18 ديسمبر، 2024 11:15 م

خواطر من رفوف ليلة الشتاء

خواطر من رفوف ليلة الشتاء

في ليلة من ليالي الشتاء الباردة الجميلة وأنا أداعب مخيلتي لأستفزها لكتابة موضوع قد تجود بها عليّ ذاكرتي فأخذت موقد النار لأنعش جسمي بناره الدافئة فوضعته بجوار الكرسي امام الطاولة و لأكمل الجلسة الشاعرية متذللا لفكري وذهني أعددت له فنجان من القهوة العربية وعلى رشفات القهوة المتعاقبة لشفتاي أخذ القلم يداعب أناملي واحدا تلو الاخر وأنا أتجول في رفوف الذكريات والليالي من عمري وصوره تتوالي أمامي كشريط سينمائي . عملت القهوة عملها حيث راحت الكلمات تنساب وتتدافع مع بعضها لتسطر الاحرف على الورق المبعثرة على الطاولة حينها تناولت الفنجان فاذا هو مقلوب أخذته أتفرس فيه لاحظت خطوط ورسوم مبعثرة على جدرانه تجبر التمعن به لملمت الرسوم والخطوط المرسومة . آه تلك الفتاة التي كنت أعرفها وأكن لها الاحترام والتقدير والمحبة بلون بشرتها البيضاء وعيناه العسلتين وشعرها الاسيل الذي يتمايل على الكتفين كأنه أمواج البحر وبابتسامتها المشرقة على محياها هنا بدأ الصراع حقيقة هذه الصورة أم خيال هل قراءة الفنجان حقيقية أم وهم باطني كما قيل كذب المنجمون ولو صدقوا لأن الصورة ملأة فراغ الفنجان كأني أتفرس صورة على الجدار صدق عقلي القاصر المشتت . هل أني أراها حقيقة أم هي ذكرى مستوطنة في عقلي وذاكرتي وما هي إلا لحظات وإذا بجرس الباب يرن ليعلن عن وصول ضيف قادم الينا ذاك الوجه حقيقة على الباب بكل روعته وجماله ليس خيالا ولا ماردا يتجلى من زوبعة الفنجان عندها وقفت ساعتي البايولوجية وجمد الدم في العروق وأنعقد اللسان ووقف التفكير غير عيناي ترمق الطرف بنظراتها التفتيشية حولها كأني مصاب بصدمة عندما أفقت لم أجد شيء غير ذكريات الموقف لأني لن أستطيع أن أعرف كيف ؟ وأين ؟ ولماذا ؟ كل هذه الاسئلة بددتها صدمتي لكن الشيء الوحيد الذي استنتجته أن قراءة الفنجان هل هي حقيقة أم خيال