين للغد المستقر للانسان الكردي الطيب و الموضوع هو وضع اربعة شروط امريكية مقابل حضورها هي كممثل للادارة الامريكية وشاهد و راعي للاتفاقية ‘ لانتوقف على ثلاثة من الشروط الامريكية لانه لو كانت النيه صافية لصالح القومي للشعب الكردي لكان تحصيل حاصل لتنفيذ ‘ ( ملاحظة : ان اولبرايت تتحدث طوال كلامها بوضوح انها ترعى وقف القتال بين جهتين مسلحتين متصادمتين نتيجة لخلاف على بسط السلطة ومسالة المحصولات المالية اعقد مسالة في الصراع ……!!!!)‘ انما نتوقف على شرط (رقم 2 ) ونصه مايلي : ( ثانياً ان ترجعون وتصبحون شركاء في الوردات الموجودة ويتم توزيعها – بينكم – ..!!) …وبطبيعة الحال أن هذا الشرط لم ينفذ و أن الراحل ( مام جلال ) يوضح هذه الحقيقة المرة في صفحة 269 من الجزء الثاني لكتاب ( لقاء العمر – اعداد صلاح رشيد ) عندما يروي ثغرات اتفاقية واشنطن حيث يؤشر ان عدم الالتزام بتقسيم الواردات بشكل عادل اهم نقص في تلك الاتفاقية يقول : ( كان من المفروض ان يقوم البارتي بتسليم حصة الاتحاد الوطني من ورادات ابراهيم خليل وكان مفروض ايضا ان يحدد هذه الحصة ‘ ولان لم يحدد الحصة اخذ البارتي هذا النقص حجة لتنصل عن اعطاءنا الحصة ‘ في الاول حددوا الحصة ب 30 مليون بعد ذلك اصبح 10 ملايين واخيرا تنصلوا نهائياَ من اعطائنا) وعادوا الى الصراع ولم تنفذ الشروط الامريكية الاخرى : توحيد الادارة و اعتبار الاقليم وحدة ادارية و توجه الى انتخابات …ألخ الى ان جاءت فرصة اخرى امام مصير الكرد باحتلال العراق من قبل امريكا ….
( 6 )
بداً ‘ أن استغلال الفرص امام الكرد في نظرتنا الواقعية ‘ لانقصد منه ‘ توجه عندما يكون فرصة سانحه الى انفصال الكرد عن العراق ‘ لان القادة الكرد انفسهم يعرفون ان ذلك لايودي الا الى نتائج كارثية ‘ ليس لان القومية الكرديه لاتستحق الاستقلال ‘ بل لاسباب الواقع الجغرافي و الاقتصادي و تشابك المصالح الاقليمية مع الدولية فرض بعد الحرب العالمية الثانية وشرحنا في عدد تحليلات أن اختيار الواقعي للكرد هو تنظيم وتوحيد ارادته في اجزاء وطنه المقسم ليكون بتعاون مع الخيرين من القوميات الاخرى صاحب القرار الكردي في بغداد وانقرة و طهران ‘ وان الراحل جلال الطالباني اكثر زعماء الكرد الواقعين في موقفه وتصرفاته تجاه الموضوع .
على اية الحال ‘ عندما سقطت الدولة العراقية التي اسس منذ العشرينات القرن الماضي واحتل ارض العراق بحجج واهية خطط لها في خفاء بتشجيع الحركة الصهونية العالمية ومصدر القرار الامريكي الشرير ‘ ماكان ممكن أن يغفل المحتل ثقل الكردي عند توجه لاعادة بناء العراق كما يريده المحتل‘ وللتاريخ ان ثقل الكردي كان اكبر قوة منظمة في المعادلة لتلك المرحلة باتجاه ضمان استقرار المطلوب لاعادة البناء وما سميت بقوى المعارضة الاخرى ماكانوا لهم لارؤيا ولاتجربة بالاضافة الى جذور التناحر بينهم اكثر من اي جذر يؤدي الى الاستقرار ‘ وهذا مانقصده من عدم استفادة الكرد من تلك الفرصة حيث اعطى لقادتهم اولوية لسير مع رغبة المحتل والمعارضة الغير كردية باتجاه تقسيم المغانم و المحاصصة ومشاركة و الموافقة في وضع دستور مليء بالالغام بعضها بعكس فهم بعضهم موجه بتحديد ضد طموحاتهم القومية حتى ضمن العراق
ولكن على اية حال ‘ أمكن الكرد ‘ ودون ان تنزعج القوى الغير كردية في العراق او ان يستطيعون وضع اي عراقيل امام ذلك ‘ من تعميق مكسبهم الفدرالي دون اي مشكلة تذكر ‘ ليس لان القوى الغير كردية كانوا مبدئين في هذا الموقف ‘ بل ان انشغالهم بالفساد والركض وراء المكاسب من افرازات المحاصصة و اشتعال نار الطائفية و اطلاق يد تدخل الاقليمي ‘ انساهم كل متطلبات تقوية الوحدة في العراق الاتحادي الحقيقي ‘ لذا رأيناهم عندما خلق اصرار غير موضوعي وغير منطقي على اجراء الاستفتاء على استقلال كردستان ‘ تصرفوا بشكل فوضوي خطير كاد ان يؤدي الى غرق البلد في بحر من الدم ‘ وهم ماكانوا يعملون ذلك لولا ان نبهتهم القوى الاقليمية و الدولية مانعة تأريخياً لتحقيق حق تقرير المصير الكردي كقومية ضمن ثلاثة قوميات الرئيسية في منطقة الشرق الاوسط .
لذا ولان الخيرين الكرد يشعرون بخطورة اختيار توقيت الاستفتاء حيث شعروا بان هذا الاصرار يؤدي الى خسارة ماحصل علية الكرد في المرحلة السابقة رغم ان تلك المكاسب خلق فئه متسلطة منع تمتع الكرد كشعب مضحي بتلك المكاسب … وهذا تسلط ايضا كان سبب لعدم حماس الحقيقي للقاعدة الشعبية للدفاع الجدي عن مكاسب الذي خسرها نتيجة اخطاء القائمين على عملية الاستفتاء ‘ ان ماكان يحصل عليها سلطة الاقليم من موارد اقتصادية يكفي ليس لضمان العيش الكريم لابناء المحافظات الاربعة بل لاهلهم ايضا في مناطق ذات الاكثرية الكردية خارج تلك المحافظات ‘ بل ان الموارد الكثيرة بشكل من المعيب ان يكون في اقليم كردستان شيء اسمه بطالة اوفقر …
أن السلطة الكردية وخلال قرابة ثلاثين سنة من الفدرالية لم تقدم اي مبادرة تبشر القاعدة الشعبية انها تعمل لضمان حق تقرير المصير :
– لم يوحد الادارتين بالشكل الحقيقي من اي جانب من الجوانب الادارية
– لم يبني قوة موحدة دفاعية يكون نواة لقوة مسلحة موحدة
– لم يبنى اي قاعدة اقتصادية منتجة وصرف كل جهدها لبناء مولات وتشجيع المواطن على الاستهلاك وليس البناء
– كان لسلطة اقليم وجود فعلي مقبول في مناطق ذات الاكثرية الكردية (مسمى بمناطق متنازعة …! ) دون اي مانع ملموس من المركز
– كان المركز ونتيجة غرق سلطاته بالفساد والسرقة ساكت سكوت مطبق على سلطة شبه مستقلة في اقليم بحيث ان السلطة في الاقليم ياخذ مبلغ رسم دخول لاي مواطن غير مولود في الاقليم و(حامل هوية الاحوال المدنية خارج محافظات الاقليم حتى لوكان كردي ..!!)
– من الناحية السياسية كان ( عالم الكافر والمؤمن ..!!) يدخلون ويخرجون الى اقليم والله وحده كان يعرف : لماذا ياتون وماذا يفعلون ؟
كل ذلك ‘والمواطن الكردي يعاني من : فقر وبطاله و العاملين في مؤسسات الاقليم يستلمون نصف اجورهم دون ان يعرفون اين يذهب كل ورادات السلطة بدأ من واردات النفط ورسوم الحدود وجبايات المالية الاخرى ومن يتحدث بضد لتصرفات السلطة يتهم بـ (خائن لطموح وصول الكرد لحق تقرير المصير) .
وعندما تجاوز القائمين على ( رعاية البشر والحجر والماء وذهب الاسود ) في اقليم كردستان ‘ كل المنطق والموضوعية وفي خضم هذا الوضع ( التعبان ) لاجراء الاستفتاء ورفض حتى طلب حليف تاريخي لتحرير الشعوب المنكوبة ( الاعزاء الامريكيين ) في الاقل لتأجيل الاستفتاء وليس الغاءها ‘ وتحرك كل اعداء الكرد التاريخين والجدد ضد هذا الاجراء ( وهم يعرفون حق المعرفة أن الاستفتاء لايؤدي الى استقلال ولا على الانفصال ولايغير شيء باتجاه خسارة كل المتحالفين على ابقاء وضع – ليس كردستان فقط – بل كل الشرق الاوسط الى ما شاء الله ) مع ذلك كلهم اتخذوا كل الاجراءات القاسية ليس ضد من عمل ونفذ ‘ بل ضد الشعب الكردي المغدور بيد كل المتنفذين ( يسار ويمين عميل مستقل ثوري ) وفي مقدمة من ثار للانتقام من الكرد هي سلطة اللصوص في بغداد التي تذكر ان الاقليم ليس تحت سلطتهم فبدئوا عمل كل شيء سيء ضد الكرد وليس ضد الحيتان لانهم من صنف الذين يسرقون كل العراق ‘ وصل غدر السلطة في بغداد بحق الكرد كشعب عند الاعلان عن ما سميت بـ (يوم النصر على داعش ) حذف ( خوش ولد العراقي حيدر العبادي ) اسم اشجع مقاتلين حاربوا داعش وقدموا 1535 شهيد سقطوا منذ بداية المواجهات ضد داعش في حين جرح 9035 اخرين منهم .
وهذه الصفحات المرتبكه من المواطن الكردي يروي حكاية مسيرة الدم والمعانات لشعب لم يرى التأريخ المعاصر شعبا مثله ضاع جهده وتضحياته هباء نتيجة تعصب من حكم العراق من بعد انقلاب العسكر في 1958 وعدم تدارك الكثير من قادته للظرف الذي عاشه الكرد نتيجة اكثر انواع التحدي الذي واجهه في نضاله من اجل حقه .
فهل يمنعنا احد ان تحركنا مشاعر الحنين لايام كان يحكم العراق ( من كانوا يسمونهم رجعيين وعملاء ) مع ذلك كان الكرد يغنون في مدارسهم وبلغتهم ارقى الاناشيد القوميه دون ان يواجهون اي اضطهاد تحت عنوان الاضطهاد القومي وادعاء حفاظ على وحدة العراق ؟ .