27 ديسمبر، 2024 8:55 م

هذا المساء حزين وغائم
تعالوا نقبل السماء قُبلًا عشوائية
علّها تسقط أزهار وأغاني
فم الأرض جائع وأنا أختنق……..

جنديًا أسمر
كتب لي رسالة عن ثائر يهذي ….
يلتحف الأسفلت متعب ك الجدري
ما من وردة على جرح الشهيد
ما من يتيم يلتصق على عامود الكهرباء
ما من صرخة تمزّق ثوب السماء
وتخرج الأرواح من أحشائها

غاز الكراهية أقوى من الوباء
أنني أختنق والمسعول
يرتفع في السماء ورجلاه تتدلى إلى الأرض كدجاجة ترفسني
تبحث عن الديدان في جسمي
وكتب أيضًا…..
عن صورة كانت معلّقة على جدارنا
القديم
تحمل قارب يتسع للمزيد و المزيد ….
لكنها تقلّصت فجأة
في فم أم عراقية
وانزوت في أحد شقوق قدميها المتعبة …..

هذا المساء حزين وصامت
أقدامي تتمشى في زحام السماء الفارغ
الفارغ تماماً ……
ك رأس فزاعة ممتلىء بالقش
الممتلىء بعصافير وأصوات الرصاص الصامتة
ومشانق السنابل المتدلية من لسان الحقل الهارب
بالعديد من الثرثرات
بالعديد من البيادر الجائعة لعناق المناجل …….

عطاس أحدهم يطرق باب هذا المساء
تعالي يا حبيبتي
ننعش القصائد بشيء من الأوكسجين
بشيء من البنزين فقصائدنا
بلا حياة علّها تشتعل …..
علّنا ننجوا
هذا المساء …..